على مدار الساعة

شتان ما بين الأمس واليوم

13 يوليو, 2017 - 13:26
حيموده ولد سيد ولد الخوماني

طالعتنا "الأخبار أنفو" نهاية الأسبوع المنصرم بما اعتبرته تحقيقا استقصائيا أو تقريرا صحفيا عن النشاط التجاري لشقيق رئيس الجمهورية مقدمة ما اعتبرتها وثائق تبيّن استفادته من تعاط تمييزي جعله يتحصل على تخفيضات جمركة تجاوزت نسبتها 50%.

 

ومع أن صحيفة الأخبار دأبت منذ نشأتها على إعداد تقارير وتحقيقات كرست كلها للتحامل والإساءة إلى رئيس الجمهورية ولمحيطه القرابي والعملي، في محاولة يائسة منها لتكريس صورة سلبية عنه وعن نظامه في أذهان المتلقين، وللانتقاص من قدر ومقدار الانجازات العملاقة التي طالت كل مجال من مجالات الحياة منذ وصول فخامته إلى السلطة، فقد جانبها التوفيق وخانها التلفيق رغم كثرة محاولاتها وتعدد أساليبها وتنوع الموبيقات التي نسبتها إليه، ووسمت بها مساعديه وأقاربه وأقطاب نظامه ومعاونيه.

 

يمكن التذكير هنا بتحامل الصحيفة على قواتنا الجوية في عددها الافتتاحي، وبحملتها المغرضة على مشروع مطار "أم التونسي" الجديد؛ تلك المعلمة التي أثبت رشد ووطنية وحسن تدبير النظام وقائده "وهو ما شهد به شاهد من أهلها".

 

كما يمكن التذكير باتهاماتها لرئيس الجمهورية بالمتاجرة في المخدرات، وتلفيقاتها بحق مستشاريه الأكفاء، وبانحدارها للولوغ في مستنقع القبيلة والجهة حتى ما تركت جحرا من جحور الصحافة الصفراء الواطئة إلا دخلته.

 

وكما رافقها الفشل والخيبة في كل أعدادها وتقاريرها السابقة فقد واكبها العجز عن تقديم ما يثبت أن ما ادعته على شقيق فخامة رئيس الجمهورية – هذه المرة- من استغلال للنفوذ كان بعلم أو نتيجة تعليمات من السلطات العليا للجهات المعنية بتسيير الميناء أو في الجمارك، مع أن شقيق رئيس الجمهورية ليس هو من يدير المؤسسة المذكورة، ولا من يتولى تسيير أعمالها حتى تتحامل عليه زورا وتحمّله وزرا لم يرتكبه، و ليس له علم بحصوله أصلا.

 

ومن ثم فلا معنى للحديث عن استغلاله للنفوذ أو استفادته من قرابته بالرئيس، اللهم إلا أن يكون ذلك تلبية لرغبة سادية لدى القائمين على الصحيفة أو لدى من يمدونهم بتلك الوثائق من رجال أعمال انقطع عنهم حبل الفساد الذي كانوا يرتعون فيه.

والغريب أن هذا السلوك الذي يحمل المسؤولية لشخص لم يرتكبه ولم يشارك فيه وليس له به من صلة أو علاقة، يصدر عن مؤسسة يدعي القائمون عليها المرجعية الإسلامية مع أنه ينافي "ما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى أن لا تزر وازرة وزر أخرى".

 

لم تكلف الأخبار نفسها، وهي تدعي العمل الاستقصائي أن تذكر القارئ بما كان عليه حال إخوة الرؤساء وحال أبنائهم وأحفادهم خلال الأنظمة السابقة التي حكمت البلاد، والذين تمتعوا بنفوذ لا حدود له.

 

فقد سبق أن أحدهم كان محافظا للبنك المركزي بما يتيحه ذلك من مزايا وامتيازات، ولعل قائلا يقول: إن كفاءته وتخصصه وخبراته أهلته للمنصب.. فهل كانت البلاد في مستوى من التصحر في الكفاءات والفقر في الرجال يجعلها قسمة بين الرئيس وأخيه (للرئيس قيادة البلد، وللأخ خزانتها)ّ!!.

 

ألم تمنح رخص البنوك - فيما سبق - لإخوة الرئيس، فسيطروا على اقتصاد وثروة البلاد على مدى أكثر من عقدين، وكانت منازلهم قبلة لكل طامع في الحصول على تعيين أو حظوة.

 

لقد كانت أسماء إخوة الرؤساء تتردد على كل لسان حتى ناغى بها الأطفال، كما كانت مناسباتهم وحفلات بنيهم وبناتهم محل متابعة ومشاركة للطامعين والطامحين للحصول على الحظوة، فكم كان – من الناس - على علم بأن لرئيس الجمهورية أخا يدعى سيد أحمد قبل عدد "الأخبار أنفو" الأخير...؟!!!

 

شتــــــــــان ما بين الأمس واليوم...

لن يفلح المغرضون - مهما تحاملوا في الانتقاص من إنجازات النظام - ولا في إقناع الناس بعدم سلامة منهجه الإصلاحي في محاربة الفساد، الذي تجسدت ثماره في مشاريع تنموية كبرى فكت العزلة عن مئات الآلاف من المواطنين، وغيرت وجه البلاد العمراني، وعززت مكانتها في إشاعة الحريات، وتوطيد الأمن والسكينة، ووضعت موريتانيا في مكانة مرموقة بين دول العالم..

 

شرعيّة الإنجاز التي يتمتع بها النظام الحالي أبلغ تأثيرا وأقوى جاذبية من أي دعاية لا تتحرى الصدق، وليس لها من مرتكز سوى التحامل.. ولن تستفيد "الأخبار أنفو" من ورائها سوى مزيد من تآكل المصداقية.