على مدار الساعة

استغلال الدين في العالم الإسلامي

4 يناير, 2021 - 17:51
محمدالحسن محمدالأمين ـ طالب دراسات عليا

يُعدّ  تسخير الخطاب الديني للصراعات السياسية أكبر انزلاق لأمتنا الإسلامية عن جادة الصواب ، وقد بدأ مبكرا برفع  المصاحف على أسنة الرماح في صفين ثم تلقفه بعد ذلك كل مغرم بالكرسي لتحقيق غايته المنشودة إلا من رحم ربك.

 

إذا نظرنا الآن إلى أي صراع في العالم الإسلامي سنرى ذلك التسخير كالشمس في رائعة النهار ، وعند المثال يتضح المقال : كانت في دولة اليمن  زيدية وشافعية وأقلية حنفية وإسماعيلية ويهودية  منذ ألف سنة يتزاورون ويستعين بعضهم ببعض على نوائب الدهر حتى جاء الصراع السياسي بين إيران والسعودية بثوب ديني طائفي فلم يبق رأسا على كتف ولا حجرا على حجر.

 

وكانت ليبيا الشقيقة مالكية أشعرية على طريق الجنيد ولا يخفى اليوم ما يقوم به بعض حكام الخليج من استغلال للسلفية فيها أو المداخلة إن صح التعبير  ضد الوجود الأشعري  من أجل المصالح السياسية ليس إلا.

 

وبدا في السنوات الأخيرة جليا أن النظام الإيراني يستغل ولاية الفقيه في دول عربية فيقتل ويشرد من أجل النفوذ الجوسياسي ليس إلا ، وإذا ألقينا نظرة سريعة على الربيع العربي سنتذكر نماذج كثيرة لعل أبرزها الدور الذي لعبه فقهاء السلاطين ممن بلغ بهم الفجور في الخصومة حد وصف الثوار بالخوارج تارة والكفار تارة أخرى !!! ، متى سنختلف في السياسة ونبقى إخوة في الدين؟

 

إننا -والتاريخ شاهد على ما مضى - لنوقن كل اليقين  أن أول حقنة تخدير لضمير الأمة كانت  الشغف بلذات الحكم  وامتطاء الدين كوسيلة لتحقيق الحظوظ الذاتية التي لا تمت غالبا لمصالح الأمة بصلة ، ونؤمن كل الإيمان أن العالم الإسلامي لن ينهض حتى ينتزع أبناؤه العلماء الخطاب الديني ممن يعبث به ويسخرون له السياسة لا العكس.

 

فيا ليتنا أصلحنا السياسة بتعاليم الإسلام كي يسود الأمل والحب بين الناس وتضمحل دواعي الفرقة والتشرذم.

 

فقلتُ أَلا ليت أسماء أصقبت

وَهل قول "ليت" جامع ما تبددا؟