على مدار الساعة

رئاسة موريتانيا للجامعة العربية، مأمورية منقوصة وحصيلة باهتة

12 أبريل, 2017 - 13:19

الأخبار (نواكشوط) – اليوم الأربعاء 29 – 03 – 2017 تنتهي موريتانيا الدورية لمجلس جامعة الدول العربية، وهي المأمورية التي بدأت نهاية يوليو الماضي، لتستمر ثمانية أشهر حيث انتقص ثلث المأمورية بفعل تأخر موعد القمة السابقة التي كان مقررا تنظيمها في مراكش المغربية قبل اعتذارها عنها لتصل إلى موريتانيا وفق ترتيب الأحرف الأبجدية.

وجاء إعلان موريتانيا "الرسمي" عن قبول "المأمورية المنقوصة بثلثها" خلال مهرجان جماهيري في مدينة النعمة أقصى شرق البلاد، حيث أكد الرئيس ولد عبد العزيز أن موريتانيا ستستضيف القمة العربية ولو تحت الخيام، وهو ما تم لاحقا حيث نصبت جنب قصر المؤتمرات بالعاصمة نواكشوط، استضافت القمة التي كان مستوى المشاركة فيها محدودا، مقارنة مع القمم السابقة، ومع قمة اليوم في عمان، والتي يشارك فيها أكثر من نصف ملوك ورؤساء الدول العربية، وكان ملك السعودية أول القادمين للمشاركة فيها، في حين غاب عن قمة نواكشوط رغم وجوده – أيام تنظيمها – في الأراضي المغربية المجاورة.

كما وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة وهؤلاء كانوا على رأس الغائبين عن قمة نواكشوط العام الماضي.

وعلقت موريتانيا آمالا عدة على رئاستها للجامعة العربية، كما أعلنت "وضع مقدراتها الزراعية" تحت تصرف "الأشقاء العرب"، من أجل العمل على توفير الأمن الغذائي العربي، وجرى الحديث عن "مبادرات" موريتانية في العديد من الملفات العربية لحلحلتها، وتقريب وجهات النظر فيها على غرار المبادرات التي قام بها الرئيس الموريتاني خلال رئاسته للاتحاد الإفريقي، وخصوصا في جوارها الإفريقي، لكن الأشهر الثمانية الماضية لم تحمل أي جديد في هذه الملفات، وتم تحويل جدول أعمال "القمة 27 في نواكشوط" إلى "القمة 28 في عمان" بشكل شبه حرفي، مع تغيير طفيف في الصياغات، وفي ترتيب النقاط.

مأمورية منقوصة
أدى "تعجيل" موعد استضافة موريتانيا للقمة إلى تقليص مأموريتها بحوالي الثلث، حيث كان مقررا أن تستضيف موريتانيا الدورة 28 الحالية، غير أن اعتذار المغرب عن استضافة القمة العام الماضي – بعد طلب تأجيلها لأسابيع – أدى لجعل فترة رئاسة موريتانيا لا تتعدى 8 أشهر.
فقد طلبت المغرب تأجيل قمة العام الماضي إلى إبريل قبل أن تعتذر عنها بشكل نهائي، لتقبل موريتانيا استضافتها مع طلب تأجيلها إلى يوليو، وأدت هذا التأجيل المتواصل إلى تقليص مأمورية موريتانيا، وهو يمكن أن برر غياب الأنشطة غير الروتينية عن فترة الرئاسة الموريتانية.
الاجتماعات الروتينية

وخلال الأشهر الثمانية الماضية اقتصرت أنشطة الجامعة العربية على الاجتماعات الروتينية لهيئاتها، واستضاف مقر الجامعة العربية في العاصمة المصرية القاهرة جل هذه الاجتماعات بما فيه دورة البرلمان العربي قبل أسابيع قليلة، وهو الاجتماع الذي غاب عن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، واكتفى بإيفاد وزير الخارجية لتمثيله فيه.

كما استقبل ولد عبد العزيز خلال هذه الفترة الرئيس الفلسطيني محمود عباس سبتمبر الماضي في زيارة دامت ثلاثة أيام لموريتانيا، وتناولت تطورات القضية الفلسطينية، ودور الجامعة العربية فيها.

فقد شاركت موريتانيا في "المؤتمر الوزاري الأول حول المرأة وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة العربية"، والذي استضافته القاهرة سبتمبر 2016، كما شاركت في اجتماعات المكتب التنفيذي للمجلس العربي للماء التابع للجامعة العربية والمؤتمر الدولي العربي المنظم من طرف الجامعة العربية تحت شعار "المياه تحت الاحتلال"، والذي انعقد في القاهرة في الفترة ما بين 25 و28 من شهر أكتوبر الماضي.

كما استضافت نواكشوط منتصف شهر مارس الجاري الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين ليوم المدينة العربية، وشاركت فيه عدة وفود من بلدان عربية مختلفة.
كما قامت المجموعة الحضرية بتغيير أسماء شوارع رئيسية في العاصمة نواكشوط، حيث حمل أحدهما اسم الشيخ زايد بن سلطان آل انهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة ومؤسسها، والآخر اسم أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح.

متابعة دون إنجاز
وخلال الأشهر الماضية ترأست موريتانيا اجتماع هيئة متابعة وتنفيذ القرارات والالتزامات التي صدرت عن قمة نواكشوط العربية، وكان الاجتماع على مستوى السفراء، وترأسه مندوب موريتانيا في الجامعة العربية وسفيرها في مصر ودادي ولد سيدي هيبة.

وأصدرت هيئة المتابعة في ختام أعمالها توصيات قدمتها لمجلس وزراء الخارجية العرب لاعتمادها، تتعلق بفلسطين وتطورات النزاع العربي - الإسرائيلي والتضامن مع لبنان والأزمات في سوريا واليمن وليبيا والصومال، علاوة على مواضيع الأمن القومي ومكافحة الإرهاب.

وانعقد الاجتماع على هامش اجتماعات الدورة الـ146 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، وذلك في شهر سبتمبر 2016.

إلحاق إنجاز..
وتحاول أوساط موريتانية شبابية ملاحقة رئاسة موريتانيا للقمة العربية بتنظيم قمة للشباب العربي في نواكشوط، لكن نهاية المأمورية عاجلتها قبل اكتمال تحضيراتها، فيما لم تتأكد بعد ما إذا كانت الجهات التي المنظمة لها ستمضي في تنظيمها أم ستستجيب لطي صفحة رئاسة موريتانيا للجامعة العربية.

وتتحدث مصادر شبابية عن موافقة الرئيس ولد عبد العزيز على تنظيم القمة الشبابية، إضافة لسعي جهات عديدة لتنظيمها سعيا لتعويض النقص المسجل في الأنشطة الرسمية لرئاسة الجامعة العربية، وخصوصا الأنشطة الروتينية، وكذا الأنشطة التي يحضرها الرئيس بنفسه.

عرض معلق..
الدول العربية أبقت العرض الذي تقدمت موريتانيا بوضع مناطقها الزراعية تحت تصرفهم معلقا دون جواب، وتقاعس الحديث الاقتصادي بسبب الأزمات المتعددة في دول عربية رئيسية، فيما حال تعقيد هذه الأزمات دون اتخاذ موقف فيها من طرف رئاسة القمة العربية حتى ولو كان بيانا صحفيا.

وعاشت مدن عربية عديدة وضعيات إنسانية صعبة خلال الأشهر الماضية دون أن تبدي رئاسة الجامعة العربية أي موقف، ومن بين هذه المدن حلب، والموصل، وغيرهما.

وجاء العرض الموريتاني على لسان وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي خلال تسلمه لرئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للجامعة العربية على مستوى الوزراء، والمنعقد بنواكشوط يوليو 2016، وبقي العرض على الورق كما سطر، حتى نهاية المأمورية الموريتانية على رأس القمة العربية.

عجز مالي..
مصادر رسمية كشفت لصحيفة "الأخبار إنفو" أن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط اعتبر في تقريره المقدم لرئاسة الجامعة لعرضه على الرؤساء العرب أن من أبرز المشاكل التي تواجه الجامعة العجز المالي الكبير الذي واجهته وتواجهه موازنتها المالية خلال المأمورية المنصرمة.
وضمن أبو الغيظ تقريره مطالبة بإنقاذ الجامعة قبل انهيار موازنتها، معتبرا أن هذا العجز يحد من أدائها بشكل كبير.