على مدار الساعة

تقدير موقف حول قضية اللغة العربية

27 أكتوبر, 2021 - 10:43
أحمد يعقوب ولد سيدي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

ـ باعتبار  أن اللغة العربية هي لغة القرآن كتاب الله المحفوظ الوحيد اليوم على وجه الأرض.

 

وبما أن اللغة العربية هي اللغة الأم ليس للعرب فقط وإنما لكل المسلمين يتهجونها في صغرهم ويجب عليهم أن يتعلموا منها ما يؤدون به فرائضهم وينبغي لهم أن يتقنوها لتلاوة وتدبر كتاب الله وفهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ـ ونظرا إلى أن القرآن هو رسالة الله إلى كل مسلم، يحتوي أوامر الله ونواهيه وقصص الأولين والآخرين وصفات المؤمنين والكافرين وما أعد الله للطرفين، وهو كلام معجز اختار الله في عليائه لا معقب لحكمه أن يكون باللغة العربية وتحدى أهلها أهل الفصاحة بل وتحدى الإنس والجن قاطبة أن يأتوا بمثله،  فلا يمكن لأي لغة أخرى مهما كانت بلاغة الترجمة أن توصل هذا القرآن إلى المسلم كما أنزله الله.

 

ونظرا إلى أن اللغة العربية هي أقدم اللغات الحية وأطولها عمرا وفيه حروف لا توجد في اللغات الأخرى، وقد كتب الله لها الخلود فاختارها لغة لكتابه المحفوظ.

 

ونظرا إلى أنه ليس مقبولا بالنسبة لأي مسلم التنقيص من العربية أو تصديق ادعاءات الآخرين بأنها ليست لغة علم ولا تقدم، فهي لغة اختارها الله لأفضل كتبه وأفضل أنبيائه وأفضل أممه وكما تمكنت اللغة العربية في صدر الإسلام من احتواء كافة علوم الأقدمين وتطويرها، وكانت جسرا عبرت عليه تلك العلوم إلى لغات العالم الحديثة، فهي قادرة اليوم على نقل كافة المعارف والتكنولوجيا إلى المسلمين للاستفادة منها وتطويرها كما فعلوا من قبل..

 

ونظرا إلى أنه على كل مسلم أن يحب العربية فالقرآن عربي قال تعالى "إنا جعلناه قرآنا عربيا" والرسول صلى الله عليه وسلم عربي ويروى أن العربية هي لغة آدم أبي البشر جميعا ولغة أهل الجنة، و لا شك أن أوضح علامات حبها هو تعلمها واستخدامها.

 

ونظرا إلى أن خبراء التربية في العالم يؤكدون أن التحصيل المعرفي أسرع وأقوى باللغة الأم، وهو ما تؤكده التجارب الراهنة فكل الشعوب الناهضة في عالمنا اليوم سواء في الصين أو اليابان أو في كوريا أو في روسيا أوفي الهند أو تركيا أو إيران وغيرها إنما نهضت بلغاتها، وفي المقابل لم تحقق اللغات الأجنبية أي تقدم لبعض الشعوب التي اختارتها وفي جوارنا الإفريقي وفينا نحن برهان واضح على ذلك.

 

ومن أجل تحقيق نهضة علمية وتنموية ودينية وثقافية في بلادنا.

 

واحتراما لدستورنا الذي هو العهد الحالي بيننا كموريتانيين والذي ينص على أن لغة البلاد الرسمية هي اللغة العربية.

 

ونظرا إلى أن الفرنسية ليست لغة أم ولا أب لأي منا كموريتانيين، وأنها لغة الدولة التي استعمرتنا ردحا طويلا من الزمن، تلك الدولة التي عرف عنها عداؤها للإسلام قديما وحديثا، وأنها تستخدم لغتها لتقوية نفوذها وسلب ثقافات الشعوب خصوصا المسلمة، وأي تمكين للغتها هو مساعدة لها بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تطبيق سياساتها الاستعمارية وخططها المعادية للإسلام.

 

ونظرا إلى أن العربية هي لغة كل فئات هذا الشعب في الماضي ولغة غالبيته العظمى في الحاضر..

 

ونظرا إلى أن هناك جهات نافذة في بلادنا ـ لا ترتبط بفئة معينة ـ تسعى من خلال استمرار التمكين للفرنسية لاحتكار السلطة ووظائف الدولة وإبقائها دولة بينها.

 

ومراعاة لحال فئة من شعبنا تعلمت باللغة الفرنسية وعملت بها.

نظرا لكل ما تقدم..

 

فإنه من الضروري العمل على لتحقيق الأهداف التالية:

 

التمكين للغة العربية حتى تكون اللغة المهمينة في مجالات التعليم والعمل والإدارة.

• أن يكون هذا التمكين متدرجا يراعي مصالح الفئات التي تعلمت بالفرنسية ويكون ذلك من خلال تحديد فترة انتقالية (عشر سنوات مثلا) تضمن خلالها الدولة استمرار توظيف وتعيين من درسوا بالفرنسية مع مباشرة إصدار وتنفيذ القرارات المتعلقة بالتمكين للغة العربية.

• إعطاء أهمية في التعليم للغات الأجنبية خاصة الانكليزية والفرنسية، على أن يكون تدريس المواد العلمية بالعربية فقط.

• تعزيز حضور اللغات الوطنية الأخرى البولارية والسنونكية والألفية في الإعلام وتدريسها كل في مناطق تواجدها وفي مدارس التكوين الإداري