على مدار الساعة

نص الخطاب رئيس موريتانيا في افتتاح مؤتمر المانحين بنواكشوط

6 ديسمبر, 2018 - 11:43
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال خطابه في افتتاح مؤتمر المانحين بنواكشوط (وما)

صاحب الفخامة السيد محمادو ايسوفو رئيس جمهورية النيجر،الرئيس الدوري لمجموعة الخمس في الساحل،

أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات

أيتها السيدات والسادة ممثلو الدول شركاء مجموعة الخمس بالساحل

أيها السيدات والسادة الوزراء

السيد الأمين الدائم لمجموعة الخمس بالساحل

أيها السيدات والسادة ممثلو القطاع الخاص

أيها المدعوون الكرام

أيها السيدات والسادة

أود في البداية أن أعرب عن سعادتنا باستقبالكم اليوم في موريتانيا، معبرين لكم عن خالص ترحيبنا وشاكرين لكم تجشمكم عناء السفر للمشاركة في مؤتمر تنسيق الشركاء والمانحين لتمويل مشروع الاستثمارات ذات الأولوية لمجموعة الخمس في الساحل.

 

كما أود أن أعبر لأشقائي أصحاب الفخامة السادة رؤساء الدول الأعضاء في مجموعة الخمس في الساحل عن خالص الشكر والامتنان لتشريفنا بتنظيم هذا المؤتمر في نواكشوط، كما أحيي الحضور المكثف بين ظهرانينا اليوم لشركائنا ومانحينا، مما يبرهن على العناية التي يولونها لمنظمتنا.

 

أصحاب الفخامة

أيها السيدات، أيها السادة

إن منظمة مجموعة الخمس في الساحل التي أنشئت سنة 2014 في نواكشوط استطاعت أن تحقق بسرعة نجاحات مشهودة بفضل قوة التزامكم، أصحاب الفخامة، السادة رؤساء الدول وبقوة إرادتكم، حيث استطعنا أن نضع آلية فاعلة لتنسيق جهودنا لمواجهة التحديات الأمنية والتنموية التي تواجهها منطقة الساحل.

 

فلنا، إذا أن نهنئ القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل التي بدأت عملها واستكملت هياكلها،  كما نبدي ارتياحنا لبدء كلية الدفاع عملها، في الوقت الذي تحسن فيه التنسيق بين قيادات جيوشنا بصورة ملموسة وزادت قدراتنا على التوقع والتدخل بفاعلية لمنع أي تهديد إرهابي.

 

كل هذا تم بفضل التعاون والتآزر وبفضل دعم شركائنا الفنيين والماليين وجهودهم الكبيرة في مناصرتنا وتعبئة التمويلات مثل ما حدث خلال المؤتمرات والندوات التي عقدت لهذا الغرض.

 

إلا أنه يظل من المهم العمل على استدامة وتعزيز هذه المكتسبات أكثر فأكثر، من أجل بلوغ الأهداف التي رسمتها مجموعة الخمس في الساحل في المجال الأمني من جهة واندماج القوة المشتركة في المنظومة الأممية، لضمان مشروعية أنشطتها بصورة كاملة وتحسين مستوى تعبئة التمويلات لصالح هذه القوة لتعزيز فاعليتها على الأرض من جهة ثانية.

 

أصحاب الفخامة

أيها السيدات، أيها السادة

إن الفقر والبطالة والأمية والشعور بالغبن وغياب نظرة مستقبلية والتساهل اتجاه الاتجار بالمخدرات وعجز الدول عن الاضطلاع بمسؤولياتها وفر الظروف الأمثل لانعدام الأمن في منطقتنا وسهل دخول الإرهابيين والمتطرفين ومكنهم من استطلاع وإيجاد أهداف محتملة لتلقي وقبول خطابهم الإيديولوجي المنحرف.

 

وعليه فإن المقاربة الأمنية وحدها ليست كافية لمواجهة التطرف بصورة نهائية، صحيح أنه بالوسائل الأمنية المحضة يمكن - في أفضل الأحوال الحد بصورة ملموسة بل إبطال قدرات المجموعات المتطرفة لبعض الوقت- إلا أنه للقضاء نهائيا على العنف والتطرف علينا بالموازاة مع العمل الأمني الامتناع عن دفع الفدية لتحرير المخطوفين، وهذا ما لم يحصل في كثير من الأحيان.

 

كما أن علينا أن نبذل جهودا أوسع لتعميم النفاذ لتهذيب ذي نوعية وخلق المزيد من فرص العمل وإقامة دولة القانون وضمان حياة كريمة للسكان وتحسين الحكامة الرشيدة وتطوير التنمية الشاملة والمستديمة.

 

إن الحرب على العنف والإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار غير المشروع لا يمكن كسبها إلا عن طريق تحقيق الأمن والتنمية بصورة متزامنة.

 

أصحاب الفخامة

أيها السيدات والسادة

من أجل محاربة التطرف والاتجار غير المشروع بمختلف أنواعه الغريب على منطقتنا وعلى ثقافتها وتاريخها، سارعت مجموعة الخمس في الساحل إلى وضع برنامج للاستثمار ذي الأولوية خصص في أغلبه للتنمية.

 

وهذا البرنامج الذي يغطي إضافة للجانب الأمني والدفاع والبنى التحتية والحكم الرشيد والتنمية تم تحيينه في شكل خطة ثلاثية ذات أولوية تتسم بالواقعية والانسجام تغطي الفترة مابين 2019 – 2021.

 

وهذه الأنشطة تم اختيارها من بين المناطق الحدودية لبلداننا من جهة وقابلية إنجازها وأثرها الايجابي على الأمن والنمو وتوسع الأسواق وخلق فرص للعمل وصمود السكان وتحسين الحكم الرشيد من جهة أخرى. فأهمية هذا البرنامج إذا، تعكس بجلاء حجم رهانات هذا المؤتمر الذي أتمنى له كل النجاح.

 

وأنا على يقين من أن شركاء ومانحي مجموعة الخمس في الساحل سيسهمون بفاعلية في تعبئة التمويلات اللازمة لإنجاز هذا البرنامج.