على مدار الساعة

نواذيبو وفرص التنمية المهدرة ح2

2 مارس, 2021 - 09:50
سيدي محمد سيدابراهيم

كتبت في حلقة ماضية بهذا العنوان – بعد أن تقرر سفر الأطباء الكوبيين من نواذيبو - عن مقترح إنشاء مستشفى تخصصي جامعي تجاري ، بتعاون القطاع العام والخاص ، وإعلانه شركة مساهمة ، لتكون بذلك مدينة انواذيبو قبلة للباحثين عن العلاج المتخصص ، ومن ثم تتشكل فرص العمل الدائمة والموسمية ، ويكون ذلك مصدر دخل للمدينة والوطن ، ومصدر راحة واعتزاز لمن كانوا يسافرون ابتغاء العلاج إلى الخارج وتستنفد مدخراتهم ، وتستغل بداوتهم في أحيان كثيرة ..

 

ثم دار في خلدي أن أتابع الكتابة عن فرص تنمية هذه المدينة التي أحببتها وسحرتني بموقعها ومناخها المعتدل ، مع أنني لست من قاطنيها ، لكن زرتها مرات ورأيت أنها جوهرة ثمينة لو وجدت من يحسن صقلها ، ورافعة لاقتصاد البلد لو وجدت رجالا يستثمرون كنوزها ، وقد سمعت تصريحا قبل أيام لرئيس المنطقة الحرة أرجو أن أرى أثرها على واقع المدينة .. وهذه الحلقة سأتحدث فيها عن التنمية العقارية ، إذ من المعلوم أن تخطيط المدن عنوان رقيها ومدنيتها وصلاحيتها للحياة المريحة خصوصا المناطق الحرة.. وقد لاحظت مخططين اثنين مما عملته أيدي المنطقة الحرة هما ومخطط (حي المعلمين والأساتذة ) bisمخطط 5

 

ومع أنني لست ذا خبرة في التخطيط فإن الحس المدني الفطري وثقافة الإقامة في الخارج كشفت لي مدى ضعف القائمين عليهما وذلك ملخصا في النقاط التالية :

*لم أر مساحة مخصصة لمسجد ولا مصلى عيد ولا مدرسة ولا ملعب حارة ولا مستشفى ولا محكمة ولا مركز شرطة ولا سوقا فسيحا ولا محطة وقود  ولا محطة نقل ..ولا حدائق أحياء ولا متنزها واحدا ولا منصة أوساحة لتخليد المناسبات وإقامة المهرجانات التوعوية ولا ساحة لدور الرعاية الاجتماعية أو عنابر للحجر الصحي  ، ولا مراكز إصلاح المنحرفين ولا مضامير رياضة مشي للكبار والحوامل ، وهذه أمور ضرورية كلها ولابد من وضعها في المخططات الحضرية لكنها غابت عن المهندسين واللجان والإدارة ورئاسة المنطقة الحرة.. وستدفع الأحياء ثمن ذلك في المستقبل ولن تسده محاولات إصلاح إلا إذاتم تداركه الآن قبل إعمار تلك الأحياء ، فلو استقطعت ساحات للمرافق المذكورة وعوض أصحابها لكان ذلك أفضل لمستقبل المدينة العمراني..

 

*كانت القطع الممنوحة للمعلمين صغيرة لا تتعدى 120مترا مربعا وهو أمر لم يأخذ في الحسبان حاجة المنازل إلى مساحات مكشوفة لراحة سكان البيوت والاستمتاع بالطقس مباشرة ، والترويح عن اكتئاب المنزل المغلق..

 

*كانت الشوارع ضيقة 10 أمتار إلا الشوارع الرئيسية وهذا غفلة إذ سيستغل السكان ثلاثة أمتارمن جانبي الشارع في المداخل وجسور مرائيب السيارات ولن يبقى سوى 4 أمتار لا يمكن أن يتحمل سيارتين في وضع التعاكس أو التجاوز وهو ما نعيشه واقعا.. فلو جعلت الشوارع 15 مترا على الأقل لكان خيرا وأقوم ..

 

*لم تقم المنطقة الحرة بسفلتة الشوارع ولا تهيئة المنطقة ولا وضع أنابيب الماء ولا أعمدة أو أسلاك الكهرباء قبل إعمار الأحياء ، وهو إجراء يدل على الضعف المزمن في التفكير والتهيئة للمستقبل..

 

*لم تقم المنطقة الحرة بعرض قروض ميسرة على الموظفين من أصحاب الدخل المحدود من أجل إعمارتلك الأحياء بطريقة تجعلها مصدر دخل وجذب ، ولا تجعلها عبئا ومكبا للنفايات وأداة لتشويه منظر المدينة..

 

هذا وكلي رجاء أن يحرك هذا المقال المسؤولين في المنطقة الحرة إلى إصلاح الثغرات التي اكتشفها غير المختصين .. وإلى حلقة أخرى بحول الله..