على مدار الساعة

مؤتمر علماء إفريقيا يوصي بالاستفادة من النموذج الموريتاني

23 يناير, 2020 - 16:51
وزير الشؤون الإسلامية الداه سيدي أعمر طالب ترأس حفل اختتام المؤتمر بنواكشوط (وما)

الأخبار (نواكشوط) – أعلن العلماء المشاركون في مؤتمر علماء إفريقيا بنواكشوط تبنيهم لرؤية موريتانيا والتوصية بالتعميم والاستفادة من النموذج الموريتاني في المواجهة والمناصحة، كما دعوا "لتفعيل ميثاق حلف الفضول الجديد وإبراز خصوصيته وما يحتويه من القيم والفضائل، ويفتحه من أفاق واعدة للتعايش وتوحيد الناس على أساس "التعارف" و"التعاون" و"الإخوة الإنسانية".

 

ودعا المشاركون في المؤتمر في بيانه الختامي الذي حمل عنوان: "إعلان نواكشوط" إلى "إعداد خطة متكاملة فاعلة ومندمجة ومستوعبة للتراث الإنساني الإفريقي للتصدي للتطرف والاحتراب والجريمة العابرة للحدود"، فضلا عن "تطوير مناهج التفكير، وآليات العمل وفق وسائل مبتكرة: سلمية ومشروعة لمواجهة العنف والتطرف فكرا وممارسة".

 

وشددوا على ضرورة "مد مزيد من جسور التعاون بين الأديان والثقافات، أو بين رجال الدين والفاعلين في المجالات الإنسانية والحقوقية على ضوء مبدأ "تحالف القيم" و"الجوار الانساني"، إضافة لـ"إعادة الاعتبار لفكر التسامح الديني، والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب استلهاماً للمبادئ الإنسانية العالمية، وقيم قارتنا السمراء، وتجسيدا للرسالة السامية التي أرستها صحيفة المدينة المنورة".

 

وحث المؤتمر على "استلهام التقاليد العظيمة والممارسات الاجتماعية النبيلة التي  يزخر بها التراث الثقافي والفني الإفريقي في مجال تعزيز قيم السلم والتسامح والتعايش، وفض النزاعات بطرق سلمية، كما تجسّده جلسات الحكمة تحت ظل شجر الدوم الباوباب الإفريقية لتدبير الاختلاف بن المزارعين والرّعاة، والاسترشاد بالنماذج المجتمعية المعاصرة مثل نموذج أبونتو في جنوب إفريقيا في مجال المصالحة، ونموذج دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التّسامح".

 

وحدد المؤتمرون منطلقاتهم في "الضرورة الحاقّة إلى الخروج من حالة الاضطراب والاحتراب التي تسود  بعض مجتمعاتنا الإفريقية وما تخلفه من دماء وأشلاء، واعتبار الدول الوطنية القائمة نظما شرعية لها من الاحترام والمشروعية ما للكيانات السياسية التي كانت قائمة في التاريخ الإسلامي، بناء على ميزان المصالح والمفاسد الذي عليه مدار أحكام الشرع".

 

كما أن من بين منطلقاتهم "الإيمان بوجوب تكاثف جهود جميع أبناء القارة من أجل مكافحة الاحتراب والتطرف الذي يعتبر آفة العصر ومرضه العضال والتصدي الفكري له، بالحوار المبني على القيم الإسلامية السمحة، واحترام جوهر الخصوصيات الدينية والهويات الاجتماعية والثقافية للمجتمع الأفريقي.

 

وحدد  البيان مبادئهم في "مبدأ البيِّنة وذلك لضرورة معرفة السياقات والملابسات التي تحيط بظاهرة العنف والتطرف"، و"مبدأ شخصية المسؤولية الجنائية.. على قاعدة عدم أخذ البريء بالمجرم، فلا تؤاخذ قبيلة ولا إثنية بجريمة أشخاص منها"، و"مبدأ الوفاء بالمواثيق والعهود، وذلك بالتأكيد على وجوب احترام المواثيق الدولية وسيادة الدول".

 

كما أكد المشاركون في المؤتمر – والبالغ عددهم وفقا للبيان 500 شخصية – على "مبدأ التعاون بين القادة الدينيين على البر والتقوى"، و"مبدأ نزع الشرعية الدينية عن الاقتتال الأعمى"، و"مبدأ البحث عن العدالة ورد المظالم بالحوار والاحتكام إلى منطق العقل والشرع وجلب المصالح ودرء المفاسد".

 

ومن بين المبادئ التي حملها "إعلان نواكشوط" "مبدأ  التأكيد على أن صيانة الدماء أولى الأولويات  التي يحث على حفظها الدين"، و"مبدأ التأكيد على حرمة أماكن العبادة وواجب الدفاع عنها"، و"مبدأ الكرامة الإنسانية: فالإنسان مكرم مهما كان عرقه أودينه أو مذهبه".

 

أما الوسائل فحددها البيان في "بلورة مشاريع محلية لا مركزية وإقليمية اقتصادية للتنمية الشاملة ومعالجة الهشاشة والفقر والبطالة ومختلف عوامل البيئة الحاضنة للتطرف.. وإنشاء مجلس للوساطات والمساعي الحميدة في مختلف الدول الإفريقية يضم النخبة الدينية والفكرية وأعيان المجتمع.

 

كما أن من بينها "دعوة المنظمات الإقليمية إلى ضرورة العناية الخاصة بالجانب الفكري والديني في استراتيجياتها المعتمدة خاصة الاتحاد الإفريقي وتجمع دول الساحل الخمس، ودعوة المنظمات الحكومية وغير الحكومية إلى الشراكة والتّنسيق مع العلماء والقيادات الدينية للوقوف أمام مخاطر التطرف وتحدياته.

 

كما نص البيان على إنشاء قوافل إفريقية للسلام وتقريب وتجسير العلاقات بين اتباع الاديان في افريقيا، وتطوير آليات تصون التنوع الحضاري والديني والثقافي باعتباره ثراء وانسجاماً وليس ذريعة للصدام، وتبرئة كل الديانات من وصمة الإرهاب وفي طليعتها الدين الإسلامي.

 

ودعا لخلق مزيد من الآليات للتبادل الثقافي والحوار المثمر والفعّال بين مختلف الفعاليات الإفريقية، وفتح وسائل الإعلام لنشر الحوارات وتعميمها في الجامعات والمراكز البحثية والفكرية، واعتماد آلية الحوار واعتباره الوسيلة المُثلى في تسوية النزاعات وحل المشاكل، وتدريب القادة الدينيين والفاعلين الاجتماعيين والنشطاء على الحوار والتواصل الإيجابي.

 

ــــــــــــــــــــــ

لقراءة نص البيان الختامي للمؤتمر اضغطوا هنا، أو زوروا ركن وثائق