على مدار الساعة

للإصلاح كلمة لرسالة الإسلام واصفة ولغيرها كاشفة ناسفة

7 يناير, 2019 - 01:28
بقلم الأستاذ / محمدو بن البار

كلمة الإصلاح هذه المرة كان قلمها يعيش على أعصابه لبعده عن أدوات الكتابة والنشر - بعد أن سمع الجميع الإعلان عن الكارثة العامة التي سمتها هذه الحكومة التي نصبت نفسها على هذا الشعب وأصبحت عاجزة عن تسييره عن ما وجدته عليه من الأخوة والانسجام والخضوع لأوامر الاسلام في كل فرد من أفراده.

 

فأعلنت مع الأسف أنها سوف تقوم بمسيرة ضد ما تسميه هي بنشر الكراهية و العنصرية بين البيظان ولحراطين.

 

والله إنها الكارثة التي أظهرت شدة الضعف عن المسؤولية والارتباك عن تسوية أبسط حادثة تطرأ على بعض المجتمع وما زال شخوص أفراد القائمين بها والمجددين لها ما زالوا أمام الجميع لا يساندهم من هذا الجسم الواحد البيظان الطارئ في اللغة والعادات والتقاليد والتضامن فيما بينهم إلى آخره.

 

أيها الموريتانيون عليكم أن تفهموا جيدا أن البيظان ولحراطين ولمعلمين هذه ليست شرائح ولا تسمى شرائحا.

 

فهل سمعتم في العالم شعبا دينه واحد ولغته واحدة يقسم إلى شرائح نتيجة اللون فقط؟

 

فهذا الشعب عنده تسمية واحدة سماها الله بها وهي جعله شعوبا وقبائل التي ذكرها الله لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إلى آخر الآية.

 

فهل هذه المسيرة ستقتلع الأفراد بيضا وسودا ومعلمين من قبائلهم وتقول لهم أنتم بيظان لقبيلة وحراطينها عليكم أن تتفرقوا وتتركوا كل ما كان بينكم من التعاون الاجتماعي والتضامن القبلي والاتحاد عند إخراج النوائب وإعطاء الدية إلى آخره، فقضية هذا التمييز البغيض عند ما كنا قريبا من أول ادارة لموريتانيا بعد استقلالها وكان جميع أفراد الشعب الواحد مهذبين كبار العقول وكبار الهمم خرجت آنذاك مسميات ولكن مسميات لها معناها ووراءها رجال يحملون الكرامة ويحملون الطبيعة الخاصة لهذا الشعب الشنقيطي المسلم المسالم كله فسموا أنفسهم بـ"أخوك الحر"، فعلينا الآن أن ننظر بين هذه المسميات.

 

أولا أخوك جاء لفظ الأخوة الذي استعمله الإسلام بين الشعوب ومعه الحرية وليست معه حرطاني، وهذا الاسم يطالب بما هو واقع للعيان وهو إزالة الرق الواضح، وهذا المسمي ينبه فقط ان هذا الاسترقاق يرفضه الاسلام بهذا الشكل أي لعدم ارتباطه بالرق الذي أباحه الاسلام في يوم ما وأتبعه بكثير من الوصف والشخصنة والحدودية وانتهى في القرون الأولى للإسلام وبقي رق متمسك به لا أصل له في الإسلام، ولذا فإن أولئك الرجال عندما أصدر الرئيس محمد خونة بن هيدالة مرسومة بإلغاء الرق كان هذا هو غرض رجال أخوك الحر الذين ساندهم الكثير من زملائهم في الوعي والثقافة من اللون الآخر.

 

ويلاحظ أن مرسوم هيدالة بناه على فتوى من علماء موريتانيا معروف لونهم و معروف معرفتهم للشريعة.

 

وبما أن أولئك الرجال الذين كانوا وراء منظمة أخوك الحر انسجموا مع شعبهم وسط قبائلهم منعوتين بالأصابع وموقوف عند انسجامهم مع قبائلهم ومن هنا أسمى ما نتذكر من نشطائهم التابعين لثقافتهم مثل: مسعود بن بلخير واسغير بن مبارك ومحمد بن الحيمر تغمده الله برحمته.

 

ولكن مع الأسف في زمن الرئيس معاوية ووقعت كارثة الاحداث المأسوف عليها وانحلت عرى الدولة في كل الاتجاهات وخرج نوعان من طالبي الثأر ولكن بطريقة احترافية جسموها في مظالم وقعت من جميع البيظان علي جميع لحراطين، فجاء السيد بيرام الذي لا شك أنه لو قسمت نتيجة الثأر بحسب الأجداد لوصل إليه شيء من هذا الميراث، وكذلك كان من قدر الله أن بعضا من الكتاب ــ محسوبين علي الإسلام ولو بسنتيمات ــ إذا قسمت النتيجة سيصله نصيبه ولو بطريق ما وله من يضرب على وتيرته، وكل من هذين الطالبين للثأر أنصاره محدودين جدا.

 

ومن غريب ما قاما به هو تكوينهم لظالم ومظلوم من جميع البيظان وجميع لحراطين والجميع يعرف أن المولى جل جلاله لا يجمع بين شخصين في مظلمة إلا إذا اشتركا في تنفيذها فيعذب كل واحد منهما بمفرده.

 

ومن المعلوم كذلك أن جميع البيظان لا يمكن أن يقوموا جميعهم بظلم لحراطين كلهم، لأن البيظان لا يضمهم سلك واحد، فكل قبيلة تضيف نفسها إلى غير أصل الأخرى وكذلك لحراطين إذا كان ظلمهم من ناحية الاسترقاق فإن الرق لم يشمل ما يصل 5٪ من ما أطلق عليه فيما بعد أصحاب المظالم الجديدة لحراطين، فمثلا سكان ما بين كوركل وانجاكو وما في هذه المساحة من ما سماهم أصحاب الدعوى، الحراطين، من أين جاءهم الرق وهل يستطيع أهل دعوى الظلم أن يأتوا إليهم الآن ويقولون لهم أنتم مظلومون ويكيفوا لهم ظلمهم بالاسترقاق، فمن ظلمهم وهم غير أرقاء أًصلا، وكذلك جميع ساكنة الخط الحدودي بيننا ومالي من السكان هناك والذي يطلق عليهم هناك الخذريين وليس لحراطين ولم يسبق عليهم الاسترقاق فأين الظالم لهم وما هو الظلم الخاص الواقع عليهم.

 

فجميع هذه الساكنات المذكورة أعلاه سيفاجأون بهذه المسيرة الفضيحة الكاشفة عن شدة الضعف في تسيير الشعوب ومن ما يزيد هذه المسيرة الفاضحة استغرابا واستنكارا أن رئيس الدولة هو الذي سيقودها ليوضح أن البيظان شريحة وأن لحراطين شريحة ولمعلمين شريحة، إن هذه لهي الكارثة البغيضة والبعيدة عن الواقع. وإن أحسن اسم يطلق عليها هو مسيرة تبرير مواقف إيرا وقليل من تواصل لأن أصحاب خطاب الكراهية هو عدد قليل معروف داخل نواكشوط وعند الرئيس في القوة الناعمة التي تستطيع أن تقضي عليه في أقل من شهر ولا يفضح الرئيس نفسه أمام سكان موريتانيا في جميع الولايات الذين لا يعرفون خطاب الكراهية ولا خطاب العنصرية بين الشعب الواحد.

 

إن صاحب التفكير في هذه المسيرة يود من ورائها أن تشيع هذه الفاحشة في جميع أفراد هذا الشعب وفي جميع ولاياته.

 

فهذه المسيرة أقرب منها إلى الواقعية أن يعين الرئيس لجنة تستقبل مظالم دعوى الكراهية والعنصرية، والفقه يقول من ادعى فليدع بمحدد معلوم، وعندما تحدد الدعوى فلا شك أن كثيرا من البيظان سيخرجون لا دعوى ضدهم بمعنى أن كل مظلمة يمكن أن يعاقب الاسلام عليها صاحبها فلتحدد هي ويحدد كيفها وكمها ومن عليه أن يتحملها ومن المستفيد منها.

 

وعلى هذه اللجنة أن تستعين بأولئك الذين يقفون وراء أصحاب هذه المظالم ليستخرجوا لهم أصولها من نصوص الاسلام ولكن من غير لي أو إعراض بل بوضوح كما قال تعالى {يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين} إلى قوله تعالى {وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا}.

 

وباختصار السيد الرئيس لو كان الشعب يمكن لكل من أراد منه أن يخاطبكم على المصلحة العامة فإن 90٪ من الموريتانيين سيقول لكم ان هذه المسيرة تسير على الخطأ السيء الفاضح فأنتم عندكم كما ذكرت سابقا من القوة الناعمة التي يمكنها التوجيه لأقلية قليلة بالانسجام في المجتمع، فخطاب الكراهية والعنصرية جريمة واللصوصية جريمة والذي يشترك فيها كل ليلة جميع ألوان هذا الشعب فهل كل جريمة طرأت سوف لا تعالج إلا بالمسيرات التي يظهر فيها لأول مرة أن الناطقين بالحسانية أصبحوا بين عشية وضحاها ومن غير علم غالبيتهم شريحتين أو عدة شرائح، اللهم إن هذا هو الهزال القاتل لنوع حكم الشعوب، ولا شك أن كثيرا من القبائل بأبيضها وأسودها تقدم أمامكم حق الفيتو في هذه المسيرة الذاهبة عن وقتها وموضوعها إلى المجهول.

 

{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}.