على مدار الساعة

ثلاث ملاحظات على تسريب النتائج

17 أكتوبر, 2020 - 12:24
أحمدو بويه ولد آبني - أستاذ رياضيات ومعلوماتية

بعد تأخر إعلان وزارة التهذيب الوطني لنتائج امتحانات الباكلوريا لسنة 2020، تفاجأ الرأي العام الوطني فجر يوم الجمعة 16 أكتوبر بنشر النتائج على موقع غير معروف ينتمي اسم نطاقه لدولة الغابون.

 

صاحب الموقع الغابوني صرّح لاحقا في بيان له نشره على موقعه بأنه حصل على قاعدة بيانات النتائج من "شخص ما" في وزارة التهذيب مقابل مبلغ 1000 دولار. والوزارة أكدت بدورها تطابق ما في الموقع مع النتائج الرسمية لديها مرجحة وصوله إلى النتائج "دون التمكن من تغييرها" حسب زعمها.

 

هناك ملاحظات أساسية من المهم التوقف عندها، وأحببت مشاركتكم إياها:

أولا: أن الأمر لا يتعلق بسرقة لوائح أو ملفات أكسل عادية، ولا باختراق أو قرصنة للموقع الإلكتروني للوزارة (النتائج لم ترفع حينها). بل يتعلق الأمر - كما يبدو - بسرقة قاعدة بيانات متكاملة مما يعني ان المسؤول عن هذه العملية تمكن من الدخول إلى  الخادم (السرفير) الموجود بالوزارة وقام بنسخ كامل لقاعدة البيانات.

 

ثانيا: أن "السارق" ما دام قد تمكن من الدخول للبيانات على السرفير، وقام بنسخ كاملٍ ومُحيَّنٍ لها، فإن احتمال تعديله لها والتلاعب بها يبقى واردا. وعليه كان من واجب الوزارة تعليق إعلان النتائج، والبدء مباشرة في عملية تدقيق للبيانات ومقارنتها بأوراق التصحيح للتأكد من سلامتها بدل تزكية وإعلان هذه النتائج المشكوك في صدقيتها.

 

ثالثا: أن صاحب الموقع كان يُحضر لهذه العملية منذ مدة، فتطوير مثل هذا التطبيق (l'application)  يتطلب بعض الوقت، وشريكه المسؤول المباشر عن هذه العملية من الواضح أنه أحد أفراد الفريق التقني للوزارة، لأن السرفير غير متصل بالإنترنت، وبدون التعرف على هوية هذا الشريك لن نستطيع الإحاطة بهذه العملية ولا معرفة إلى أي حد يمكن أن تصل.