على مدار الساعة

في رثاء فقيد الأمة الشيخ القرضاوي (شعر)

30 سبتمبر, 2022 - 12:58
الشاعر باب ولد أحمد

الشاعر الأديب الأستاذ الكبير باب بن أحمد في رثاء فقيد الأمة سماحة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي المتوفى يوم الاثنين 26 – 09 – 2022 رحمات ربي ورضوانه على روحه الطاهرة

 

‏واحسرتا لسفينة أشطانُها

‏غرقت وودع أهلَها ربانُها

‏ضاعت خرائطها تكسر لوحها

‏وعليه كان مدونا عنوانها

‏ لا نوح يدعو بالنجاة لأمة

‏يطغى على أرجائها طوفانها

‏ما كان أحوجها ليبقى يوسف

‏يعلو بها الجودي حيث أمانها

‏فلأمة الإسلام يوسف مرجع

‏لا يهتدي إلا إليه بنانُها

‏حبر وبحر ترجمان كتابها

‏وخزينة لتراثها ديوانها

نعمانها في الفقه مالك أحمد

‏والشافعيُّ أئمةٌ أركانها

‏قاموس منطقها المحيطُ لمجدها

‏وكتابها والعين وهو لسانها

‏وإذا أتوا بخطيبيهم سحبانها

‏وإذا أتوا بحكيمهم لقمانها

‏المنفق المعطاء ساعة عسرها

فكأنه بسخائه عثمانها

وإذا أحاط بها العدو محاصرا

فالشيخ يوسف في الوغى سلمانها

وإذا تكون الحرب حرب بلاغة

‏فليوسف بجدارة حسانها

‏من حجة الإسلام قل لي غيره؟

‏من شيخه من غيره برهانها؟

‏علمائها إن لم يكن سلطانَهم

في عصره قل لي فمن سلطانها

فالشيخ يوسف أمة وسطية

ما حاد عن سنن الهدى ميزانها

وخلافة نبوية منشودة

وحضارة ذهبية أزمانها

يا أمةً مفجوعة برحيله

مغمورة بدموعها أحزانها

لا تقلقي أبدا لغيبة فارس

فبكل قرن للوغى فرسانها

فالأمة المعطاء ليس يضيرها

من أمة مهما يكن عدوانُها

فالوارفات الظل يبقى ظلها

وثمارها تزهو بها أغصانها

مهما تكاثفت المصائب حولها

تبقى ويبقى مشعلا إيمانها

ما استمسكت بالعروة الوثقى التي

تبقى وسر بقائها قرآنها

وعزاؤنا أن النبي وفاته

ما كان يمكن في الورى نسيانها

صلى عليه وسلم المولى وفي

هذا لكم ولأمتي سلوانها