على مدار الساعة

نقمة التطبيع 

29 ديسمبر, 2020 - 12:38
ذ/محمد سدينا ولد الشيخ

واجهت موريتانيا مشاكل أمنية وهجمات مسلحة زمن الرئيس معاوية حين طبعت العلاقات مع إسرائيل، ولم تكن الهجمات المذكورة من البوليزاريو ولا الجزائر ولا من المغرب ولا من نيران صديقة، فالحرب كانت نائمة بين تلك الأطراف، كما أن الدول العظمى في تلك الفترة تقود ما يسمى بالحرب على الإرهاب وتشرف على تعاون دولي موسع تجمع فيه القوى الإقليمية في المنطقة.

أما اليوم فإن الدول العظمى تراجع حماسها وتقاعدت عن أداء  المهمة وهاهي إسرائيل تستعد لتوليها بنفسها بدل أن كانت تتولاها من وراء حجاب ،ما تنبهت له الديبلوما  الجزائرية وتصدت له الجزائر البطلة بقرارها الحازم الأخير.

 اسرائيل تقدم نفسها اليوم كقطب عالمي جديد، لذا تبحث عن حلفاء تتحكم فيهم وتمنحهم ضمانات أمنية بعد أن كانت هي تحتاج إلى ضمانات أمنية من دول أخرى.. وإذا أراد الله هلاك النملة جنحها.

وعليه فإن التطبيع بين موريتانيا وإسرائيل ستعتبره الجزائر تهديدا لأمنها الاستراتيجي وردة فعل سيئة على قرارها الأخير، ما يزيل الحاجز الأخلاقي لدي البوليزاريو- المدعومة جزائريا- فتنتهك حرمة الأراضي الموريتانية في طريقها نحو ثكنات الجيش المغربي،كما قد يعيد جبهات العنف إلى نواكشوط في ظل مناخ توتر دولي يوفر لها الملاذ الآمن.

 
وإذا انتهكت البوليزاريو حرمة الأراضي الموريتانية أو أدعت المغرب حصول ذلك، فإن المغرب سيجد  فرصة هو الآخر لانتهاك حرمة تلك الأراضي من جانبه، ما يضع حياد موريتانيا من أزمة الصحراء بين المطرقة والسندان.

وبما أن موريتانيا لم تعد لها أطماع في الصحراء فإن تحالفها مع المغرب في ظل التطبيع ستستفيد منه المغرب وتخسر منه موريتانيا.

فالمغرب ستستفيد حليفا له أهميته استراتيجية، كما ستستفيد أيضا المزيد من الدعم العسكري الأمريكي والإسرائيلي في مواجهة الجزائر، أما موريتانيا فإنها ستخسر السلام ولن تربح الحرب، وستجن الجراح والذل والعار.

ياموريتانيا لا تطبعي مع إسرائيل، ولا تنحازي في صراع الصحراء، وأعملي علي إصلاح ذات البين بين الأشقاء.