على مدار الساعة

للاصلاح كلمة: رأي في حملة تذكير السلطة بعروبتها

28 ديسمبر, 2022 - 01:58
الأستاذ محمدو بن البار

إن الممتتع لهذه الحملة يتيقن أنه يطارد عاقلا يظن نفسه مجنونا، ليقول له أنت شخص عاقل.

 

فمن دخل على وزير اأو مدير ووجده يكتب على شماله، وحوله كثير من الوثائق لا يفهم ما فيها إلا هو أو من حوله، وهم أيضا مطاردون من طرف الشعب ليفهموا أنهم عقلاء فإذا أرادله الله اللحاق بهم فعليه أن يطرح عليهم هذه الأسئلة:

- أنتم من أي جنس فى هذا العالم فإذا نظروا إلى لونهم وتذكروا عقيدتهم لا بد أن يجيبوه نحن غالبيتنا عرب ولكن فينا أفارقة، ولكننا جميعا مسلمين.

 

-  ولأي دولة تنتمون؟ نحن من العرب الأفارقة المسلمين.

 

- هل كتبت دولتكم بعد استقلالها دستورا يميز هويتها الدينية والجنسية وهل عينت لكم فى دستوركم لغة أو علما ونشيدا وخاتما كل هذا تظهرون فيه استقلالكم وخصوصيتكم؟ نعم فى قضية الإسلام كتبت في دستورنا أن الاسلام هو دين الدولة والشعب، وعينت علما ونشيدا وخاتما كل هذا خاص بنا يميزنا، وكتبت مادة تعين اللغة الرسمية لدولتنا، ولكن مع الاسف لم يتقدم لقيادة دولتنا إلا جهلة العمل بلغتنا فأصبح لا يمكن أن يتفاهموا مع شعبهم إلا بالإشارات مثل البكم، أو يكتبون فى دواوينهم لغة خاصة بهم ويترجمونها للشعب شفهيا!.

 

- وما هي علاقتهم بهذه اللغة التى ليست لغة دينهم ولادستورهم؟ هذه اللغة هي لغة مستعمرهم ما زالوا متمسكين بها خارج إرادة شعبهم وخارج لغة دينهم وما كتبوا في دستورهم.

 

ففى نظركم هل ما شرحتم فى أجوبتكم يمكن تصوره أنه فعل العقلاء؟

 

لقد قدمنا لكم أولا أن سبب حملتنا هو مطاردة قادة لنا عقلاء وهم يعملون عمل من لاعقل له كما شرحنا لكم.

 

- وهل ذهاب العقل هذا الذي ذكرتم معالمه جديدة أم هو طارئ؟ والله لوكان جديدا لهان الأمر ولكنه منذ 62 سنة.

 

إنا لله وإنا اليه راجعون على ماضاع من عمر التيه فى لغة لا شعب ولا دين ولاجنس لها فى البلد، ويا خسارة من ماتوا وقدموا إلى الله تاركين لغة دينه إلى دين أعدائه.

 

أيها العقلاء من فضلكم أغيثوا جهالنا برأي يعودون به إلى لغة دينهم، كيف التدارك للخروج من ظلمة غباوة جهل لغة الدين والوطن إلى نور معرفة لغة هاتين السيادتين، لغة لا يتقاعد صاحبها ولكن تتجدد حياته كل ما توسع فى معرفتها.

 

أيها الوطنيون المتضررون، إن الإصلاح فى أيديكم وتحت قدرتكم، فالأبناء أبناؤكم، والمدارس مدارسكم، والمادة مادتكم، والمعلمو ن منكم، فماذا بقي من أدوات الانتقال الفوري من ذلة الاكتفاء بلغة المستعمر إلى عزة ونور معرفة لغة الوطن والدين لإنهاء الفساد والمفسدين.

 

فعلى هذه الأمة المهانة من طرف سلطتها بفرض الذي هو أدنى مكان الذي هو خير أن تقوم اليوم وليس غدا بتجهيز مخطط كامل الأركان للتعليم من الثامنة من عمر الطفل بتعلمه بالعربية فقط، وبجميع العلوم إلى الدكتورة وما وراءها.

 

وعند ما يصل الطفل إلى الإعدادية يجعل هامش فى المنهج للغات الاجنبية الأولى والثانية حتى يكون الطفل متمكن من لغة دينه ووطنه ويعرف من اللغة الأجنبية ما ينتفع به على مستوى معرفته وحاجته للغة الأجنبية.

 

أيها الإخوة،

أصحاب الحملات والهيئات العربية على جميع أشكالها، لو اقتصرتم على هذا النوع من التمنى والإرشاد 60 عاما لما تغيرنا عن تسييرنا بلغة المستعمر التى هي المؤمنة لبقاء الفساد والمفسدين فى دولتنا.

 

وفى الأخير اختم بقول الشاعر:

أمرتهم أمري بمنعرج اللوي *** فلم يستبين الرشد إلا ضحى الغد