على مدار الساعة

لا ديموقراطية في ظل الفوضى!

14 يوليو, 2019 - 16:51
بقلم: سيد أمحمد أجيون

تصريح مقتضب لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز - بعيد اقتراعه يوم الثاني والعشرين من يونيو الماضي - حمل رسالة واضحة مفادها أن الأولوية هي الأمن، وأن التحول الديموقراطي الذي تشهده البلاد لن يحصل إلا في ظروف آمنة، كما أن التصريح ألمح لوجود معلومات استخباراتية مفادها أن جهات ما، تسعى لاستغلال انشغال الموريتانيين بعرسهم الديمقراطي لضرب وحدتهم وزرع الفرقة بين مكوناتهم المجتمعية.

 

الرئيس كذلك في أكثر من مناسبة أكد أن المؤسسة العسكرية، والأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها، كانت وما زالت الضامن الحقيقي للأمن، والراعي للمسار الديمقراطي بحمايتها لخيارات الموريتانيين، واحترامها للنظم الدستورية والقانونية التي تحدد آلية اختيار المواطنين لمن يسوسهم ويقودهم لنهضة شاملة.

 

الثقة التي تحدث عنها الرئيس في الجيش والأجهزة الامنية كانت أحداث ما بعد الانتخابات كفيلة بتأكيدها، حين حاولت جهات موريتانية بأياد أجنبية التعدي على الأمن من خلال استغلال فضاء الحرية الذي تعيشه البلاد، بتنظيم احتجاج في غير وقته وبغير أساليبه السلمية التي تحترم سكينة الناس وتحفظ أمنهم وأمن ممتلكاتهم، فكانت الأجهزة الامنية لها بالمرصاد، وأوقفت المشتبه فيهم أثناء قيامهم بالأعمال التخريبية في مدن عدة.

 

حرفية الأجهزة الاستخباراتية وتمكنها من اختراق مجموعة الشر، كشف الكثير من المعلومات عن المخطط، وآليات تنفيذه، وكشفت تحقيقات الأمن بعد ذلك عن العقول المدبرة والراعية لتنفيذه.

 

ما حدث بعد الانتخابات زاد من ثقتنا في رجالات الدولة الذين قادوا عملية تفكيك المخطط التخريبي بمهنية وعقلانية، رغم حساسية الظرف وتشابك وتعقد المخطط الذي تداخلت فيه قوى الشر الداخلية والخارجية.

 

التنسيق بين مختلف الأجهزة كان واضحا بدءاً برئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، ووزير الدفاع الوطني السيد يحي ولد حدمين، ووزير الداخلية أحمدو ولد عبد الله، وقائد الجيوش محمد الشيخ ولد محمد الأمين "ابرور"،  والمدير العام للأمن الوطني محمد ولد مكت، كل هؤلاء القادة تضافرت جهودهم  لتأمين البلاد بعد الانتخابات التي جسدت تحولا في الديمقراطية الموريتانية وتكريسا للتداول السلمي على السلطة كان من نتائجه انتخاب السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا لموريتانيا بأغلبية مطلقة في الشوط الأول بفارق كبير مع أقرب منافسيه.

 

اليوم، وبعد تجاوز تلك الأزمة علينا أن ندرك قيمة الأمن، وأن نحتفي بقادتنا الذين حققوا لنا الواقع الذي سعينا له زمنا طويلا، وأن نتفرغ للمستقبل الذي ننشده.