على مدار الساعة

هرولة المتهافتين إلى كيفة..

16 أغسطس, 2018 - 11:05
مصطفى يحي بابه

ما إن شاع خبر زيارة الرئيس عزيز إلى كيفة حتى احتشدت الجموع.. وتجمهر الطماع وطال الهمس و التشاور، وسرى الحماس في النفوس الهزيلة، وأطلق الجميع الريح لسيقانه.. وصل المعارض قبل الموالي إلى عاصمة الولاية، واستقبلوا الزعيم هناك... تماما كما انتسبوا لحزبه..

 

أعرف أن مجرد الحضور لهذا الماراتون الاحتفالي لا يعني الدعم الحقيقي.. ولن تخسر القضية بحضور شكلي لن تجسده قطعا صناديق الاقتراع.. كما لم تنته الأحزاب الأخرى و لم يذبل صوت المعارضة حينما انتسب جميع المواطنين للحزب الحاكم.. فهاهي أحزاب المعارضة وأحزاب معارضة المعارضة تعج بالترشيحات الجدية.. وتزدحم بالمؤيدين رغم انتساب المليون ناخب إلى حزب الاتحاد.. لكنها خطوة غامضة من البعض لا أستسيغ فهمها.

 

لقد عاش المهرولون إلى كيفه تحت عباءة هذا النظام أزيد من عقد من الزمن.. لم يهتم العزيز خلالها بمشاكلهم ولم ينظر إلى فقرهم وعوزهم بعين الرحمة والمسؤولية.. ولا إلى جدارتهم بعين العدل والإنصاف..

 

لقد كانت مقاطعة باركيول من أوائل الداعمين له.. فلم يشفع لها سبقها ولا مجالدة أبنائها ومنتخبيها عن مشروعه.. ولا صدقهم وشجاعتهم في الدعم والموالاة.. انقشع ليل نظامه عن حصاد هزيل.. كان مجرد ذر للرماد في العيون.. إذ لم يتخط الحصول على طريق لأزيد من مائة ألف مواطن ومصباح وشربة ماء.. وتعيينات بسيطة لأطر أمناء وأكفاء لم يتعدوا أصابع اليد.. لم يمض كبير وقت حتى توقفت المشاريع التي قد وعد بها النظام (توسعة الكهرباء الماء - طريق السواطة باركيول - إنجاز وترميم السدود - ربط البلديات الريفية الثمانية بعاصمة المقاطعة... الخ)، وجف الحديث عن هذه المشاريع التنموية التي كان الشروع قد تم في إنجاز بعضها.. وتنكرت القطاعات الفنية لما قطعت من خطوات في طريقها،  وارتفع سيف الغدر على رقاب أطر المقاطعة المعينين حتى أرداهم جميعا متتالين بالعزل والتجريد في تصفية مكشوفة لم تفت ولم تنطل على أحد.

 

لا أفهم تهافت البعض وانحناءه الغامض اليوم أمام عتبات نظام أوشك على الأفول والرحيل ... لم يعط خلال قوته وعنفوانه... وأشعلت حرائقه ما زرع من بذر ووفر من ظلال.. واجتثت واقتلعت ما أجرت من جداول واستنبتت من كروم..

 

قبعتي لكل حر شريف انحاز لضميره وإملاء شعوره.. لم يستنفر نفسه.. ولم يحملها عناء رحلة لا طعم لها ولا شذى.. ولا درهم فيها للمعاش ولا حسنة للمعاد.