على مدار الساعة

المؤتمر البرلماني - فوز للأغلبية، ولكن..

12 مارس, 2017 - 17:54
محمد ولد سيدي ـ كاتب صحفي

نواكشوط تتحدث - و اتسونامي الرفض يغمر قلب العاصمة ..!

جدل ، و صخب ، و غليان المعارضة ، و اندفاع هجومي سلطوي هستيري  قاد الى فوز كاسح ، فوز ، ليس ككل الإنتصارات الحلوة ، و لكنه " فوز " بنكهة " الهزيمة" :

 

 خلخة في صفوف المعارضة المحاورة ، و الموالاة الداعمة ، عدول السلطة عن الاستفتاء الشعبي تحت حجج ضعيفة ، مقابلة الرئيس للعشرات من النواب والشيوخ قبل الإقتراع .. فوز كاسح ،بنكهة الهزيمة :

 

أغلبية وحدها ، تتصارع مع نفسها ، هي الحكم ، وهي الخصم ، مع اقلية تواصلية لا تتجاوز أصابع اليد أذاقتها الأمرين ..

 

نواكشوط .. تتحدث ..!

في الوقت الذي مازالت فيه الأغلبية تتردد الحان النصر ، وتشدو في الإعلام السمعي والبصري  ، تحدثت نواكشوط أصيلانا ، وفاض بحرها غربا وجنوبا ، وهاجت ريحها شرقا و شمالا ،بموجات بشرية عاتية من " اكلينك " قبل أن تزاحمها عوارض بشرية من " كارافور مدريد " ..

 

اتسونامي الرفض يغمر العاصمة ..!

البرلمان أقر التعديلات الدستورية ، و لكن ، يضحك كثيرا من يضحك أخيرا ، الآلاف  من الرجال ، و النساء ، والشباب ، وقادة سياسيين ، ومن المجتمع المدني ، وبدون انتماءات سياسية ، تهتف ، وتلوح ، وتردد ، الأناشيد ، والألحان:

 

لا  ، لا ،للمساس بالدستور ، لا للتغيير الثوابت الوطنية ،الآلاف من كل الأطياف الوطنية ، أحزاب ، منظمات غير حكومية ، تكنوقراط ، وبدافع الحماس ، و التعبير عن الذات اتجهوا نحو ميدان جامع بن عباس حيث تشكلت دائرة بشرية كبرى أبت إلا أن تقول كلمتها شجبا و رفضا و تنديدا بالتغييرات اللا دستورية التي أقرها النظام ...

 

الرئيس .. يمثل الشعب ..!

الرئيس مهما اختلفنا أو اتفقنا يمثل وعي " الشعب "  فما يسمى موالاة لا يتعدى حزب الأتحاد من أجل الجمهورية ، أو الحزب الجمهوري ، أو حزب عادل سابقا ، الأسماء تتعدد ، ولكن هي نفس الطبقة تتحرك بديناميكية واحدة ، غير ذلك مجرد اسماء لاتملك من الشعبية إلا رؤساء خلاياها الحزبية ، وفي الجانب الآخر من مرآة المجتمع " المعارضة " هي نفسها الموالاة بلغة الرياضيات تربيع بإستثناء حزب التكتل لأن الكل شارك في الكعكة أيام سيدي ول الشيخ عبد الله .

 

التكتل .. ليس استثناء ..

ليس في العبادة وحدها تتحتم الطهارة ، ولكن ،في السياسة كذلك مهمة ، إلا ان " التكتل "  ليس استثناء من الأحزاب ،فهو أول من " شرعن " الإنقلابات ، ودأب على تشريعها وبالتالي ستبقى لعنة تأييده للإنقلاب على الديمقراطية وصمة عار والى الأبد ، وعليه فإن الخلاف مع المنتدى ، والمقاطعة الدائمة ، جرائم في حق آلاف المواطنين الذين كانوا ينوون انتخاب من يمثلهم في البرلمان ويطرح قضاياهم على مسامع الرأي العام وحلها ...

 

 إن حجم مسيرة المعارضة يحسب له حسابه ، وتوصيات المندوب الأممي تحمل أكثر من دلالة ، و تصويت النواب حسابات ، والظرفية الدولية المحيطة بنا ، ومن حوالينا ، الحروب ، والقلاقل ، والفتن ،تفرض علينا " جميعا " أن لانختلف ، أن نتوحد ، خاصة أن عوامل جاذبة " كثيرة " و متنوعة تطبع وضعيتنا الإجتماعية :

 

 الفقر ، الشرائحية ،الغبن ، المحسوبية ، الإحتقان السياسي ، و قضايا الإرث التاريخي ، و ضحايا الإرث اﻹنساني.