على مدار الساعة

المياه الريفية والاستفادة من موسم الأمطار

8 يوليو, 2020 - 14:10
إخليهن ولد الشيخ محمد أحمد

تعتبر بلادنا ذات المساحة الشاسعة والقرى الريفية البالغ عددها قرابة 8000 قرية من البلدان المرتبطة كثيرا بموسم الأمطار الذي يوفر حاجة الساكنة من المراعي والمياه وكذلك دعم مخزون المياه الجوفية والسطحية بشكل مباشر و من المناسب والأولوية بمكان الاستعداد والتحضير للاستفادة من هذا الموسم بشكل كبير ومن بين الإجراءات التي يمكن الأخذ بها ما يلي:

 

1. ترميم السدود وإصلاح وتوجيه المجاري التي تغذيها واستصلاح أحواضها لزيادة قدرتها على مسك المياه لفترة أطول (تستفيد كل قرية من السد من خلال زراعته وتغذيته للخزان المائي الجوفي الذي سوف تعتمد عليه الآبار سواء كانت تقليدية أو ارتوازية طيلة السنة إلى غاية موسم الأمطار القادم ويوفر السد كذلك مخزونا غذائيا ورعويا)

 

2. إحياء واستصناع "التيمرن" (أحواض تجميع المياه السطحية) وذلك من خلال حفر ما تم طمره منها (الردم سواء كان بالتربة أو الأشجار وردم الآبار المؤقتة التي تحفر بها فترة الصيف وكذلك نزع الجيف وكل ما يلوث مياهها) وإحياء المجاري التي تغذيها فمن المعلوم أن "التيمرن" تلعب دورا كبيرا في توفير المياه السطحية وتغذية الخزانات الجوفية والمحافظة على توازن الوسط البيئي والرعوي وخفض منسوب السيول الجارفة.

 

3. بناء وترميم الأحواض الصارفة: تلعب الأحواض الصارفة دورا كبيرا في خفض سرعة السيول مما يحد من الآثار السلبية لها و كذلك تتيح الوقت الكافي لنفاذ المياه إلى الخزانات الجوفية (بعض السيول يزيد من قوتها و تأثيرها السلبي غياب استصلاحات تعمل على خفض سرعتها وفقد كميات منها في الطريق).

 

4. تأهيل الوديان والشبكة الهيدرولوجية: تتغير الشبكة الهدرولوجية من وديان و أحواض تجميعية وصارفة طيلة السنة بين كل موسمي أمطار فيتم سد وغلق وتغير مسار أجزاء منها بسبب التصحر و الرياح و الاستصلاحات غير المدروسة مما يفرض علينا سنويا قبل موسم الأمطار التعامل مع هذه الوضعية للحد من مخاطر السيول القوية واستفادة من الكميات الهائلة من المياه التي سوف تجري معها خلال موسم الأمطار.

 

5. الآبار الإرتوازية (صونداج): يجب تنظيفها وشفطها قبل موسم الأمطار لتتجدد قدراتها الإنتاجية وشبكتها الهيدروجولوجية (حسب الحاجة وعمر البئر وجودة إنجازه).

 

6. الآبار التقليدية (الحسيان): يجب حفرها وتعميقها ورفع الردم عنها (عملية إتجج) قبل موسم الأمطار لتكون مهيأة للاستفادة منه ومرتبطة بالدورة المائية.

 

7. الوسط البيئي المائي: لا بد من القيام بحملة تنظيف قبل موسم الأمطار للمحافظة علي جودة المياه وعدم تلوثها (نزع القمامة والجيف وبقايا استصلاحات الصيف).

 

 

يظهر من خلال ما سبق أن كل قرية من قرى بلدنا تحتاج جميع أو بعض هذه الإجراءات ويمكن للقطاعات الحكومية الوصية أن توجه للقيام بجزء كبير من ذلك (قطاع المياه والزراعة والبيطرة والبيئة....) وكذلك الجهات المحلية من مجالس جهوية وبلدية ومجتمع مدني ومتدخلين اقتصاديين والهيئات العمومية وشبه العمومية.

 

إن موسم الأمطار يعتبر ثروة متجددة إذا لم نستفد منها بشكل كبير تتحول لسيول ومستنقعات غير مدرة وغير مشاركة في أمننا الغذائي وتحسين الظروف المعيشة للساكنة.