على مدار الساعة

ماذا قدمت وماذا قدموا؟

27 يوليو, 2019 - 14:11
محمد عبد الله ولد احظانا

قدمت لنا المحضرة قديما أمثال شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني صاحب أعلى سند في هذه الأرض السائبة، والشاعر العالم امحمد بن الطلبة اليعقوبي، والشاعر الخنذيذ والعالم الذي لا يشق له غبار الشيخ محمدُ بن حنبل الحسني، وشيخه محمدُ بن أحظانا الحسني، وشيخيه محمد بن عبد الودود، وعبد الودود الحاجيين، ولمجيدري بن حبلل اليعقوبي، والشيخ محمد المامي الباركي والشيخ المختار بلعمش العلوي، والمختار بن بونه الجكني، والعالم اللغوي الفذ الحسن بن زين القناني، وأبناء مايابا الجكنييين، وأبناء أحمذي الحسنيين، وآبه بن أخطور، وجهابذة علماء التكرور، وغيرهم..

 

وقدمت لنا حديثا أمثال الإمام بداه بن البوصيري، والإمام محمد سالم بن عبد الودود، والإمام الشيخ محمد الحسن بن الددو، والإمام اباه بن عبد الله، والإمام الشيخ عبد العزيز سي، والإمام الحاج بن فحفو، ومؤرخ موريتانيا الموسوعي في كل فن المختار بن حامدٌ، والشاعر الفحل الذي لقب شاعر موريتانيا حقا أحمدُ بن عبد القادر، والعبقري اللامع فتى موريتانيا بلا منازع الدكتور جمال بن الحسن، والقائمة تطول...

 

وهي مؤسسة التعليم الوحيدة في العالم التي تجعل الظعائن يلهو بها التصريف والإعراب لا ترتجي عونا من أحد ولا يدرس فيها الطالب ابتغاء الحصول على فتات من فتات الدنيا، وإنما تجد الشيخ الهرم يقضي عمره تدريسا واحتسابا للأجر بغية نيل رضوان خالقه جل علاه.

 

ثم يأتي بعد ذلك من لا تعرفه كل أدوات المعرفة ليذمها ويجعل منها منقصة،

 

لقد كان للأعيار في الجري خسة *** إذا خذرفت في البيد أيدي الأباعر

 

يأتي داخر لا يستطيع التمييز بين النكرة والمعرفة لم يدرس في مدرسة محترمة ولم يدرس تخصصا علميا ذا قيمة تذكر ليتهجم عليها ما هو إلا كمن عوى فخال أن الناس تحسب العواء زئيرا أو النهيق صهيلا، ثم يظن أنه إن سب المحضرة فإن منزلتها ستسقط من قلوب المدنفين بها والهائمين في بحر زلالها العذب هيهات أن يشتبه على ذوي الألباب العسل المصفى بالعلقم المملوء سما زعاقا!!!

 

 

لكن ماذا قدموا لنا غير أنهم غرروا بشباب نشأ في أسر مسلمة فأوروه السراب فتداعى إليه يحسبه ماء في يوم ذي مسغبة حتى إذا جاءه وجده قهوة مرة الطعم تورث قرحة معدية تترك شاربها يخال نفسه في رتبة الشاطبي وهو الذي لم يتجاوز مرحلة تهجي الحروف فمرق من الدين بعضهم كما يمرق السهم من الرمية وبقي البعض الآخر دهريا مستتر الدهرية يخشى على دم رقبته  حتى إذا أطلق سراح ولد امخيطير تداعى إليهم المدافعون عنه يزكي بعضهم وكأنهم بذلك يحصلون على السلسلة الذهبية.

 

وإن نظرت إليهم تجدهم في أغلبهم لم يحظوا بتخرج من جامعات أسيادهم في بلاد ما وراء البحار ولم يتعلموا علما نافعا في أي تخصص يذكرنيهم قول الأول:

 

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** وأقبح الكفر والإفلاس بالرجــل

 

لا هم تعلموا الشرعي النافع ولا تعلموا العلوم التطبيقية المفيدة في حياة البشر فإن

ماتوا لم يبكى عليهم لدين ولا دنيا كما قال عبد الله بن صفوان.

 

لا تجد منهم إلا مدع وصلا بليلي وحاشا خالدة الذكر أن تقبل وصلا ممن شب بلا إعراب.

 

يذكرني حالهم بالبغل الذي سئل من أبوك فقال الفرس أمي.

 

لقد ملت يداي من وصفهم فلو أني مكثت عشر سنين في كتابة مثالبهم لما أتيت منها إلا بالنقير والحقير!!! أوأ