على مدار الساعة

للإصلاح كلمة تخاطب نداء جول

27 أبريل, 2023 - 22:57
الأستاذ محمدو بن البار

للإصلاح كلمة تخاطب نداء جول لتقول له ما أنت بأسمع منهم ولا أبصر ولكن لا يقدرون إلا على هذه البيانات.

 

وقبل هذا الشرح سيقول السفهاء من الناس هذا كلام معارض، وأنا معاذ الله أن أكون معارضا إلا للكفر البواح، بمعنى أن ليس كل مصور معارض ولكن على كل مصور ألا يترك كارثة إلا صورها.

 

والكارثة التي تخص مضمون هذا النداء هي أنه كشف القناع عما عند نخبنا من التفكير حيث أخلدوا إلى الأرض ليمدحوا عليها هذا البيان معلنا كثير منهم التوقيع عليه، وقد تناست تلك القامات الكبرى من أهل السياسة والثقافة والتنظير وحتى مرتبة الاجتهاد أن كتابة البيانات والتوقيع عليها وتركها كما هي يقال له "حبر على ورق".

 

فمن تأمل مضمون بيان جول يدرك بلا تردد أن الحكومة التي وقعت عليه هي من خلقته في زمنها، وأن النخب التي بدأت توقع عليه صنع على عينها وساهمت فى كثير من محتوياته.

 

فالمعروف أن خصوصية "جول" للنداء منه لوطنية أهله ونشرهم للإسلام ولغة العرب، كل هذا اكتسبته جول من فترة الاستعمار وأول الاستقلال حتى بدا يتقلص من آخر الثمانينات وحتى الآن عند بدء النشاط الوطني مجرد دعايات وبيانات إلى آخره.

 

فنقول للنخب هنا إن كشف العورة لا تعنى كشف عورة الجسد فقط بل الإسلام والثقافة والسياسة والإرادة كلها لها عوراتها، ولا أغلظ الآن من إظهار عورة مثل عورة توقيع النخب غير الحكومة لبيان جول.

 

فالمعروف أن من بين ما يبحث عنه البيان العمل على قوة الترابط والتلاحم الوطني.

 

ونحن نقول لأي موريتاني ما تفقده من الوطنية يتركب من عدة مسائل:

أولها طبعا هو التلاحم الشعبي بدون أي مسميات غير مواطن موريياني.

 

ثانيا: فقدان أي انتفاع أو معرفة المواطن عن ثرواته متى الاستفادة من ما هو موجود منها مثل الثروة البحرية والحيوانية والمعدنية، ومتى يتحرك خلق الثروة منها مثل الثروة الزراعية مع حصول جميع أدواتها عندنا.

 

ثالثا: الاستقلال الثقافي، فمتى تكون السلطة التنفيذية تحترم الدستور في قضية ثقافتنا الوطنية.

 

ومن هنا نعود إلى تفصيل مشاكل موريتانيا هذه لنبين أن بيان جول يوضح أن الطبيب ليس عنده من دواء للمريض الموريتاني إلا تشخيص مرضه وكتابة بيان هو وصفة الدواء وحدها التي بيد الطبيب للعلاج للمريض، وأن النخبة الموريتانية لا تملك للشعب إلا التوقيع على الوصفة.

 

والآن حان لنا أن نفهم النخبة أن الموريتانيين يعرفون مرضهم، ولذا نبدأ بشرحه لنقول هنا للنخبة تسأل الحكومة متى احتجنا إلى الحث على ترابط اللحمة بين مواطنينا؟ هل قبل الاستقلال أو ما مرت سنينه بعد أيامه الأولى الذهبية في حسن التلاحم ومتانة الروابط بين سكان خريطة موريتانيا المسلمة كلها.

 

أما يعلم الجميع أن بداية تفكك هذه الروابط بدأ عندما دارت فكرته في ذهن شخص واحد يخدم بها جيبه، عند ما رأى الجيوب انتفخت من تحصيل الأتباع ولا سيما من بداية ديمقراطية الفوضى التي أصبح الجاهل في إدارتها هو القائد والمفتي للمنخرطين فيها.

 

ومعلوم عندنا جميعا أن مكونات شعبنا كانت معروفة عندنا ولكنها تتميز باللهجات ولا شيء غيرها، وهذا التمايز كان بمثابة تمايز الورثة من ميتهم كلهم يعرف نصيبه المحدد من الله.

 

إلا أنه طبعا كانت هناك ظاهرة غير مقبولة لعدم وجودها الأصلي الإسلامي في موريتانيا، وهي الاسترقاق إلا أن مزاولتها كانت محدودة وبالتراضى، ولا ينقص عن إنهائها إلا إعلان بطلان اعتقادها عند الجميع، ولم تكن تتبع للون معاذ الله بل تتبع لإرث مخصوص لمسميات أشخاص مخصوصين معروفون بأسمائهم وشخصياتهم.

 

أما 90% من أمثالهم في اللون فلا يعرف عبودية إلا إذا مارسها هو بالفعل على لون مثله لعدم الترابط بينها واللون (وفي شمامة) الأمثال الكثيرة.

 

وفي أيام الاستقلال اتفق الجميع تقريبا على إنهائها بالدعاية السلمية المشتركة بين غالبية المعنيين بها أيا كان لونهم وكانت جميع قلوب التغيير بيضاء بغض النظر عن لون الجسم.

 

ولذا كانت تسمية الدعاية للتحرير هي "أخوك الحر"، والله إنها لهي الحقيقة المعمول بها فعلا، آنذاك، ولا حقد ولا كراهية ولا تفسير غير المطالبة بالحرية للجميع.

 

إلا أنه مع الأسف عند ما جاءت الديمقراطية الفوضوية الساحقة الماحقة ركب أمواجها العاتية من لا يحسنون سياقة مراكب وصول الخير والسلامة إلى بر الأمن والإيمان ومع أنهم كانوا قلة يعدون على أصابع اليد: أو نقول رفع أصبع واحد بالقول نعم لانشقاق المجتمع، فلم يجدوا لا حكومة لا نخبة توجه الجميع عن أسباب الانشقاق وآثاره، وإنما فتحت أبواب المسميات مثل ميثاق لحراطين ونجدة العبيد إلى آخر مسميات التفرقة في الناطقين بلهجة واحدة خاصة.

 

وبما أن الحكومة والنخبة الموقعان الآن على بيان جول صرف الله من قلو بهم مراعاة المصلحة العامة فلم تقف أي حكومة ولا نخبة في وجه الانشقاقي أو الانشقاقيين على قلتهم مع أن أصحاب القلوب البيضاء التحرريين داخل المجتمع ما زال أغلبهم أحياء غير أموات ولله الحمد أطال الله بقاءهم ولكن ضعف طموح الحكومة والنخبة ساهم فى اختفاء الوطنيين السلميين وظهور الانشقاقيين بمسمياتهم المعترف بها وغير المعترف.

 

وبعد اتساع الخرق على الراقع ها هي الحكومة الآن والنخب يوقعون على بيان جول المكتوب المقروء وانتهى الأمر هنا.

 

والآن نوجه إليهم هذا السؤال:

إن حكومة ونخبا لم تمتثل نصوص دستورها وما زال أعلى سلطة فيها تطحن أنف وبصر وسمع شعبها بمجرد الاحتقار له وتحثى التراب على مواد من د ستور بلدها، فالرئيس يمثل موريتانيا في الافرانكفونية ويخطب فيها بنفس خطاب مكروه عند المسلمين ووزير التعليم يحيى يوم الافرانكفونية فى نواكشوط ويؤكد بخطاب بلغتها ويكشف فيه عورة شعب موريتانيا المسلم أمام العرب والمسلمين بأن اللغة الفرنسية هي جزء من الثقافة الموريتانية الشيء الذي لا تراه ولله الحمد عين الأجانب إلا داخل السلطة التنفيذية دون إعلام الشعب ومحاضراته وندواته حتى ومحاكمته الجنائية الرسمية العلنية.

 

أيها الوزير أنت ومثلكم من السلطة التنفيذية إذا كنتم مغتصبين أو محتقرين للشعب الموريتاني بفرض لغة لا أصل لها ولا فرع يربطها بموريتانيا غير الاستعمار تقولون نيابة عن جميع الولايات الموريتانية إن الفرنسية من ضمن الثقافة الموريتانية.

 

فحكومة تفعل ذا بشعبها بلا مواربة:

كيف توقع لهم نخبة على مجرد كلام مكتوب بحبر على ورق أو بيان أو ميثاق إلى آخره.

 

والمعروف أن البيان والميثاق المصممة الحكومة على التشبث المميت على تنفيذه هو فرض اللغة الفرنسية التي لفظها تلقائيا جسم كل الوطن ومنه سكان "جول".

 

فكان أولى بهذا البيان أن يكون مكتوبا فيه ما عند موريتانيا من الثروات وتوضع فيه النقاط على الحروف من ينتفع بها ومتى ينتفع منها الفقير إلى آخر الإصلاحات التي تستحق التوقيع عليها من الجميع ولا سيما النخبة التي كانت وما زالت نائمة فلم يوقظها إلا توقيع الحكومة على بيان يحمل إصلاحات هي التي تركتها تخلق نفسها وتريد أن تزيلها بحبر على ورق.