على مدار الساعة

فُرْصَةُ "الأَشْهُرِ الدِرَاسِيًةِ الحُرُمِ"

10 أبريل, 2017 - 13:52
المختار ولد داهي - الأمين العام لوزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني

ثلاثة أشهر بل أقلُ تفصلنا عن ختام العام الدراسي والجامعي 2016 -2017 وهي الأشهر التي ينبغي أن يَشُدً فيها الطلاب المَآَزِرَ ويُحِيُوا و"يُبَيِضُوا" الليالي بالمطالعة والمذاكرة و"يُسَوِدُوا" الدفاتر بتسجيل وتكرار حلول التمارين والواجبات سبيلا إلى الفوز "بالتجاوز الدراسي" والاحتفال بالتفوق والتألق في الامتحانات الختامية.

 

وقد دعوتُ مرارا من خلال تدوينات فِسْبُوكِيًةِ إلى اعتبار الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الدراسي (إبريل، مايو ويونيو) "أَشْهُرًا حُرُمًا دِرَاسِيًا" وها أنذا أفصلها من خلال هذا المقال فأقول بأن المقصود أن تُخصص تلك الأشهر "حصريا" لمضاعفة الجهد الدراسي والتعليمي من طرف الطلاب وأن يتم التحريم التام والاجتناب المطلق لكل "أعداء الدراسة" (على غرار أعداء الحِرَاثَةِ) كالتلفاز والألعاب الألكترونية ومباريات الكؤوس الرياضية وجلسات المِراءِ العائلي المفتوحة...

 

وإني لأكاد أجزم أنه إذا ما تم ترسيخ ثقافة الأشهر الدراسية الحرم ببلادنا (بعضُ "القِلاَعِ العلمية" الوطنية المشهورة تعتبر كل أشهر العام الدراسي أشهرا حُرُمًا) فإن انعكاساتها سوف تكون عاجلة نافعة مقروءة على مستوي حجم وعدد الناجحين وارتفاع معدلات نجاحهم وتفوقهم وتميزهم ويمكن للمقترحات الخمسة التالية أن تشكل "طُعْمَ تفكير" لذوي الاختصاص في التربية والتعليم يُحفز إعداد إستراتجية وطنية لترسيخ ثقافة "الأشهر الدراسية الحرم":

 

أولا: توقيعُ وكلاء التلاميذ على نموذج ميثاق يُحرم تشغيل التلفاز والهواتف الذكية والألعاب الألكترونية بالمنازل أو على الأقل بالبيوت المخصصة لإقامة ودراسة الأطفال خلال الأشهر الحرم ضِفْ إلى ذلك توقيع الطلاب الجامعيين علي تعهد بنفس المعني توفر الجامعة والمعاهد والمدارس العليا نموذجه لدى المصالح المكلفة بشؤون الطلاب؛

 

ثانيا: تركيزُ النقابات الطلابية الجامعية والنوادي الجامعية الطلابية جهودَها خلال الأشهر المذكورة على توفير المناخ المناسب لتفرغ الطلاب للدراسة والتحصيل العلمي وخلق جو من "المنافسة العلمية الإيجابية" معززا بآليات " للتضامن الدراسي" تُوفر لغير المتميزين الفرص لتعزيز قدراتهم و ضمان "التجاوز الدراسي"؛

 

ثالثا: استحداثُ عادة الاستيقاظ الأسري بالثلث الأخير من الليل وضمان استيقاظ الطلاب والتلاميذ ومباشرتهم مطالعة ومذاكرة دروسهم وذلك لما هو متواتر لدى آبائنا الأولين أن "التعليم في السًحَرِ كالنقش في الحجر" وإذا تعزز التعليم في السًحَرِ بدعاء الآباء والأمهات لأبنائهم "بالفتح المبين" خلال سجود صلوات جوف الليل فَظُنً كل الخير ولا تسأل عن الخبر؛

 

رابعا: تنافسُ الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني على توفير "دروس التقوية وتعزيز القدرات" لفائدة التلاميذ والطلاب عموما خلال الأشهر الحرم (بعض الأحزاب تنظم وتمول دورات متخصصة في هذا المجال).

 

ولا بد لي هنا من الضغط ملء الكف على أجراس التنويه إلى أن أجر المنافسة في دعم قدرات التلاميذ والطلاب يعظم ويضاعف - بِعَشْرَةِ آَلاَفِ المِثْلِ - إذا كان موجها إلى التلاميذ المنحدرين من المناطق التي يقفز إلى ذهني تسميتها اصطلاحا بـ: "المناطق ذات الاحتياجيات التعليمية الخاصة"؛

 

خامسا: إعدادُ المقاهي والمطاعم والنوادي الرياضية و"قاعات الترفيه" و"النوادي الليلية الشرعية"... لإشعار يُلصق علي الواجهات ويحظى بإشهار واسع يفيد بامتناع تلك الهيئات عن استقبال التلاميذ والطلاب خلال الأشهر الحرم تشجيعا لهم علي التفرغ للدراسة والتحصيل وتقديرا لأولوية وأسبقية التعليم باعتباره صمام أمان ضد "خُمَاسِيِ": الإجرام والفساد والإرهاب والفوضى والاستبداد.