على مدار الساعة

حول "الخريطة السياسية الوطنية - مارس 2022"

20 مايو, 2022 - 11:17
المهندس :سيدي عالي سيد الأمين

سرني أيّما سرور تأكيد الوزير الناطق باسم الحكومة أن ما سمي ب"الخريطة السياسية الوطنية - مارس 2022" لا يعكس رأي وزارة الداخلية واللامركزية، لكن يعنُّ لي - بمناسبة تسريب هذه الوثيقة - أن ألفت الانتباه إلى ما يلي، وذلك بالنظر لمعرفتي شبه الدقيقة بالخريطة السياسية في مقاطعتي لعيون وكوبني بشكل خاص، وولاية الحوض الغربي بشكل عام :

 

❖ أن بعض دوائر الإدارة الإقليمية وأعوانها تعودوا اعتماد هذه الأساليب لتلميع بعض الفاعلين السياسيين وتغييب البعض الآخر، متجاهلين ما قد يترتب على ذلك من آثار على تنمية البلاد جراء عدم إشراك الكفاءات وإبعاد من يمثلون المواطنين بالفعل عن مراكز صنع القرار؛

 

❖ أن ضعف أداء الإدارة لم يقتصر على البعد من المواطن وعدم السعي في مصلحته فحسب، وإنما تجلى كذلك في العمل بشكل غير مباشر ضد النظام الذي وثق بالقائمين عليها، من خلال تجاهلهم لواجبي النصح والأمانة تجاهه، فهل لأصحاب هذه الخريطة أهداف خفية؟ ولمصلحة من يعملون؟ وهل يبغون الخير للنظام فعلا؟؛

 

❖ أن الكفاءات التي تزخر بها إداراتنا عجزت حتى عن صياغة وثيقة قد تقنع الغبي، أحرى العاقل، وراهنت على ضعف ذاكرة شعبنا لدرجة ظنها بأنه نسي ما أسفرت عنه صناديق الاقتراع في الاستحقاقات الانتخابية التي جرت خلال العقد الماضي، بما فيها آخر انتخابات وأخر عملية انتساب حزبية؛

 

❖  حاولتُ شخصيا دون جدوى أن أفهم المعايير التي اعتمدها أصحاب الوثيقة، فلم أفلح في ذلك..إذ لم أستطع فهم تغييب منتخبين وأحزاب وأحلاف وشخصيات حاضرين بقوة في المشهد السياسي في مقاطعة لعيون ككتلة* قوى الأمل* والكاتب الأتحادي لحزبنا حزب الأتحاد من أجل الجمهورية أبى ولد دوسو ، كما لم أستوعب أساس ترتيب الفاعلين في جدول من أعدوا الوثيقة (في كوبني مثلا يحتل الشيخ محمدو ولد الشيخ حماه الله المرتبة الثامنة!!)

 

❖ أن أصحاب الوثيقة ضنوا على ولايتنا بمعاملة مشابهة لما عومل به باقي ولايات الوطن، حيث خصونا بجدول عكس الولايات الأخرى التي تم الحديث عنها بتعليقات وتحليلات، واستخدمت بحقنا عبارات مثل "الحركات والاتجاهات"، فيما تم الحديث عن كتل ومجموعات في الولايات الأخرى، فما المراد بذلك ؟ وهل يفهم من ذلك اتهامنا بالعودة للحركات السرية مثلا؟ ..لم أفهم

 

ما خلصت إليه في الأخير هو أن أصحاب هذا التقرير بفعلتهم تلك لا يخدمون النظام الذي نتشبث نحن بدعمه، ويدعي هؤلاء العمل لصالحه في الوقت الذي يسعون لنسف ما حقق من منجزات كبيرة وفي مقدمتها جو التهدئة وإشراك الجميع.