على مدار الساعة

رئيس غامبيا المنتخب: أنا على ثقتي في الجيش وأتوقع موقفا منه

31 ديسمبر, 2016 - 22:38

الأخبار (بانجول) – أكد الرئيس الغامبي المنتخب آدم بارو ثقته في الجيش الغامبي، كاشفا توقعه لصدور قرار أو ردة فعل من قيادة الجيش قريبا، مذكرا باتصال قائد أركان الجيش عليه بعيد انتخابه، وإعلانه دعمه له "كرئيس منتخب لدولة غامبيا".

 

وقال بارو في مقابلة مع الأخبار هي الأولى له من إعلان الرئيس المنتهية ولايته يحي جامى رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات إن على الرئيس جامى أن "يتقبل أن حكمه انتهى"، مردفا أن "ذلك هو ما سيقوي دعائم الديمقراطية الغامبية"، مضيفا أن "الأجمل هو أن يحضر جامى والرئيس الأسبق جاورا حفل تنصيبي رئيسا للبلاد، ويمكن خلال هذا الحفل أن يلقي كلا منا خطابا للشعب الغامبي، وسيكون ذلك شرف لغامبيا، وللغامبيين، كما سيكون شرفا لكل الأفارقة".

 

وقال بارو إنه قرر التخلي عن رجال الأمن السنغاليين الذي كانوا يحرسونه تجنبا "لإيجاد مشاكل بين السنغال وغامبيا"، مشددا على أن من "حقي الطبيعي أن أسعى لحماية نفسي إذا لم توفر لي الدولة الحماية، فقد يعتدي على مجرمون، أو جهات معادية، أو أشخاص يكرهونني، وذلك في ظل عدم وجود أي وسيلة لدي للدفاع عن نفسي، أو حمايتها".

ووصف بارو علاقته بالسنغال بأنها "علاقات جوار"، مؤكدا أن "استقرار غامبيا يعني استقرار وأمن السنغال".

 

وهذا نص المقابلة:

الأخبار: دعوتكم خلال مؤتمركم الصحفي الأخير الرئيس المنتهية ولايته يحي جامى والرئيس أسبق دوود جاورا إلى حضور حفل تنصيبكم، هل أنتم واثقون فعلا من تنصيبكم رئيسا للبلاد؟

 

آدم بارو:

ذلك ما نرجوه. السلطة لا تدوم لأحد، أمس كان هناك دوود كيربا جاور غادر السلطة وذهب، اليوم هناك يحي جامى، وقد قدر الله أن تنتهي فترة حكمه، كما أنني أيضا سأرحل غدا، أو بعد غد.

 

هذا يعني أن على يحي جامى أن يتقبل أن حكمه انتهى، فذلك هو ما سيقوي دعائم الديمقراطية الغامبية، وسيكون الأمر أجمل لو حضر هو والرئيس جاورا حفل تنصيبي رئيسا للبلاد، ويمكن خلال هذا الحفل أن يلقي كلا منا خطابا للشعب الغامبي، وسيكون ذلك شرف لغامبيا، وللغامبيين، كما سيكون شرفا لكل الأفارقة.

 

الأخبار: دعوتم إلى التهدئة بعد خطاب الرئيس المنتهية ولايته يحي جامى الرافضة للاعتراف بالانتخابات، وأمرتم الشعب الغامبي بممارسة حياته بشكل طبيعي، وذلك خلال لتوقعات التصعيد والدعوة للاحتجاج، هل حسمتم خيار التعاطي بدبلوماسية مع الأوضاع؟

آدم بارو:

نحن كنا دائما نسعى للسلم والاستقرار. تذكروا فترة الحملة الانتخابية، لم نطلق أي رسالة تهديد أو دعوة للانتقام، كانت كل رسائلنا مليئة بمضامين السلام والوئام. وبناء على الحق الذي يمنحه لنا الدستور الغامبي بتشكيل حزب سياسي شكلناه، وعارضنا نظام يحي جامى، وقد قمنا بحملة انتخابية قدمنا فيها أنفسنا للشعب الغامبي، وشرحنا مضامين برنامجنا له، وقد قبل الشعب ذلك ومنحنا ثقته، وصوت لصالح برنامجنا.

 

وقد اعترف الرئيس يحي جامى بنتائج الانتخابات، وأخذ المصحف، وقال: إن الله هو من اختاره للسلطة في يوم الجمعة، وهو من نزع منه السلطة في اليوم ذاته؛ أي يوم الجمعة، بل زاد على ذلك بقوله إن النظام الانتخابي الغامبي هو الأحسن على مستوى العالم، مؤكدا أنه لا يسمح بتزوير الانتخابات، هذا يعني أنه كان واضحا حينها، وكان يسير على نهج السلام والاستقرار.

 

ولما تراجع لاحقا عن ذلك، وقرر خرق الدستور والقانون الغامبي، أدركنا أنه أخطأ هذه المرة، والإنسان قد يخطئ، لذلك عقدنا مؤتمرا صحفيا دعوناه فيه لمراجعة خطئه، والعودة للصواب باحترام إرادة الشعب الغامبي.

 

الأخبار: ولكن جامى الآن يريد استخدام حقه القانوني في الطعن في نتائج الانتخابات أمام المحكمة العليا؟

 

آدم بارو:

الرئيس يحي جامى لا يمكنه اللجوء إلى المحكمة العليا، لأن منصب رئاسة الجمهورية يفرض على من يوجد فيه أن يدرك مضامين القوانين في أي مجال قبل اتخاذ أي قرار، حتى لا يخرق القوانين.

 

والرئيس جامى خرق القانون الانتخابي حين قرر إلغاء نتائج الانتخابات، وبعد أن اتخذ هذه الخطوة غير القانونية عاد ليقرر الطعن في نتائج الانتخابات أمام محكمة لم تعد موجودة في غامبيا منذ أكثر من سنة.

 

ونتيجة لعدم وجود هذه المحكمة بقيت قضايا عديدة معلقة تنتظر – بلا جدوى – حلا من المحكمة العليا. وهو حل لا يمكن أن يكون في ظل انعدام هذه المحكمة.

 

وحين اعتقل رئيس حزبنا حسين داربو كانت هناك قضايا قانونية تحتاج إلى تفسير من طرف المحكمة العليا، وقد بذلنا جهودا في ذلك، وكانت جهودنا دون جدوى، لأن المحكمة العليا ببساطة لم تعد موجودة في البلاد. الرئيس جامى طرد كل قضاة المحكمة العليا، وكونه اليوم بحاجة إلى هذه المحكمة لا يمنحه حق إيجادها لمجرد تقديم الطعن أمامها.

 

الأخبار: ماذا لو قرر جامى تعيين قضاة للمحكمة العليا، ثم قضت هذه المحكمة بإلغاء الانتخابات، هل ستتقبلون هذا الحكم القضائي؟

 

آدم بارو:

هذا – في حال وقوعه – سيعقد وضعية البلاد، وسيورط جامى أكثر، نحن نؤمن أن أي عمل يتم الإقدام عليه يجب أن يكون في مصلحة الشعب الغامبي، وجامى إذا أقدم على الأمر فهو يعني أنه يسعى لمصلحته الخاصة، وليس لمصلحة الشعب الغامبي، ولا أخفيكم أنني أخشى أن يسلك هذا الطريق، ومما يؤشر لذلك تصرفاته خلال الأيام الأخيرة.

 

الأخبار: ألا تعتقدون أن تهديد بعض قادة تحالفكم بمحاكمة جامى كان وراء قراره بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات سعيا لحماية نفسه من العقوبات والملاحقات القضائية؟

 

آدم بارو:

نحن كتحالف لم نقل – على الإطلاق – إننا سنحيل يحي جامى إلى القضاء، ولم نهدد أبدا بمتابعته أو محاسبته. الرئيس يحي جامى شغل منصب رئاسة الدولة منذ 22 سنة، هو مواطن غامبي، وعمل الكثير لغامبيا.

 

وإذا كانت جنوب إفريقيا قد تمكنت من إنهاء نظام الفصل العنصري فيها، وتمكن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في النهاية من النجاح في تحقيق أهدافه، وممارسة العمل السياسي بشكل طبيعي، فإننا في غامبيا قادرون على ذلك وأكثر.

 

الأخبار: الحكومة السنغالية هي أول من دعا إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن لنقاش الوضع غامبيا عقب خطاب جامى، كما يشرف على أمنكم الشخصي رجال أمن من السنغال، ما هي حقيقة علاقتكم بالسنغال؟

 

آدم بارو:

السنغال بلد مجاور، وكل ما يربطنا به هو علاقات الجوار، كما أن استقرار غامبيا يعني استقرار وأمن السنغال، وأنتهز هذه الفرصة لأوضح أن رجال الأمن السنغاليين الذين كانوا يتولون حراستي يتبعون لشركة أمنية خاصة تعرف بـ"فام"، ولا علاقة لهم بالحكومة السنغالية، وليست هي من وفرهم لي.

 

من حق الطبيعي أن أسعى لحماية نفسي إذا لم توفر لي الدولة الحماية، فقد يعتدي على مجرمون، أو جهات معادية، أو أشخاص يكرهونني، وذلك في ظل عدم وجود أي وسيلة لدي للدفاع عن نفسي، أو حمايتها.

 

الأخبار: لكننا لاحظنا اليوم اختفاء رجال الأمن السنغاليين الذين كانوا يحرسونك؟

 

آدم بارو:

فعلا، لأننا لا نريد أن يكون ذلك سببا في إيجاد مشاكل بين السنغال وغامبيا، أنا أتوكل على الله تعالى، وأدرك أنه الوحيد القادر على حمايتنا، وحفظنا من كل ما نخشاه، {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.

 

الأخبار: قائد أركان الجيش الغامبي أعلن في وقت سابق دعمه لكم، هل ما زال على موقفه بعد خطاب جامى الرافض لنتائج الانتخابات؟

 

آدم بارو:

لم نسمع أي موقف جديد عنه. نحن لدينا ثقة في الجيش الغامبي، وأقول إن قائد أركان الجيش اتصل بي بعد إعلان نتائج الانتخابات وأعلن دعمه لي كرئيس منتخب لدولة غامبيا، إذا ثقتنا مستمرة في الجيش، وهذا هو موقفه بالنسبة لنا، كما أنني متأكد أنه سيصدر عنه قرار أو ردة فعل قريبا.

 

الأخبار: تتهمون بأنكم استفدتم من الانقسام العرقي الحاصل في البلاد، ومن الخطاب العرقي الذي ارتفعت وتيرته خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، كيف ترون هذه التهمة؟

 

آدم بارو:

أنا لم تنتخبني مكونة اجتماعية واحدة، بل صوت لي عدد كبير من الغامبيين، ومن مختلف الفئات والقوميات، وفي الحقيقة لا يمكن لفئة أو عرق واحد أن ينتخب رئيس الجمهورية.

 

كما أنني أنتمي لثلاث قوميات غامبية، فوالدي من قومية "الصوصي (ماندينكا)"، ووالدتي من الفلان، ولدي أخوال من "سرخيلا (السوننكي)"، كما أن اثنتين من أخواتي متزوجتين من رجال من قومية "جولا"، وكذلك أبناء أختي من هذه القومية.

 

وبالتالي فأنا أنتمي لعدة قوميات غامبية، وليس لقومية واحدة.

 

الأخبار: توجد لديكم في غامبيا جالية موريتانية، وهي جالية نشطة اقتصاديا، كيف ترون هذه الجالية؟

 

آدم بارو:

جاءني وفد من هذه الجالية – ومن تجارها خصوصا – وهنأني بالفوز في الانتخابات، وقد قلت لهم أنتم معروفون بأنكم شعب مسالم، ومحترم.

 

يمكنك هنا أن تتجول في كل محاكم غامبيا، ولن تجد أي موريتاني أمام المحاكم، إلا في حالات نادرة، وهذا يعني أن الموريتانيين في غامبيا يحترمون القانون.

 

أنا أشجع هذه الجالية، وأشد على ما تقوم به من مسالمة واحترام للقانون.