على مدار الساعة

ماذا يعني التعايش مع كورونا؟

25 مايو, 2020 - 17:08
سيد الأمين ولد باب

في خطابه بمناسبة عيد الفطر المبارك، تحدث فخامة رئيس الجمهورية عن الحدث الأبرز في العالم حليا وهو فيروس كورونا. فتحدث عن أوضاع البلد فيما يخص التعامل معه ووردت على لسانه عبارة التعايش مع كورونا، فماذا يعني بالتعايش مع (هذا الوباء القتال) كورونا؟

 

كثرة المحجوزين في الحجر الاحترازي من جهة ،وعبارة (سنضطر للتعايش مع هذا الوباء لفترة) التي أومأ بها الرئيس ...أصبحا مدعاة للتندر، والتنكيت علي الحكومة بالقول إنها تكثر من الحجر الاحترازي ، وتعطي أرقاما مغلوطة ، من أجل الحصول على مساعدات سخية من الدول الغنية لتشجيعها على مواجهة الفيروس والحيلولة دون انتشاره في البلاد ، وعلى فخامة الرئيس بأنه عاجز عن إدارة الأزمة بنجاح ، وأنه يريد من المواطن العادي أن يواجه كورونا بنفسه و يتعايش معه ، والبعض يشكك في أرقام الإصابة ، يبالغ في عدد المحجوزين  لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل هذا هو معنى العبارة المذكورة ؟ وإذا لم يكن هو المعنى المراد فما الذي تعنيه هذه العبارة؟

 

منذ اليوم الأول الذي سجلت فيه أول حالة إصابة بالفيروس في بلدنا في الثالث عشر من مارس الماضي ، بادرت السلطات العليا إلى اتخاذ إجراءات لمنع وصوله إلي بلدنا ، وكان إجراءات حازمة وقوية ، ومكتملة ، هذا إن أردنا قول الحقيقة ، وأول هذه الإجراءات الحملة الإعلامية الكبيرة في مختلف وسائل الإعلام وحث المدونين على القيام بها في وسائط التواصل الاجتماعي ، بما تتضمن من إجراءات الوقاية من هذا الوباء شديد الانتشار ، ثم إغلاق الحدود بصرامة تامة ومواجهة المتسللين ووضعهم في الحجر الصحي الاحترازي ، ثم منع التجمعات مهما كان طابعها وإغلاق الأسواق ، ولما ظهرت حالات أخرى بادرت السلطات إلى إغلاق الولايات التي ظهرت فيها الإصابة بشكل كامل ، وعززت إجراءات الوقاية بمنع التنقل بين الولايات حتى لا ينتقل الوباء من ولاية ظهر فيها الوباء إلى ولاية أخرى ، وذلك إمعانا في السعي للحفاظ على سلامة المواطنين ، بمختلف السبل .

 

إن السلطات العليا هنا إنما تقوم ببعض واجباتها تجاه الوطن والمواطن المسكين ، ونشهد أنها في هذه الحالة لم تقصر أبدا ، بل كانت عند مستوى الحدث من يومه الأول ، وقامت بما ينبغي وزيادة في هذا الموضوع ، لكن حزم المواطن الكريم ووطنية البعض منا في الخارج ، لم تكونا على المستوي التحدي ، ولم يحصل التعامل مع توجيهات السلطات العليا للبلد بنفس مستوى الحذر الاحترازي الذي بادرت به منذ الوهلة الأولي ، فحدث أن دخل متسللون قادمون من مناطق موبوءة اجتهدوا وثابروا في البحث عن وسيلة يدخلون بها البلاد غير آبيهن بكل هذه التحذيرات والإجراءات ، وكأنهم غير مقتنعين بسرعة انتشار عدوى هذا الوباء وغير مبالين بمضامين هذه الحملة الإعلامية الكبيرة والمنقطعة النظير حيث يظهر كل لحظة ، شخصية معروفة لدى الجميع ، ومن مختلف التخصصات والمجالات ، وتجد من الوقت ما يكفي لتفصيل خطورة هذا الوباء وكيفية الوقاية منه ، طالما أنها هي الدواء الوحيد المتوافر عالميا لهذا الوباء.

 

حصل ما حصل ، فبعد أن كانت الإصابة أول الأمر حالة واحدة في الأسبوع أو بعد أسبوعين ، أصبحت الإصابة على مدار الأربع والعشرين ساعة ، وبمقدار أصبح ثابتا في حدود العشرين تزيد قليلا وتنقص قليلا ، وفي هذه الحالة ، رأت السلطات العليا أن ترفع مستوى الحذر وحصار الفيروس بعد أن عملت ما بوسعها ، وذلك من خلال حث المواطنين على القيام ببعض الإجراءات التي لا يمكن أن تفرضها عليهم ، إلا بأسلوب لبق ... مفاده أن كورونا لم يعد بعيدا عنا كما كان بل أصبح بيننا وعلينا ألا نعتبر الأمر نهاية للدنيا ، وإنما هو مسألة عادية في حال ما إذا اعتمدنا بعض الإجراءات ... حينها لا داعي للقلق ، من هذه الإجراءات ما يلي:

 

1 ـ عدم الخروج من البيت إلا لضرورة

2 ـ في حال الخروج من البيت يتعين الحذر، لا تقترب من زحام ولاتكن سببا في حصوله

3 ـ يمكن أن تكتفي بإلقاء التحية وردها باللفظ دون تبادل السلام بالأيدي

4 ـ لا تدع يدك تلمس وجهك، حتى وإن لم تتبادل التحية بالأيدي، فلمس الجمادات، والنقود، ومقبض باب السيارة ـ مثلا ـ قد تتسبب في نقل العدوى إن كانت قد لمسها مصاب، فالفيروس لا يعيش كثيرا على السطوح، ولا يؤثر طالما أنه لم يصل إلى الحلقوم.

5 ـ عند العودة إلى المنزل، اغسل يديك جيدا بالماء والصابون وجافيل ، أو معقم

6 ـ قم بتعقيم كل شيء يكثر لمسه من الأشياء المحيطة بك وتحتاج لها.

عند الالتزام بهذه الإجراءات، عش سعيدا كما شئت، ولا يزعجك كثيرا انتشار كورونا ، هذه الإجراءات لا يمكن أن تفرضها الدولة عليك ، ومع ذلك فهي ضرورية جدا للقضاء على الفيروس تجاوز بقدرة قادر الحدود المغلقة ،والمعابر المحصنة ، والأسواق المتحفظة .