على مدار الساعة

للإصلاح كملة: تحاول أن تلملم أفكار الموريتانيين الموضوعة فوق السطح الآن

29 سبتمبر, 2018 - 16:16
بقلم الأستاذ / محمدو بن البار

كلمة الإصلاح ترجو من الله أن يحفظها دائما عل السير عل الصراط المستقيم صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور.

 

فالسير على الصراط المستقيم بالنسبة للمؤمن هو السير على الخطوط العريضة التي جاء بها القرآن وأمر المسلم بطلب الهداية إلى السير عليها وبين ذلك كله رسول الله صل الله عليه وسلم تبيينا واضحا لا لبس فيه في خطه للخط الكبير المستقيم فأشار إليه قائلا ما أنا عليه وأصحابي... إلخ ..الحديث.

 

وأن أكبر إشارة لمقطع من هذا الخط هو قوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبع الهوى أن تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بها تعملون خبيرا}.

 

وقوله تعالى ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إلخ وقوله وإن تلووا أو تعرضوا، أتبع ذلك بقول تعالى: فإن الله كان بما تعملون خبيرا: كل هذه الكلمات على كاتبها أن يجعل تحتها خطا لأنها داخلة في قوله تعالى: {وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم}.

 

زيادة على السير على هذا الصراط المستقيم هنالك آية تقول: {يأيها الذين آمنوا اتقو الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد} وكل ما بين الغد وكل إنسان هو 24 ساعة ومن هنا أحمد الله أني أكتب وصف هذه الطريق للموريتانيين المسلمين – وكلهم مسلمون - بمعنى أن على كل قارئ له أن يمعن فيه النظر جيدا ويقابله مع ما يعرف من نصوص الطريق المستقيم في الإسلام فإن وافقتها فذلك ظني وإن خالفتها فأشهد الجميع أني أتوب إلى الله من كتابته وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

 

فالرسول صلى الله عليه وسلم قال في هذا الصدد عندما أراد أن يوضح الشهادة لوجه الله لأحد صحابته أنظر إلى هذه الشمس في وضح النهار أتراها؟ فقال له نعم فقال له لمثل هذا فاشهد أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبناء على هذه الحقائق وهي طلب الإسلام من جميع معتنقيه الثبات على الطريق المستقيم قولا وفعلا كما وضح النبي صلى الله عليه وسلم بتمثيله برؤية الشمس وضح النهار وقرب مؤاخذة المسلم بما يقول ويفعل وربما لا يحجزه عن هذه المؤاخذة إلا 24 ساعة ولأجل ما يفهم من ذلك كله فإني سوف أكتب عن هذه الأحداث الأخيرة في موريتانيا حسب ما أسمع وأفهم بما في ذلك فحوى بعض كتابات بعض الكتاب الموريتانيين وتدويناتهم، وأعود لأقول إن اعتقادي فيهم أنهم مسلمون ولا أخاطب إلا ذلك الإسلام الثابت في فطرتهم.

 

وأبدأ هذه الأحداث بقضية الانتخابات لأقول أن مبدأ الانتخابات هو مقنن في قانونها وهو أن لكل حزب مأذون له في ممارسة السياسة أن يقدم ملفا لمرشحيه سواء في البلديات أو النيابيات أو الجهويات ولا حدّ لأي أحد ولا حرج عليه فيما يعطيه الناخبون من أصواتهم وله 15 يوما يقوم بما يستطيع من الدعاية لمرشح حزبه شرط أن لا يخالف الشريعة الإسلامية ولا القوانين المعمول بها.

 

وعندما انتهى الشوط الأول وحصل حزب تواصل على ما حصل عليه من النتائج فكانت الطريق السليم فيه أنه إذا كان حصل عليها بالتزوير أو أي خيانة أن يحقق في ذلك كما هي المسطرة المتبعة في هذا الفعل المشين في الاسلام وفي الديمقراطية.

 

ولكن مع الأسف بدل أن يقوم الصحفيون المتابعون للأحداث بالإطلاع على مجريات الانتخابات وكيف وقعت ولماذا حصل حزب تواصل على هذه النتيجة في الشوط الأول بدل ذلك كله بدؤوا يبحثون عن أصول تواصل ويعيدون مكاسبه إلى أسباب هي للخرافة أقرب منها للواقع، فيقولون إن تواصل فرع من الإخوان المسلمين وبعضهم يصف الإخوان المسلمين بأنهم منظمة عالمية ويعيرونها بهذه العالمية وأنها تتلقى الأموال من الخارج وأنها وأنها إلخ.

 

ومعلوم أن تواصل تقال لأفراد بدؤوا أشخاصا معدودين طلبوا ترخيصا لهم بإنشاء حزب داخل الوطن وأعطي هذا الإذن طبقا للقوانين المعمول بها في هذا الصدد وبدؤوا يزاولون نشاطهم على هذا الأساس مثل الأحزاب الأخرى: الحزب الحاكم وحزب الفضيلة وأحزاب المعارضة إلخ.

 

وكانت الكارثة الكبرى هي التي فجرها السيد الرئيس مرتين وكانتا مخالفتين للشرع وللقانون أولهما حملته في نهاية الحملة بنفسه وقوله في مهرجاناته مخاطبا الشعب أن لا يترك تواصل يدخل البرلمان وهذا مخالف للقانون لأن دخول البرلمان هو الذي أذن لهم فيه ابتداء في مرسومه أن يتقدموا للانتخابات ولم يحدد لهم نسبة من الأصوات لا يتجاوزونها ولم يذكر في انتقادهم أي شيء من المخالفة قاموا به هنا في الوطن يعرفها المواطنون أو استدعوا بسببها للمحاكم بل جميع انتقادهم هو فعلهم في الخارج أو علاقاتهم في الخارج والمواطنون لا يستطيعون أن يصدقوا إلا ما وقع أمامهم داخل الوطن وهذا الانتقاد الأخير مخالف للشرع لأنه قيل بصفة الظن لأن القائل لم يذكر أي حادثة واحدة غير وطنية قام بها الحزب ليبني عليها جميع المظنون والله تبارك وتعالى قال: {يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم} ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث أو كما قال صلى الله عليه وسلم، هذا من جهة ما قام به الرئيس نفسه في الأحاديث أثناء الانتخابات وبعد انتهائها حتى وصل ذلك إلى إغلاق مركز تكوين العلماء الذي سوف أعود إليه بكلمات كما أراني الله.

 

والآن أتوجه إلى كتاب المواقع لأنبههم على رميهم لعقولهم وفكرهم وثقافتهم ساعة إرادتهم مسايرة الدولة في انتقاد حزب تواصل أولا يضيفونه للإخوان المسلمين ولا يبدؤون في ذلك بانتقاد معلوم أخلاقيا كالغدر والاغتيال والكذب والعمالة للغير أو التجسس على المسلمين حتى يكون إضافة تواصل للإخوان المسلمين نقدا في ذاتها ويكون المواطنون القارئون لهذه الإضافة عندهم علم بأن الإخوان المسلمين يقومون بأعمال همجية في المجتمع مثل قتل الأبرياء والنساء والأطفال والشيوخ كما تفعل الحركات التي تدعي أنها تقوم بهذا باسم الإسلام ودفاعا عنه مثل داعش والقاعدة وفروعهما والحشد الشعبي في العراق وكل الحركات التي لا تقوم بأي دفاع إلا بالقتل سواء قتل المسلمين المخالفين لهم أو قتل غير المسلمين الأبرياء الآمنين.

 

والمضحك والمخجل في نفس الوقت أن ينعت بعض الكتاب الإخوان المسلمين بأنها منظمة عالمية وينتقدهم بهذه العالمية فإذا كانوا غير عالميين بدعوتهم فهم غير مسلمين فالله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا}، ويقول له أيضا {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}، ويقول: {وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} وفي آية أخرى آخرها: {وأنا ربكم فاعبدون}.

 

فأين النقد في العالمية وأين الدليل في هذا الارتباط غير ارتباط المسلم بالمسلم الواجب عليهم فوق هذه المعمورة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند حفر الخندق ساعة الضربات لتكسير الحجر إن حكم أمته سيصل إلى ما زواه الله له من الأرض وهو جميع زوايا المعمورة وأقرب من ذلك للسخرية القاتلة قول بعض الكتاب أنه لا يمكن لحزب أن يحتكر الإسلام لنفسه دون المسلمين الآخرين فيا أيها الموريتانيين من فصالة إلى كرمسين ويا سكان شنقيط بجغرافيتها الأولى ويا أيها الملائكة الذين تكتبون كل لفظ أو عمل على كل إنسان ويأيها الجن الذين تروننا ولا نراكم الجميع أنا أناشدكم بالله هل سمعتهم أحدا من تواصل يحتكر الدين لنفسه أو لحزبه أو لدولته؟ ما معنى احتكار البعض للإسلام دون غيره والمفروض أن أي دعوة تنفذ قول الله تعالى {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف} إلخ وقوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف} إلخ فالمفروض أن هذه الدعوة موجهة لجميع المسلمين فإذا كان الدين محتكرا فلا مكان للدخول فيه بمعنى أن هذه الكلمة وما قبلها من الانتقاد من العلاقة مع حركة أخرى للإسلام لا تحيد عنه نصا وروحا ولو سقط أكثر من نصفها ابتغاء مرضات الله وامتثالا لقوله {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات - إلى قوله - إنا لله وإنا إليه راجعون} فأين الانتقاد في هذا النوع من الإسلام فليعلم الكتاب الموريتانيون أن الله أنزل لباس التقوى كما أنزل اللباس الذي يستر العورات يقول تعالى {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى} فلباس التقوى هو العمل الصالح فكما أنزل الثياب ومنها البذلة الفاخرة وربطة العنق ساعة العمل ولباس "أزبي" ساعة الراحة فقد أنزل الصدق لعورة الكذب في اللسان وأباح الطيبات من الرزق لباس عورة البطن عن أكل الحرام.

 

والذي يظهر من حزب تواصل أنهم جزء من هذا الشعب المسلم كله، أبيح لهم مثله إنشاء حزب ففعلوا ذلك وطبقوا قوانينه وهي التبادل السلمي على السلطة ومن زارهم في مكاتبهم فلا يرى إلا وجوها مقبولة عند الناظر خلقا وخلقا ونرجو أن تكون كذلك في الآخرة.

 

أما إذا كان بعضهم يعلم التعامل مع الهيئات الخيرية خارج الحزب لينفع بذلك جميع الموريتانيين داخل حدودها سواء كان ذلك بتعليم أو سقاية أو إنارة كما تفعل الدولة بمالها الخاص فإذا كان هذا الفعل من نفع المسلمين منقصة فلتبين بالتي هي أحسن هذه الجريمة مع أن كثيرا من دول العالم الغنية تخصص الكثير من أموالها العمومية والخصوصية لهذا الغرض عن طيب نفس فلماذا يحرم منه الشعب الموريتاني؟.

 

أما قضية غلق مركز تكوين العلماء فإذا كان غلقه بسبب أنه يخرج المتطرفين فلم نسمع أي متطرف خريج من هذا المركز طيلة السنين السابقة من تاريخ إنشائه وإن كان إغلاقه بسبب ادعاءات مغلوطة كما يكتب بعض الكتاب فأكثر من ذلك قوله تعالى: {أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون}.