على مدار الساعة

ولد مولود: أعول على الضمير الوطني ومن يريد التغيير الحقيقي

14 يونيو, 2019 - 15:05
المرشح الرئاسي محمد ولد مولود خلال مشاركته في برنامج "حوار الأخبار"

الأخبار (نواكشوط) – قال المرشح الرئاسي محمد ولد مولود إنه يعول "على الضمير الوطني، والضمير الوطني أصبح حيا لدى الكثيرين، لأنهم جربوا كل الأنظمة، واكتووا بسياساتها الكارثية على الوطن والمواطن".

 

ورأى ولد مولود خلال مشاركته في برنامج "حوار الأخبار" أنه "أصبح هنالك وعي واسع في كل الأوساط الشعبية بضرورة التغيير".

 

وأردف في الحوار الذي نشرته صحيفة الأخبار إنفو: "أنا أراهن على الرغبة الجامحة في التغيير لدى الشعب الموريتاني، وخاصة لدى النساء والشباب، وكذلك لدى القوى المهمشة تقليديا، الفئات المهمشة والفئات المحرومة"، مستدركا بقوله: "مع أن لا توجد شريحة في المجتمع الموريتاني التي لم تتضرر من هذا النظام، وترغب في زواله بقوة".

 

وأضاف: "أنا أعول على من يدخلون وراء ستار التصويت ويحكمون ضمائرهم، هؤلاء هم من سيقولون الكلمة الفصل، وسيتساءلون أي من هؤلاء المرشحين يريد التغيير الحقيقي، والتغيير الصادق، التغيير الذي تتم به الوحدة الوطنية، والاستقرار، وتتغير أوضاع المواطنين، سيقول كل منهم "فلان". أنا أعول على المواطن".

 

وأشار ولد مولود إلى أنه يستقبل يوميا "فئات من الشباب ومن العمال وأهل الريف والمواطنين الوطنيين. من يخافون على أموالهم أو وظائفهم يرسلون لي بأنهم معي لكن لا يستطيعون إظهار ذلك".

 

وشدد ولد مولود على أنه "متفائل جدا"، لافتا إلى أن "الوسائل ليست بذلك القدر من التوفر، لكن ذلك يعوض"، قائلا: "أعرف أن هنالك تعاطفا واسعا معي من قبل الشعب، ويمكن أن توجد وسائل معه".

 

وتحدث ولد مولود في الحوار عن الظروف التي تجرى فيها الانتخابات، وعن مسار تفاوض المعارضة لاختيار مرشح موحد، وعن دوافعهم لرفض مقاطعة الانتخابات رغم تأكيدهم وجود مؤشرات كثيرة على التزوير.

 

وأدار الحوار الصحفي بوكالة الأخبار أبو بكر أحمدو الإمام، وشاركه في نقاش الضيف الزملاء المدير الناشر لصحيفة  "Le Rénovateur" الصادرة باللغة الفرنسيةالأستاذ الشيخ التيجاني جا، ومراسلة قناة العالم الزهراء حمود، ونائب نقيب الصحفيين الموريتانيين مولاي ولد ابحيدة.

 

وهذا نص الحوار:

الصحفي بوكالة الأخبار أبو بكر أحمدو الإمام:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

مرحبا بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة الجديدة من حوار الأخبار نستضيف لكم فيها الدكتور محمد ولد مولود.

هو رجل سياسة معروف، يترشح للرئاسة للمرة الثانية من ائتلاف سياسي معارض يضم حزب اتحاد قوى التقدم الذي يرأسه ومجموعة أحزاب أخرى من بينها حزب تكتل القوى الديمقراطية الذي يتزعمه الزعيم أحمد ولد داداه، وكذا حزب التناوب الديمقراطي "إيناد"، وعدة قوى سياسية أخرى.

مرحبا بكم ضيفنا الكريم.

نرحب أيضا بزملائنا الذين سيشاركوننا هذا الحوار، الأستاذة الزهراء حمود مراسلة قناة العالم، والأستاذ الشيخ التيجاني جا المدير الناشر لصحيفة "Le Rénovateur" الصادرة باللغة الفرنسية، والزميل مولاي ابحيدة من نقابة الصحافيين الموريتانيين.

نبدأ معكم ضيفنا الكريم، كيف تقدمون ملامح برنامجكم الانتخابي؟

المرشح الرئاسي محمد ولد مولود:

أشكركم على الاستضافة التي ستسمح لي أن أقدم للمشاهدين والمستمعين لمحة عن برنامجي، وعن بعض القضايا التي تهمهم وتهم الوطن، بالطبع أحييهم من خلال هذه الحلقة. ترشحي جاء كقرار من مجموعة سياسية معارضة، وأعني بها المعارضة الأصيلة كخط سياسي يعارض الأنظمة الاستبدادية العسكرية منذ قدوم هذه الأنظمة التي نتقارع معها منذ قرابة أربعين سنة، وخاصة بعد الديمقراطية "اتحاد قوى التقدم والتكتل". هؤلاء هم النواة الأساسية للمعارضة في البلد، لا نستطيع أن نغيب عن الساحة في اللحظة التي تتاح فيها فرصة حقيقية للتناوب الديمقراطي.

 

أما عن برنامجنا، فسأتكلم عن خطوطه العريضة، أما تفاصيله فستعرض أمام الناخبين عندما يحين الوقت.

 

هذا البرنامج يتمحور حول إجراءات مستعجلة لمساعدة المواطنين في مواجهة مشاكل حياتهم اليومية، فمنذ قدوم هذا النظام، وخاصة خلال العشرية الأخيرة، أدى لتدهور الظروف المعيشية والصحية والتعليمية والأمنية بشكل واضح للعيان لا يمكن الاختلاف عليه، وفعلا هناك الآن معاناة حقيقية للمواطنين فيما يخص قدرتهم الشرائية، وكنت قد قلت في إعلان ترشحي إنني سأتخذ إجراءات لمواجهة قضية الجفاف، لأن الجفاف ظاهرة مزمنة، ولا توجد خطة واضحة لمواجهته، ليست هناك خطة تستخدم عند الضرورة لمواجهته، وفي كل مرة يفاجئهم يبدأون الحركة ولا يعرفون كيف يتحركون!.

 

بالنسبة لي سأتبنى خطة وطنية لمواجهة الكوارث بشكل عام، وخاصة كارثة الجفاف كما هو حاصل في جميع الدول، وتعرف هذه الخطة بتنظيم الإغاثات، وهذا بالطبع إجراء أساسي، هذه الكوارث التي تحصل دمرت ثروتنا الحيوانية، وعرضت سكاننا للمجاعة وخاصة في الأرياف دون تدخل للدولة، وحتى أنتم في نواكشوط لا تعلمون بحقيقة ما يحصل، مثلا لا تعلمون أن الثروة الحيوانية ربما تكون نسبة نفوقها قد وصلت إلى 50% بالنسبة للأبقار والأغنام، وهذه ثروة هائلة تبددت، وذلك في وقت لم يقم النظام فيه بأي تدخل، أو نفذ تدخلا غير فعال.

 

وهذه الحقائق تجعلني أعتبر أن الأرقام التي تقدمها الحكومة حول نسبة الفقر لا تعبر عن شيء لأن الواقع يكذبها.

 

لقد انتشر الفقر حتى شمل بعض الشرائح التي كانت تعتبر شرائح وسطى، عندما تأخذ الموظفين والموظفين الصغار والموظفين في التعليم، وفي أجهزة الدولة، ستلاحظ أن رواتبهم لم تعد تمكنهم من امتلاك شبه معاش، وأصبح من يستطيع امتلاك ذلك هم فقط من فوق ذلك مرتبة، وهذا يعني أن هناك إجراءات من الضروري اتخاذها لتخفيض أسعار بعض المواد الأساسية، ولتخفيض عدد من الخدمات العمومية التي تثقل كاهل المواطنين، ولذلك أعتزم في بداية المأمورية زيادة رواتب الموظفين الصغار بنسبة تقارب 100%، لأن تدهور القدرة الشرائية لم يؤخذ بعين الاعتبار منذ زمن طويل بالنسبة لقاعدة الرواتب، والتي هي في الحقيقة قديمة جدا إذ تعود إلى الستينيات. كما أن المبالغ التي تسدد للمتقاعدين زهيدة جدا، وقد وضعوا في ظروف مزرية، ولم يعودوا في مستوى الفقر، بل أصبحوا في فقر مدقع، مثلا راتب الواحد منهم لا يتجاوز 16 ألف أوقية، وبالتالي حقيقة ظروفهم مزرية ولن أتكلم عن المعلمين والموظفين الآخرين، هذه إجراءات اجتماعية أساسية عندي كمرحلة أولى تبدأ بزيادة الرواتب، ومراجعة نظام معاشات التقاعد.

 

في برنامج مواجهة الكوارث لا بد أن تكون هنالك مساعدات للمواطنين في الأحياء الهشة والريف في الظروف الصعبة، وما تقوم به المنظمات غير الحكومية هو في الحقيقة واجب الدولة وعليها أن تقوم به، يجب أن تكون هناك مساعدات في الفترات الصعبة كالصيف.

 

المحور الثاني من البرنامج الانتخابي يتعلق بملف الوحدة الوطنية، هذا الملف وصل درجة من الحدة تستدعي إجراءات ضرورية لإنقاذه وللمحافظة على الوحدة الوطنية كي لا نقع في خطر حقيقي، وأعتقد أن من سلبيات هذا النظام مفاقمة التأزم حول بعض المشاكل التي كانت الناس متهيئة لحلها مثل قضية الإرث الإنساني، والتي كان حلها جاهزا في فترة الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، لأن الناس اتفقت عليه، لكن هذا النظام أفسد خارطة طريق حل تلك المشاكل، وبالتالي أصبحت المشكلة وكأنها لم تحل، رغم أنه قام بإجراءات من قبيل تسديد بعض التعويضات، وتشغيل بعض ذوي الضحايا، لكن بشكل غير منتظم وغير صادق.

 

بالنسبة لي، أرى أنه لا بد من إنشاء لجنة وطنية ذات مصداقية تطمئن لها جميع الأطراف، وتكون تلك اللجنة هي المباشرة للموضوع حتى تصفي الملف نهائيا بطريقة ترضي الجميع، وبشكل يؤدي إلى جعل المتضررين وذوي الضحايا والضحايا بأنفسهم يجدون حقوقهم، وفي نفس الوقت نحافظ على وحدتنا وتماسكنا.

 

هنالك في برنامجي الانتخابي جوانب اقتصادية وسياسية، تتعلق بالديمقراطية، وفصل السلطات، وهناك أيضا قضية المسلسل الديمقراطي الذي تجب مراجعته وهناك جوانب أخرى.

 

مراسلة قناة العالم الزهراء حمود: برأيكم، لماذا فشلت المعارضة على الاتفاق على مرشح موحد؟ وهل يمكن أن نقول إن ترشحكم جاء نتيجة لاعتباركم ترشيح الوزير الأول السابق سيدي محمد ولد بو بكر استمرارا لأنظمة عارضتموها سابقا، وليس حلا للظرفية الحالية التي يعيشها البلد وفق تعبيركم؟ أيضا في عرضكم لبرنامجكم أين هو الإعلام والصحة والتعليم والقضاء فيه؟ وهل أنتم مقتنعون بأن وضعهم يستدعي هو الآخر إجراءات استعجالية لعلاجه؟

المرشح الرئاسي محمد ولد مولود:

شكرا على هذه الأسئلة.

السؤال الأول المتعلق بالمرشح الموحد كنا في البداية نسعى لاختيار مرشح موحد، وهو ما لم نستطع التوصل إليه نتيجة لاختلاف الآراء، وهذا أمر طبيعي لأن البعض فضل اختيار مرشح من خارج المعارضة، والبعض الآخر فضل أن يكون من داخلها، وبالتالي كنا أ/ام وجهتي نظر لم تستطيعا الاتفاق، وفضلنا أن يأخذ كل منا قراره لوحده، لكن اتفقنا على موقف موحد في مسألتين:

- أن نقف في الشوط الأول لمكافحة التزوير.

- وفي الشوط الثاني على التضامن ضد مرشح النظام.

هذا ما اتفقنا عليه.

 

وفيما يتعلق بسؤال: لماذا ترشحنا؟

ترشحنا جاء لأن المعارضة يجب أن تترشح، لأن المرشحين الذين ترشحوا ليسوا من المعارضة، قبل ترشحي لم يترشح سوى محمد ولد الغزواني وسيدي محمد ولد بوبكر جاء كمرشح مستقل، وليس كمرشح من المعارضة، وأعتقد أنه في بيانه قال إنه مرشح مستقل، وهو ليس أصلا من المعارضة، فعلا ساندته أحزاب من المعارضة، لكن ساندوه كمرشح من خارج المعارضة، ولم يساندوه لأنه من المعارضة، وأصبحت المعارضة التي تناضل منذ ثلاثين سنة وكأنها غائبة عن المسرح، هذا هو السبب الذي أدى لتشاور بعض الأحزاب كحزبنا والتكتل وإيناد وبعض القوى الشبابية المعارضة، واتفقنا على أنه لا بد من ترشح شخص يمثل برنامج المعارضة الذي تناضل من أجله أصلا.

 

مراسلة قناة العالم الزهراء حمود: بما أنكم كنتم من أحزاب المعارضة، وناقشتم معها مسألة مرشح من داخل المعارضة، ومن خارجها، أعتقد أن هذا واضح للجميع، لكن ما نود أن تشرحوا نظركم حوله، هو من كان يريد مرشحا من خارج المعارضة؟ وما معنى أن تكون من المعارضة وترشح شخصا من خارجها؟

المرشح الرئاسي محمد ولد مولود:

أعتقد أن لهم مبرراتهم. أنا لست ناطقا باسمهم، استضيفوا شخصا منهم ليشرح لكم تلك المبررات، ما أستطيع أن أشرحه لكم هو مبرراتنا، فنحن نعتقد أن المعارضة يجب أن ترشح شخصا منها، بالطبع، فإن المرشح مستقل عن النظام، والذي يقارع مرشح النظام أقرب لنا من الجميع، وهو ما جعلنا مستعدين أن نتضامن معه في الشوط الثاني، وبالتأكيد أن الانتماء للمعارضة أولى بالنسبة لنا، وهو ما جعلنا نختلف معهم، ونقرر الترشح، وندافع عن رئيسنا، وعن برنامجنا، ونجرب حظنا.

 

الشيخ التيجاني جا المدير الناشر لصحيفة "Le Rénovateur": بالحديث عن الانتخابات، هل لديكم شعور بأن شروط الشفافية اللازمة متوفرة؟ إذا كان الجواب نعم فعلى ماذا تقوم هذه الشفافية؟ وإذا كان الجواب لا، فهل تستحق انتخابات لا شفافية فيها هذا العناء؟

المرشح الرئاسي محمد ولد مولود:

شكرا، ستسمح لي بأن أنهي كلامي لأنني أتكلم عن المعارضة، وقلت إنني مترشح عن المعارضة، وكان ذلك في فترة لم يترشح فيها بيرام، ولا كان حاميدو بابا، وهما من المعارضة، ويعتبران مرشحين قادمين من المعارضة.

 

جوابا على سؤالكم، لا توجد للأسف الشروط اللازمة للشفافية، لحد الآن، ولا توجد ظروف لتنظيم انتخابات، أكثر سوءا من الظروف الحالية.

 

فاللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات توجد 100% بأيدي الأحزاب الداعمة لمرشح السلطة، وصفقة بطاقات التصويت غامضة.

 

وقد عبرنا في أحايين كثيرة عن شكوكنا، وطالبنا بمراجعة السجل الانتخابي، من خلال رسالة رسمية مؤرخة بـ7 فبراير الماضي. وهكذا فإن اللجنة لها صلاحية مراجعة السجل الانتخابي، ومع ذلك، فإنها لم تراجعه.

 

وقد طالبنا كذلك بوقف إقصاء مواطنينا المقيمين في الخارج، وهذا لم يقم به كذلك، فقد تم الإبقاء على إقصائهم من خلال إقامة 6 مراكز اقتراع في كل العالم، وتم استبعاد السنغال القريبة، ومالي، والدول المغاربية المجاورة، وإسبانيا حيث يوجد الكثير من الموريتانيين.

 

إن هذا يعني أنهم لا يريدون للموريتانيين الموجودين بالخارج، والذين يقدر عددهم بأزيد من نصف مليون، أن يشاركوا في الانتخابات، لأن السلطة لا تتحكم فيهم، والرشوة لا تجدي معهم، فهم أحرار في التصويت، والسلطة لا تريد الأحرار في تصويتهم.

 

وعلى الجملة، فإن شروط الشفافية غير موجودة، ثم إن الموظفين الحاليين لدى اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات هم موظفون بوزارة الداخلية، وهم متعودون على تطبيق الأوامر، ويحتمل أن يتعرضوا لضغوط لا يستطيعون مقاومتها.

 

هناك نقطة أخرى: وهي أن من المهم التفكير في أننا نخوض معركة من أجل أن لا يفوت الشعب الموريتاني فرصة الانتقال، وإذا لم نقاطع هذه الانتخابات، فذلك لأن هناك فرصة لتحقيق تناوب على السلطة يجب أن لا نفوتها، وهذا ما يجعلنا نتحمل المخاطر، من أجل المشاركة في انتخابات لا ضمانات فيها.

 

إننا نعول كثيرا على روح المعركة التي يتحلى بها الشعب، من أجل أن لا يقبلوا بتحويل إرادتهم، والتحايل عليها والتلاعب بها.

 

ويبدو للأسف، أن ما يجري قد يخلق وضعا مقلقا جدا، من خلال مخاطر تنجم عن أزمة انتخابية، لأننا لا ندري على الإطلاق إلى أين ستسير الانتخابات.

 

نائب نقيب الصحفيين الموريتانيين مولاي ولد ابحيده: سيدي الرئيس كثيرون يعرفون أنكم شخصية ذات خبرة كبيرة، ولهما معرفة بعقليات الأنظمة السياسية في البلد، وذلك نظرا لمساركم الطويل في مقارعتها أو محاورتها على رأي البعض.

هل أنتم اليوم - بعد سابقة في الترشح لم توفقوا فيها - ترون أن الشعب أصبح مهئا للدفع بكم إلى الحكم، خاصة أنكم حسب المعلن تترشحون دون غطاء مالي ولا قبلي؟

المرشح الرئاسي محمد ولد مولود:

بالطبع، أنا مرشح يعول على الضمير الوطني، والضمير الوطني أصبح حيا لدى الكثيرين، لأنهم جربوا كل الأنظمة، واكتووا بسياساتها الكارثية على الوطن والمواطن، وأصبح هنالك وعي واسع في كل الأوساط الشعبية بضرورة التغيير. أنا أراهن على الرغبة الجامحة في التغيير لدى الشعب الموريتاني، وخاصة لدى النساء والشباب، وكذلك لدى القوى المهمشة تقليديا، الفئات المهمشة والفئات المحرومة، مع أن لا توجد شريحة في المجتمع الموريتاني التي لم تتضرر من هذا النظام، وترغب في زواله بقوة. أنا أعول على من يدخلون وراء ستار التصويت ويحكمون ضمائرهم، هؤلاء هم من سيقولون الكلمة الفصل، وسيتساءلون أي من هؤلاء المرشحين يريد التغيير الحقيقي، والتغيير الصادق، والتغيير الذي تتم به الوحدة الوطنية، والاستقرار، وتتغير أوضاع المواطنين، سيقول كل منهم "فلان". أنا أعول على المواطن ربما لم تواكبوا زيارة الناس لي، الكثيرون يزورنني، يوميا أستقبل فئات من الشباب ومن العمال وأهل الريف والمواطنين الوطنيين، ومن يخافون على أموالهم أو وظائفهم يرسلون لي بأنهم معي لكن لا يستطيعون إظهار ذلك. أنا متفائل جدا، صحيح أن الوسائل ليست بذلك القدر من التوفر، لكن ذلك يعوض، أعرف أن هنالك تعاطفا واسعا معي من قبل الشعب، ويمكن أن توجد وسائل معه.

 

الصحفي بوكالة الأخبار أبو بكر أحمدو الإمام: أشرتم قبل قليل إلى غياب الشفافية في العملية الانتخابية والتحضيرات الجارية لها، كما أضفتهم أن كل أعضاء اللجنة المستقلة للانتخابات يدعمون المرشح ولد الغزواني؟ ماذا عن الاتفاق أو الحوار بين المعارضة والسلطة حول عضوية أشخاص محسوبين على المعارضة في اللجنة أين وصل هذا الحوار؟

المرشح الرئاسي محمد ولد مولود:

اتفقنا على إضافة ثلاثة أشخاص من المعارضة، وأن تمنح لنا وظائف مركزية في لجنة الحكماء، وبعد الاتفاق يبدو أنهم ندموا عليه، وأصبحوا يحاولون أن يملوا علينا من نُعيِّن في تلك المناصب، ويقترحون تعيين أشخاص بعينهم، ويرفضون آخرين بقولهم إنهم لا يريدونهم. اتضح لنا أنهم لم يعودوا يرغبون في الاتفاق لأنه لا يجب أن تكون هنالك إملاءات لأحد الطرفين على الآخر، وهم يحاولون أن يملوا علينا من نعين، ونحن – بالمقابل - سنملي عليهم من يعينون!.

 

مراسلة قناة العالم الزهراء حمود: هل سموا لكم شخصا معينا كما تم تداوله، أم اشترطوا فقط اختيار سيدة ضمن حصتكم؟

المرشح الرئاسي محمد ولد مولود:

حصة النساء مغالطة، لأن من نعين نحن سيعزلون هم شبيهه، إذا ما عيننا امرأة فسيعزلون امرأة، هنالك 11 منصبا في لجنة الحكماء، وهم أعطونا ثلاثة منها، وسيعزلون ثلاثة، وإذا ما عيننا امرأة فسيعزلون هم امرأة، وبالتالي حصة النساء لن تزداد، ولن تنقص.

 

نحن لم نرد تعيين امرأة مخافة عزل إحداهن، لأننا نعلم أن هناك امرأة يريدون عزلها، ونحن لم نبرمج تعيين امرأة من أجل عزل أخرى، بل قررنا تعيين رجال كي يتم عزل بعض رجال اللجنة، وعندما نرسل لهم ثلاثة سيعزلون هم ثلاثة. هذا ما تفقنا عليه.

 

منذ البداية لم يقدموا لنا شروطا بشأن العينة التي يريدون، لكن بعد معرفتهم للمرشحين أصبحوا يقولون ذلك، وهذا مقصود من أجل منعنا من المشاركة في هذه العملية الانتخابية، وأود أن أقول أيضا إن ما تقوم به السلطة المنصرمة من تعيينات سجلت احتجاجي عليها ولم ينفع ذلك الاحتجاج، ما تقوم به السلطة الآن احتكار نندد به، وأود أن يندد به الشعب الموريتاني، ويحتج على بيع السلطات للقطع الأرضية.

 

نائب نقيب الصحفيين الموريتانيين مولاي ولد ابحيده: البعض يرى أن بعض مناصريكم من ائتلاف المعارضة غزوانيو الهوى مولوديو الإرادة؟

هل ترون أن الإرادة ستغلب وسيكون التصويت لمرشح المعارضة؟ وهنالك جدل أثير مؤخرا حول موقف الحزب من اليسار وأيضا موقف أيضا بدر الدين والداعمين له والحديث بأن هنالك أصواتا في الحزب ضد ترشحكم، بودي لو تحدثنا عن ذلك؟ وما موقفكم من صفقة القرن؟ وهل ستشاركون في مؤتمر البحرين في حالة انتخابكم؟

المرشح الرئاسي محمد ولد مولود:

لم أفهم السؤال الأول، لكن أؤكد لك أن من معي لم ألا حظ أنهم غزوانيو الهوى، من معي هم من المعارضة الحقيقية، ولا يفكرون في الذهاب لجهة أخرى، هذه قناعتهم، أن لم أعطيهم نقودا ولا أي شيء، وليس لديهم طمع بأننا سنحصل على الكرسي الرئاسي بسهولة، ربما تعني القضية التي تتحدث عنها أوساطا أخرى.

 

من هم معي مواقفهم ليس فيها تردد، فالتكتل، وإيناد، والحركات الشبابية لا تساوم على مواقفها، الشباب الآن بالمجمل لا يريد سوى معارضة حقيقية، وبرنامجها برنامج قطيعة حقيقية مع الأنظمة الاستبدادية، وهذه القوى هي القوى التي دعمتني فعلا، وهي القوى التي أعول عليها.

 

بالطبع، فالناخبون شيء آخر، والكل يبحث عنهم، وربما هنالك تردد لدى بعضهم.

 

أما فيما يعني سؤالك عن صفقة القرن، بالطبع أعتبر أن العالم العربي ضحية لمؤامرة كبيرة لتصفية القضية الفلسطينية، وأنا كرئيس لن أكون طرفا في عملية أو في صفقة هدفها تصفية القضية الفلسطينية، بل بالعكس ستظل موريتانيا دولة تدعم الشعب الفلسطيني في مقاومته، وفي صموده من أجل تحقيق أهدافه المشروعة، وعلى رأسها دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

 

فيما يعني سؤالك عن أزمة بالحزب، فأنا أقول إنه لا أساس لذلك من الصحة.

 

أما عن قضية بدر الدين، فإنه لا يجب عليكم أن تبحثوا عن موقف منه هو قائد في الحزب، هذا شيء تحاولون أنتم الصحافة خلقه، ليس لأنكم تودون أن يحصل، لكن لأن الصحافة لديها دائما شيء من سوء الظن ويبحثون عن أشياء غير موجودة. الحزب موحد من بدر الدين وحتى آخر مناضل على موقف الترشح ودعمه، وبالتالي ليست هنالك أي مشكلة داخليه.

 

وبخصوص قضية اليسار، فأنتم – أيضا - من تعتقدون هذه المسائل، أنتم هنا اليسار تقولونها للشيوعية والماركسية، ومن يحاول أن يتم تشويه سمعته يقال بأنه كافر أو ماسوني أو جهادي أو لص ويمكنكم لصق تلك العناوين متى أردتم عندما تحاولون زرع الشك لدى الناخبين. اليسار تقال لمناصري المظلومين، وليس لها مضمون إيديولوجي محدد، إذ إن الناصريين والبعثيين والحركات الشبابية الموجودة الآن يسارية، والصحافة المشرقية تطلق اليسار على الشيوعية فقط.

 

الصحفي بوكالة الأخبار أبو بكر أحمدو الإمام: شكرا للرئيس محمد ولد مولود على تلبية هذه الدعوة، وعلى حضوره للحلقة الثالثة من "حوار الأخبار" وشكرا للزملاء الصحفيين الذين حضروا معنا الحوار.