على مدار الساعة

البوليساريو: احتفالات بالوحدة وتلويح بالسلاح

13 أكتوبر, 2010 - 09:57

الأخبار (نواكشوط) - احتفل الصحراويون اليوم الثلاثاء 12/10/2010 بالذكري الخامسة والثلاثيين لما يطلقون عليه عيد الوحدة الوطنية ،وسط مخاوف إقليمية من تدهور الأوضاع بالمنطقة وتلويح صحراوي بالعودة للسلاح إذا فشلت المفاوضات.

وقد ألقي الوزير الأول الصحراوي الطالب عمر كلمة في الإحتفلال الذي أقيم ب"ميجك"،بينما غاب الرئيس الصحراوي محمد ولد عبد العزيز عن الاحتفالات لارتباطه بزيارة إلي نيجيريا حسب ما أكده مستشاره الإعلامي لحريطاني لحسن لوكالة الأخبار،كما أستعرض تشكيلات عسكرية شاركت في الاحتفال الذي أقيم وسط حراسة أمنية مشددة وشاركت فيه وفود صحراوية قادمة من موريتانيا وناشطون حقوقيون من المناطق الصحراوية الخاضعة للحكم المغربي .

و قد دعا الوزير الصحراوي الدول الأوربية إلي مقاطعة البضائع المغربية وخصوصا تلك التي يتم إنتاجها في المناطق الصحراوية والضغط على الرباط من أجل قبول قرارات المجتمع الدولي مثنيا على دعم الجزائر لكفاح شعبه ولمواقف بعض المنظمات والدول الأوربية من القضية الصحراوية.

وفي السياق ذاته دعا مقاتلون صحراويون إلي إنهاء حالة الهدنة القائمة مع المغرب إذا استمرت الأوضاع السياسية على ماهي عليه في "الأراضي المحتلة" ،منتقدين الصمت العالمي على الأوضاع بالمنطقة وحالة التعتيم الإعلامي السائدة.

وفي خطب وأشعار تداولها عناصر جبهة البوليساريو أثناء حفل أقامته وزارة الثقافة الصحراوية بدت العودة إلي الحرب أقرب في خيال الجنود من أنغام السلام وسط مشاركة المئات من مقاتلي "الناحية العسكرية الثالثة" والناحية العسكرية السابعة في التظاهرة التي استمرت لساعات طويلة بمقر الاحتفال السنوي للصحراويين ب"ميجك" على مقربة من الحدود الموريتانية.

وقد شارك في التظاهرة التي استمرت إلي وقت متأخر من ليل الثلاثاء عددا من الناشطين الصحراويين المقيمين بمدينة لعيون وسط أجواء من الحماس والفرح أعرب عنها رفاقهم في الناحية العسكرية الثالثة وبعض القادمين من المخيمات باعتباره انتصارا لإرادة المقاومة ودفعا للقيود التي يقولون إن المغرب يفرضها على السكان الصحراويين بتلك الأقاليم.

ولم تغب أجواء الحزن عن السهرة الصحراوية حينما لجأ بعض المقاتلين إلي استذكار رفاقهم الراحلين،معتبرين أن القضية لا تزال حية في نفوس الشعب الصحراوي رغم مضي ثلاثة وخمسين سنة على الأزمة.

وفي بث مباشر للتظاهرة تعمد المشاركون في السهرة تذكير الحاضرين والمشاركين بما أسموه المستقبل الغامض لأجيال نشأت تحت الإدارة المغربية. وقال أحد النشطاء الصحراويين في حديثه أمام المئات من الجنود "تصوروا مصير أبنائنا وهم يدرسون تاريخا غير التاريخ وجغرافيا مزورة غير الجغرافيا التي تعرفون،ويلزمون بترديد نشيد غير النشد الذي أحببناه.

 

تعبئة وانتظار

 

غير أن قائد الناحية العسكرية الثالثة (المحاذية للمغرب وموريتانيا) حمدي خليل أعل مياره وفي حديث مع موفد "الأخبار" إلي المنطقة نفي سعي الجبهة نحو الحرب دون أن يستبعد تدهور الأوضاع في المنطقة بفعل بعض الممارسات علي الأرض من قبل النظام المغربي قائلا إنها حرب فرضت على مقاتليه بسبب الاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية والظلم الممارس على سكانها وإن قوات الجبهة تعد نفسها لأي قرار قد تتخذه القيادة السياسية بشأن العودة للمواجهات.

وقال حمدي بعيد استعراض عسكري لوحدات قتالية تابعة له إن الجبهة عززت من تسليح مقاتليها،وضخت دماء جديدة في جيش التحرير – كما يحلوا له أن يسميه - من خلال مئات العناصر الجدد المتخرجين من المدرسة العسكرية (مدرسة المصطفي السيد)،وإن هدف القيادة العسكرية هو بسط السيطرة على المناطق المحررة والمحافظة عليها،مع تدريب دائم للمقاتلين والحفاظ على اللياقة البدنية والروح القتالية في انتظار أى قرار قد يتخذه المستوي السياسي بشأن المواجهة أو عدمها من المغرب.
وحول الهدف أو الرسالة التي يريدون إرسالها من خلال العرض العسكري والمشاركة الواسعة للمقاتلين في الاحتفالات قال قائد المنطقة العسكرية حمدي "إن الشعب الصحراوي أراد التوقف مع ذكري عزيزة على النفوس،وهي ذكري الوحدة من أجل دراسة الأخطاء وتعزيز المكتسبات والاستعداد لانطلاقة جديدة،كما أن القوات العسكرية التابعة للجبهة تريد أن تقول للعدو والصديق بأنها موجودة على الأرض وجاهزة بكل معني الكلمة".