على مدار الساعة

متى ينتهي الحصار الجائر المفروض على بتلميت؟!

27 مارس, 2017 - 11:37
القطب محمد مولود ـ شيخ مقاطعة أبي تلميت

متى ينتهي الحصار الجائر المفروض على بتلميت:

 أبوتلميت واسطة البلاد هدى أهليه أذ نزلوه هـــــاد

 توسط بينها شرقا وغربا وبين الريف منها والبوادي

هواء طيب ونمير ماء إلى الشم الحسان من النجاد

 سقى أرجاءه صوب الغوادي

 

 تلك بوتلميت المقاطعة الضاربة في أعماق التاريخ مجدا وكرما وتاريخ علم وفعالية وإيجابية في كل مراحل التاريخ الوطني، وقد ظهرت بصمات بوتلميت وأبنائه في كل مجالات الإعمار والإنشاء، يدا تعلم وتبني وتشيد وتداوي وتقضي بعدل وتناضل بصبر وثبات وصدق ووفاء ولقد ظلت هذه المدينة منذ أن استلم العسكر الحكم في مواجهة حصار سياسي مفروض بقوة، يتعزز مع الأيام ويكتسب في كل فترة ملمحا خاصا ولقد تراكمت في الفترة الأخيرة كثير من ملامح هذا الحصار.

 

ومن مظاهره الواضحة:

 –  إلغاء المشاريع العمرانية التي مولتها جهات دولية لصالح إنشاء مدينة عصرية في بوتلميت.

 - مواصلة الاستهزاء بأرواح الموريتانيين المارين عبر طريق هذه المدينة فلا يزال طريق الأمل وخصوصا المقطع الرابط بين نواكشوط وبوتلميت طريق الموت الأسرع، رغم أنه شريان التواصل الوحيد بين أكثر من 9 ولايات موريتانية، ورغم أهميته فقد آثرت السلطة طرقا أخرى ومناطق يعبرها من الهواء والرمال الزاحفة أكثر مما يعبرها من السيارات والبشر.

 

 - ضعف التعليم : فرغم التميز التاريخي لأبناء هذه المدينة في التعليم والنبوغ التاريخي لهم إلا أن التعليم اليوم في بوتلميت يعيش وضعية مزرية ليست إلا نموذجا من الفشل السائد للتعليم في البلد.

 

ـ محاصرة الأطر: عبر الإقالات المتتالية لأبناء مقاطعة بوتلميت في مختلف مفاصل الدولة، وتأخذ هذه المحاصرة وجها آخر من خلال محاصرة المستثمرين من أبناء بوتلميت وتشريدهم ومنعهم من أي دور في خدمة الوطن وتخويف المستثمرين من التعامل معهم والشواهد على ذلك كثيرة.

 

 - الحرب على رموز الوطن المنحدرين من بوتلميت وهي حرب بلغت من الإسفاف والوقاحة أن أخذت طابعا رسميا تغذيه السلطة وأبواقها بالهجوم على أعلام وعلماء ورموز خدموا الوطن الموريتاني وحموا سلمه ومدوا راية العلم فيه لا لشيئ سوى أنهم ينتمون إلى بوتلميت.

 

 – محاصرة المحاظر العلمية المنتشرة في بوتلميت شرقا وغربا وجنوبا والتي خرجت آلاف العلماء والحفاظ والأساتذة المتميزين، فلا علماؤها الأجلاء نالوا التكريم والإجلال، ولا طلابها لقوا من الدعم ما يستحقون ولا تاريخها الجليل الجميل نال قدرها من الاعتبار.

 

إن بتلميت من اندومري إلى آجوير ومن بولنوار إلى أقصى آمشتيل تعيش عزلة مفروضة وحصارا محكما، وما ذلك إلا أنها المكان العالي علما وتاريخا وفضلا وحسن أداء.

 

إن بتلميت اليوم وأمس وغدا ستظل منجبة للرموز والعلماء والأعلام وسيظل منجمها الثقافي ثريا ثرا لا ينضب بإذن الله تعالى، فقد سقى القرآن والعلم وهادها وكثبانها وكتب الله لها تاريخا ومستقبلا من الرفعة والتميز لن يندثر مهما سعى إلى ذلك رعاة الجهوية البغيضة والعصبية الجاهلية وحراس الوهم وصناع أمجاد السراب. واصلوا حصاركم وستواصل مقاطعة بوتلميت إنجاب بناة الغد وصناع الحضارة.