على مدار الساعة

ترقب لثاني حكومات غزواني وملفات كبرى على أجندتها

9 أغسطس, 2020 - 13:37
الوزير الأول المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة المهندس محمد ولد بلال (الأخبار - أرشيف)

الأخبار (نواكشوط) – يترقب الموريتانيون إعلان الوزير الأول الجديد المهندس محمد ولد بلال عن ثاني حكومات الرئيس محمد ولد الغزواني، مع بداية عامه الثاني في الحكم، فيما تنتظر ملفات كبرى على أجندة هذه الحكومة التي لم تتضح ملامحها بعد.

 

ويتوقع أن يتم الإعلان عن الحكومة الجديدة خلال ساعات.

 

وعين الرئيس محمد ولد الغزواني ظهر الخميس مهندس المياه محمد ولد بلال، وكلفه بتنسيق العمل الحكومي، وبدء مشاورات تشكيل حكومة جديدة، فيما طلب ولد بلال من أعضاء الحكومة المستقيلة مواصلة تسيير قطاعات لحين تعيين الحكومة الجديدة.

 

معركة الفساد

وتشكل محاربة الفساد أبرز الملفات التي تنتظر الحكومة الجديدة، حيث تعد أول حكومة تشكل عقب استقالة سلفها على خلفية تحقيق أجرته لجنة برلمانية، وأحيلت نتائجه إلى القضاء، ويتهم فيه عدد من الوزراء في الحكومة المستقيلة، والحكومات المتعاقبة معها.

 

وقد كشف تقرير لجنة التحقيق البرلمانية شبه فساد في العديد من الملفات والصفقات، وذلك بمئات المليارات من الأوقية، فيما تابع الرأي العام بتحفز كل خطوات التحقيق منذ تشكيل اللجنة نهاية يناير الماضي، وحتى بدء استدعاء شرطة الجرائم الاقتصادية للمشتبه بهم في الملفات.

 

وسيكون على الحكومة الجديدة التعاطي مع هذا الملف عبر مسارات عديدة، بدءا بالمسار القضائي، وكذا السياسي، فضلا عن مسؤوليتها في مواكبة حجم التطلع لدى الرأي العام لمعرفة نهايات هذا الملف الأكبر في تاريخ البلاد خلال العقود الأخيرة.

 

ويتهم في الملف الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وعدد من أفراد أسرته، إضافة للوزيرين الأولين السابقين يحي ولد حدمين، ومحمد سالم ولد البشير، فضلا عن عدد من الوزراء، حاليين وسابقين، كما ورد في تقرير اللجنة وملحقاته عشرات الأسماء، مع تفاوت في المسؤوليات، وحجم المبالغ المالية.

 

وقع جائحة كوفيد

ملف آخر، سيفرض نفسه على رأس أجندة عمل الحكومة المنتظرة، وهو التعامل مع وقع جائحة كوفيد 19 على مناحي الحياة المختلفة في البلاد، وخصوصا في جوانبها الاقتصادية.

 

وقد كان لوقع هذه الجائحة حضوره في الخطابات الرسمية خلال الأشهر الأخيرة.

 

ففي خطاباته في القمم والاجتماعات خلال الأشهر الأخيرة ركز الرئيس محمد ولد الغزواني على ضرورة إعفاء ديون الدول الإفريقية، لافتا إلى حجم وقع هذه الجائحة على اقتصاديات البلدان الإفريقية، كما دعا لاستخلاص العبر والدروس من المحنة، والعمل على إعادة تأسيس المقاربات التنموية من أجل تعبئة المزيد من الموارد الذاتية وتحسين جدوائية نفقاتها العمومية وجعل الشفافية في تسيير الشأن العام محورا أساسيا في أساليب حكامتها.

 

فيما اعتبر الوزير الأول المستقيل إسماعيل بده الشيخ سيديا عن دروس استفادتها البلاد منه، ومنها ضرورة العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي.

 

أما وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال محمد الأمين ولد الذهبي فتوقع عجزا في موازنة 2020 بقيمة 5% من الناتج الإجمالي الداخلي مؤكدا اتخاذ بعض الإجراءات بهدف الرفع من مستوى الجبايات.

 

وأشار ولد الذهبي في حديثه بمناسبة تعديل ميزانية 2020 أن الاقتصاد الموريتاني بدأ يحس بهول الصدمة جراء الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا، مردفا أنه سيعرف تراجعا في نسبة النمو بحوالي 02% بعد أن كانت التوقعات لسنة 2020 تقدره بـ6,3%.

 

"حماية" الهدوء

وسيكون للملف السياسي حضوره على أجندات الحكومة الجديدة، وخصوصا العلاقة بالطيف السياسي المعارض، وذلك بعد سنة سياسية هادئة في أغلبها مع مكونات المشهد السياسي، سواء في لقاءات الرئيس بالمعارضين قبل جائحة كورونا، أو في تنسيق الأحزاب الممثلة في البرلمان في جهود مكافحة هذا الجائحة، قبل أن تنسحب بعض الأحزاب منها.

 

وبالتزامن الإعلان عن بدء تشكيل الحكومة الجديدة مع انصرام أول سنة من حكم ولد الغزواني، وبوادر تجاوز تأثير جائحة كورونا على الأنشطة العامة، ينتظر أن يستعيد الفعل السياسي مساحته في الاهتمام، وأن تكون علاقة الحكومة بمكونات الطيف السياسي أحد عناوين عملها خلال الفترة المقبلة.

 

البطالة والغبن

وفضلا عن هذه الملفات، ينتظر أن تأخذ ملفات تقليدية مساحتها على طاولة عمل الحكومة، ومنها ملف البطالة، وذلك في ظل تعهد الرئيس محمد ولد الغزواني بتوفير عشرات الآلاف من الوظائف خلال مأموريته، وكذا تظاهرات العاطلين عن العمل أمام القطاعات الوزارية.

 

كما يتوقع أن يحافظ ملف واقع المهمشين والمغبونين على صدارته ضمن الملفات الحكومية، وذلك في ظل المساحة التي أخذها الملف من برنامج الرئيس محمد ولد الغزواني، وكذا المساحة التي يأخذها في النقاش العام في البلاد.