على مدار الساعة

حروف إلى ساكن القصر الرمادي

13 أبريل, 2021 - 13:39
بقلم: مولاي إبراهيم محمد المصطفى

جمهورية الوجوه المتلونة

 

حروف إلى ساكن القصر الرمادي

 

تذكر معي جيدا تلك اللحظة الفارقة والمفصلية التي كانت موريتانيا تعيشها حين كانت الأمور على وشك أن تنزلق إلى حافة الهاوية، وحين كانت طبول النفاق والتملق تقرع هنا وهناك مطالبة بمأمورية ثالثة لسلفكم، وتذكر معي جيدا كيف انقلبت الأمور 90 درجة حين غادر سلفكم السلطة.

 

إذن، نفس الوجوه ونفس الأشخاص ما زال يتم تدويرها في نفس المناصب السياسية، يوما بعد يوم، ويتم ترقيتها على حساب أبناء الطبقات الهشة والحواري الفقيرة، ليس هذا من العدل والإنصاف، هل نسيتم ما تعهدتم به يومها في برنامجكم الانتخابي، وفى مهرجان ألاك التاريخي، حين أكدتم أمام الشعب الموريتاني أنكم لم تأتوا إلى السلطة طلبا للمال، بل سعيا منكم لخدمة موريتانيا من رئاسة الجمهورية، ولا يزال لدينا أمل كبير أن يتغير كل شيء نحو الأفضل، والأحسن، ويجب أن تتأمل في حال هذا شعب الفقير المطحون المغلوب على أمره.

 

سيدي الرئيس،

إنكم بتعيين هؤلاء تكون قد ساهمتم في فشل برنامجكم الانتخابي لأنكم كلفتم أشخاصا غير أكفاء وليسوا نزيهين، ولهم تاريخ أسود مع هذا الشعب، وكيف للفاسد أن يكون مصلحا؟

 

اسمعها مني أيها ساكن القصر الرمادي لا نتمى أن يكون حالكم مثل حال سلفكم لا قدر الله، ولكن إذا لم تتحركوا لكبح جماح المنافقين والمتملقين والمزايدين الذين يوهمونكم بالأكاذيب ولا يريدون منكم أن تلتفتوا إلى معاناة الشعب الموريتاني في القرى والأرياف وآدواب، هذه القرى تعاني الويلات، وصعوبة الحياة، والارتفاع الصاروخي للأسعار، وضعف القوة الشرائية للمواطنين، وغياب وجود الدولة في الرقابة على الأسواق.

 

أيها الوافد الجديد، تحرك قبل فوات الأوان، واعلم أن للصبر حدودا، وأن حكومتكم، سيدي الرئيس غير قادرة على تلبية  متطلبات هذا الشعب، وللأسف، لم تعد هناك أي ثقة أو قناعة بها، لأنها ببساطة جماعات من المافيا أكل عليها الزمن وشرب، وأثبتت الأيام فشلها، ومن هنا نطالبكم سيدي الرئيس بتدخل عاجل وإقالة جميع المسؤولين السابقين والحاليين، الملطخة أيديهم بالمال العام، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من برنامجكم الانتخابي (تعهداتي)، وحل مشكلة البطالة، واستئصال الفاسدين من جذورهم ومحاكمتهم لأنهم الجزء الخبيث من المرض، وكفانا من السياسيين الذين يقدمون مصالحهم على مصالح أوطانهم والحقوقيين تجار المصالح الذين يبيعون الوهم لحكام في الوقت الذي شعوبهم  تموت نزيفا تتألم من شدة قساوة الحياة.

 

يا ساكن القصر الرمادي تأمل حال هؤلاء في الترحيلات والكزرات والكبات وآدواب والأرياف والقرى قبل دخول شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران، الشهر الذي تضاعف فيه الأعمال، والحكومة لم تحرك أي شيء من أجل تخفيض الأسعار عن المواطن الضعيف الفقير المنهك أصلا.