على مدار الساعة

استغلال منبر الحكومة للمغالطات والتضليل!

8 أكتوبر, 2019 - 16:21
د. زكريا اعمر ـ   أستاذ جامعي، وخبير دولي

تابعت وأنا خارج البلاد المؤتمر الصحفي الأخير للناطق الرسمي بإسم الحكومة الذي حاول خلاله جاهدا تبرير قراره التعسفي الظالم الذي يقتضي منع الطلبة الذين تزيد أعمارهم علي٢٥ سنة من التسجيل في المؤسسات الجامعية العمومية .

من اجل انارة الرأي العام الوطني و رغم ضيق الوقت، أردت ان اسرد هنا كأستاذ جامعي و خبير دولي يعمل في هذا الميدان منذ حوالي ربع قرن،  بعض المعلومات و الأمثلة التي تفند الأكاذيب و المغالطات و الافتراءات التي أسس عليها الوزير قراره المثير للجدل.

 

١)  عكسا لما قال الوزير لا توجد معايير دولية في هذا المجال لكن بعض الدول خاصة في العالم الثالث تستخدم معيار السن للحد من الولوج الي بعض الشعب التي تفوق الطلبات فيها بكثير عدد المقاعد الموجودة مثل الدراسات الطبية أو الأقسام التحضيرية لمدارس المهندسين؛

 

٢) علي سبيل المثال في العديد من الدول  توجد مساطر لتمكين  الراغبين من استئناف دراساتهم الجامعية  و الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي و حتي بأخذ تجاربهم المهنية بعين الاعتبار (valorisation des acquis de l’expérience ). الرابط  التالي يستعرض مسار رجل خمسيني فرنسي اب لخمسة أطفال  يدخل كلية الطب بعد ان غادر التعليم في المستوي الإعدادي و التحق بالتكوين المهني ليحصل علي شهادة جزار ثم مارس تلك المهنة لأكثر من عقدين ونصف!

 

خمسيني فرنسي يدخل كلية الطب

 

الرابط الموالي يستعرض قصة أسرة كندية حصلت والدتها علي شهادة الباكالوريا عن عمر يناهز  ٤٠ سنة ؛ أما ابتها فبعد شهادة جامعية في المسرح و تجربة مهنية كصحفية تلتحق بكلية الطب و هي في بداية عقدها الرابع  بعد ان اجرت دراسة تكميلية للحصول علي المستوي المطلوب في العلوم الطبيعية و تستعد الان لبداية التخصص في علم النفس.

 

شهادة الباكلوريا عن عمر 40 سنة بكندا

 

أما هذا الرابط فيحتوي علي جواب لوزير التهذيب الوطني الفرنسي لعضو في مجلس الشيوخ حول استحالة التسجيل عبر البوابة الموحدة للوزارة لحاملي شهادة البكلوريا الذين تزيد سنهم علي ٢٦ سنة.

 

و قال الوزير" ان هذا الإجراء يهدف الي تحسين الخدمات لتلك الفئة التي بامكانها التواصل المباشر مع مستشارين تربويين سيقيمون تجاربهم المهنية و يسهلون  تسجيلهم في التخصصات الملائمة".

 

إجابة من وزير التهذيب الفرنسي

 

٣) غير بعيد منا ، هنالك المئات من الاطر في بلادنا ، تحصلو علي شهادات جامعية و هم في اعمار متقدمة من بينهم وزراء في حكومة ولد الشيخ سيديا، اساتذة جامعييون، ضباط سامون، إلخ 

 

٤) أما في يخص تعجب الوزير من الحصول علي شهادة الباكالوريا عن عمر يناهز ١٤ سنة، فيبرهن مرة اخري علي  عدم اطلاعه بل عن ضعف تجربته علي  الأمور التربوية!  نفهم ان الوزير لا يعترف بالمواهب و النوابغ و هذا غريب علي شخص يدعي انه أستاذ فيزياء التي يشكل النابغة الفريد انشتين احد ابرز علمائها.

 

الرابط التالي يسلط الضوء علي قصةطالب أمريكي من أصول صينية دخل جامعة تكساس عن عمر يناهز ١١ سنة و من المتوقع ان يتحصل علي شهادة الدكتوراه في الطب قبل عشرين سنة.

 

عمره 11 عاما ويدرس الطب بجامعة تكساس

 

الرابط الموالي يعطي لمحة عن طالب أمريكي حصل علي الباكالوريا و عمره ٩ سنوات و حصل لتوه علي شهادة جامعية عامة و هو  لا يتجاوز ١١ سنة!

 

الباكلوريا عن عمر تسع سنوات بأمريكا

 

و اخيرا قصة طالب اخر تحصل علي الإجازة في الفيزياء و هو يبلغ من العمر ١٤ سنة!

 

الإجازة في الفيزياء عن عمر 14 سنة

 

الخلاصة ان منبر الحكومة لا يمكن استغلاله لتضليل المواطنين و الضحك علي الرأي العام!