على مدار الساعة

مستشار الرئيس الصحراوي يروي علاقة البوليساريو بالحركة الوطنية الديمقراطية

25 ديسمبر, 2019 - 13:09

الأخبار (نواكشوط) ـ قال المستشار العسكري للرئيس الصحراوي محجوب إبراهيم إن جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب إن الجبهة لا يمكنها أن تنسى الدور لعبته الحركة الوطنية الديمقراطية بموريتانيا في مناصرتها.

 

ولفت محجوب إبراهيم إلى أن دقائق لا تكفي للحديث عن العلاقات بين مكون الشعب الموريتاني والشعب الصحراوي، لأنها علاقات تاريخية لشعب واحد في بلدين، معتبرا أن الاستعمار الذي جثم على موريتانيا والصحراء الغربية كان سببا في هذا التباعد والانفصال، بحسب تعبيره.

 

وأضاف مستشار الرئيس الصحراوي أنه عند انطلاقة الثورة في الساقية الحمراء ووادي الذهب كان طبيعيا أن يتوجه الصحراويون للقاعدة الموضوعية لهم تاريخيا وثقافيا، وهي الشعب الموريتاني بصفة عامة.

 

وقال إنهم كانوا على اتصال مع القوى الديمقراطية في موريتانيا خصوصا الحركة الوطنية الديمقراطية "الكادحون"، ومع حزب الشعب أيضا، معتبرا أن الاتصال مع حزب الشعب ليس بنفس الحجم والمستوى لأن مواقف التيارين متباينة، لكنهم كانوا في خندق واحد مع الحركة الوطنية الديمقراطية في مواجهة الاستعمار والإمبريالية، وكانوا السند الأول ووقفوا مع الجبهة موقف تاريخي.

 

وأضاف أن أول وسيلة إعلامية تنشر بيانا للجبهة كانت صيحة المظلوم التي تصدرها الحركة الوطنية الديمقراطية في موريتانيا، مشيرا إلى أن الحركة كانت أول جهة تدعم الصحراويين رغم محدودية ما لديها من وسائل، قائلا "كانت سندا وكانت الاتصالات بها شبه دائمة، واستفدنا من نصائحهم ورؤيتهم وتحاليلهم".

 

وأوضح المستشار العسكري للرئيس الصحراوي أن ختام المؤتمر الأول للجبهة تم في مدينة الزويرات، وأنهم كانوا يطبعون بياناتهم السياسية بواسطة الحركة الوطنية الديمقراطية "الكادحين"، من خلال وسائلهم المتوفرة، قائلا إن العدد الثاني من مجلة 20 مايو "التي كنا نكتبها بأيدينا، تم طبعه على مطابع للحركة الوطنية الديمقراطية وكانت توزع بشكل سري، وتلك النسخة المطبوعة موجودة الآن في أرشيف الجبهة".

 

وأضاف "يكفيك أنه أثناء الحرب في العامين 76 و77 كانت الحركة تبعث بعض مناضليها، حيث أن المواطنين القاعديين كانوا يرون فقط أن موريتانيا بلد معتدٍ وهذا يسبب الكراهية، كان مناضلو الحركة يبعثون ببعض القادة، وأتذكر منهم بوبكر موسى، وكان يأتي سرية للمخيمات ويقيم المهرجان ليشرح للشعب الصحراوي والمرأة الصحراوية التي استشهد ابنها وزوجها وطردت من مكانها، أن هذه ليست حرب الشعب الموريتاني الذي يرتبط معكم بعلاقات وطيدة وليس هو من قرر هذه الحرب، بل هو شعب صديق ويرتبط معكم بأكثر من علاقات، وكان ذلك يخفف من مستوى الكراهية التي أراد أصحاب الحرب تكريسها".

 

وقال المتحدث: "أشهد للتاريخ أنه كان من المناضلين الذين لعبوا دورا كبيرا في الحفاظ على العلاقات التي تربط الشعبين، بحيث أن تلك العلاقات عادت لوضعها الطبيعي فور انتهاء الحرب".

 

واعتبر المستشار العسكري للرئيس الصحراوي أن بوبكر موسى كان يمتلك الشجاعة ليحاضر أمام الصحراويين رغم ضعف إتقانه للحسانية، قائلا: "كنا نساعده في شرح ذلك، ونشهد لحركته أنها لعبت دورا في الحفاظ على العلاقات القائمة بين الشعبين".

 

وأضاف "هذا الدور لا يمكننا أن ننساه للحركة الوطنية الديمقراطية، وهذا الدور هو الذي جعلنا دائما نشعر بوحدة المصير وأن استقرار الشعب الموريتاني جزء من استقرار الشعب الصحراوي، وهو عمقنا الطبيعي كما أن أمنه أمن لنا وأي خطر يواجه الشعب الموريتاني يهدد الشعب الصحراوي كدولة وكيان".