على مدار الساعة

صديقي والتعديلات

17 يوليو, 2017 - 13:59
الشيخ ولد محمد سهيل – الزويرات - 17 - 07 - 2017

قال لي صديقي: أخي ألا تعلم ان النشيد الوطني الوحيد في العالم الذي ضم آية من القرآن الكريم هو نشيدنا الذي سيتم تبديله؟

 

قلت له: صحيح ليس في العالم كله نشيدا تسافر فيه آية من القرآن غير هذا النشيد "كن للإله ناصرا".

 

قال لي: تعلم أنك مسؤول عن أفعالك كلها فهل ستقول لرب العزة حين يسالك ما حملك على أن تشارك في محو آية من القرآن كانت تجوب العالم في نشيدك الوطني؟ حملني على ذلك أن النشيد لم يكن بالحرارة الكافية! وأنت تقرأ {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونْ} وتقرأ بعد ذلك {كَذَالِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} أم ستقول له لم يكن النشيد يمثل التحرر من ربقة الاستعمار ولم يكن يمثل كل الشرائح في الوطن.. ما ردك حين يقول لك هل هناك تحرر أكثر من أن تكون "للإله ناصرا"؟ هل هنالك تمثيل للشرائح والعدالة بينها أكبر من أن تنكر المناكرا وأن تدور مع الحق أينما دار؟

 

قلت له: يا صديقي إن التعديلات لا تقتصر على هذا هناك جوانب أخرى قد تنفع الوطن والمواطن وتزيل العوائق في وجه التنمية وترشد موارده وتشرك المواطن في القرارات الحكومية التي ستنفع الوطن.. قاطعني قائلا: وما علاقة التنمية بتغيير العلم؟ وما علاقة ترشيد الموارد بتغيير النشيد؟ أتعلم أخي أن تغيير العلم وحده – الذي يبررونه بالمقاومة - سيكلف الدولة من الأموال ما لا تتوقعه؟ فكل شيء يضم العلم سيتغير الوثائق والوزارات والإدارات والسفارات والمناهج التعليمية وحتى نياشين الجيش الوطني وقبعاته... باختصار أخي إن للرئيس ولمن يطبلون اليوم للتعديلات الدستورية مآرب شخصية إما بإزالة عقبات تمنع من التحكم بالدولة والإفلات من العقاب أو بوعد أو وعيد كلهم قرأوا النشيد ولم يتدبروا معانيه جرى على ألسنتهم ولم يفهموا مقاصده فلا نافع ولا ضار إلا الله وكم إدعى هذه الحقيقة من جبار فقسم الله ظهره فلا ترضى أخي العزيز أن تكون مع الهالكين:

 

وكـن مع الحـــق الـذي .. يرضاه منك دائـرا

ولا تعـــــد نـــافعـــــــا .. ســـواءه أو ضائرا

واسلك سبيل المصطفى .. ومت عليه سائرا

 

فببساطة من صنع حركة إيرا التي حرقت أمهات المذهب المالكي نهارا جهارا - وهم أصل معتمد للدستور بنص الدستور- يستطيع أن يدوس على الدستور ومن طالب بترشيد الميزانية بإلغاء مجلس الشيوخ والمحكمة السامية هو من يصرف أكثر من 6 مليارات اوقية في انتخابات لا دستورية وهو من دشن مشاريع بالمليارات لا تنتهي آجالها وأقرب مثال على ذلك مشروع 600 وحدة سكنية في مدينة الزويرات الذي دشن في بداية 2013 بتكلفة جاوزت 9 مليارات على أن ينتهي في أكتوبر 2014 ولم ينته بعد.. وكثيرة هي المشاريع التي لا تنتهي.. إن من يبيع الكهرباء للدول المجاورة هو نفسه الذي يقطعها عن شعبه بكل بساطة، هذا النظام الذي رفع شعار تحسين ظروف المواطن هو الذي يبيع له وثائقه الشخصية ويحمله أخطاء من كتب أسمه غير صحيح أو اسم أبيه أو جده في جو يفتقر أدنى مستوى من العدالة.. هذا النظام هو الذي يبيع للمواطن الفقير البنزين بنفس السعر الذي كان يباع به البنزين منذو 3 سنوات وقد تردت أسعاره من 172 دولار إلى 38 دولارا للبرميل وكأن شيء لم يكن.. أخي هذه السلطة التي وظيفتها حماية الدستور هي من يدوس وزراؤها على الدستور أمام العالم في كل خطاباتهم وكأن شيء لم يكن! أليس هذا صحيح؟

 

قلت له: صحيح.

فقال: هي عملية تجرى للدستور وعندما تنجح سيموت المريض وتبدأ عملية التشريح هذا ما وعدوا به.

 

ثم أردف قائلا: لكن لم تشارك فيه إذا؟!!!