على مدار الساعة

مَوْسِمُ "أَكْلِ أَدْمِغَةِ النًاخِبِين بالبَاطِلِ"

10 أغسطس, 2018 - 22:31
المختار ولد داهي ـ سفير سابق

أظهرت الأرقام النهائية لأعداد المترشحين والمترشحات "لصناديق الاقتراع الخمسة" (البلدية، البرلمانية، الجهاتية، البرلمانية الوطنية، البرلمانية الوطنية للنساء) التضخم العددي الكبير للمتنافسين بهذه الاستحقاقات، ولا يُستبعد أن يؤدي هذا التنافس الكبير ببعض المترشحين إلى استخدام بعض آليات المنافسة الانتخابية غير النظيفة "كتقنيات أكل أدمغة الناخبين بالباطل".

 

ويمكن تعريف أكل أدمغة الناخبين بالباطل بأن : "كل قول أو عمل قبل أو أثناء "الحملات الانتخابية" يمكن تصنيفه - كليا أو جزئيا - ضمن دوائر استقطاب الناخبين عبر الالتزام للعموم أو للجماعات أو للأفراد بتعهدات انتخابية سَرَابِيًةٍ مغرية مستحيلة الإنجاز أو التهييج الأعمى للنعرات العرقية والشرائحية والقبلية والمناطقية لأغراض انتخابوية أو الاستخدام الوقح للمال من أجل تغيير القناعات الانتخابية للأفراد أو المجموعات...".

 

والمتأمل لمحاولة التعريف أعلاه واجد بأن أغلب المتداول من الدعايات الانتخابية بالمشهد السياسي والإعلامي قبيل "الاستحقاقات الثلاثة" المقرر تنظيمها فاتح سبتمبر 2018 وخصوصا الحديث المتواتر عن التعويل الكلي لبعض المترشحين للنيابيات الوطنية والنيابيات الجهوية بنواكشوط على المال من أجل شراء القاسم الانتخابي الضامن لولوج البرلمان لا يمكن تصنيفه في غير خانة "منكر أكل أدمغة الناخبين بالباطل".

 

كما أنه مصنف قطعا ضمن "أكل أدمغة الناخبين بالباطل" ما هو متوقع من "التسخين لأغراض انتخابوية" للخطاب العرقي والشرائحي والمناطقي والقبلي خلال الاستحقاقات الانتخابية الثلاثة التي أظلتنا "أشراط وعلامات ساعتها"؛ ولا يستبعد بعض حذاق المحللين أن يصل ذلك التسخين حَدً "شبه الاصطفاف الانتخابي العرقي أو الشرائحي أو المناطقي أو القبلي" المعبر عنه من خلال حجم "النواب العرقيين" و"النواب الشرائحيين" و"النواب المناطقيين" و"النواب القبليين" الذين قد ينتخبون ضمن البرلمان القادم.

 

وإذا تمهد الخطر المحدق لظاهرة "أكل أدمغة الناخبين بالباطل" بالعملية الانتخابية فإن جهود جميع شركاء وخلطاء العملية الانتخابية (اللجنة المستقلة للانتخابات، الأحزاب السياسية، الحكومة، منظمات المجتمع المدني، تجمعات ونقابات وسائل الإعلام، الشركاء الدوليون أو الإقليميون..) يجب أن تتحالف من أجل التخفيف من  تلك الظاهرة والعمل على تحقيق الممكن من تأمين "طهارة" الانتخابات القابلة ولعل المقترحات التالية تمثل إضاءة على طريق التفكير العاجل حول هذا الموضوع:

 

أولا: اتخاذُ الإجراءات المناسبة من أجل إلزام الأحزاب السياسية بإيداع و"تأشرة" نسخ من البرامج الانتخابية المكتوبة والشعارات والأناشيد والأغاني الدعائية لدى اللجنة المستقلة للانتخابات أو لدى مرصد وطني للانتخابات يستحدث غالبا إبان المواسم الانتخابية؛

 

ثانيا: صياغة وتوقيع ميثاق شرف من طرف كافة المؤسسات الإعلامية والمؤسسات الإعلامية المستقلة خصوصا يُغَلِظُ القيود على نشر وبث كل ما من شأنه تهييج النعرات العرقية، الشرائحية، المناطقية، القبلية لأغراض انتخابوية وكذا تشجيع مشاهير المدونين على توقيع ميثاق شرف مماثل؛

 

ثالثا: تشجيع إنشاء "منصات يَقَظَةٍ أخلاقية" مكونة من شخصيات مرجعية مشهود لها بالتحري والتثبت والأمانة تسعى إلى التشهير بكافة "تقنيات أكل أدمغة الناخبين بالباطل" وخصوصا منها "الاستخدام المفرط الوقح" للمال في شراء قناعات الناخبين؛

 

رابعا: تعاقد اللجنة المستقلة للانتخابات مع منظمة من منظمات المجتمع المدني بهدف إعداد وسائط إشهارية مقروءة ومرئية ومسموعة واسعة الانتشار، سهلة المفهومية وسائغة المقبولية من طرف عامة الناخبين تسعى إلى تحصين المقترعين ضد كافة آليات "أكل أدمغتهم" بالباطل؛

 

خامسا: اقتراح بث وَصَلاَتٍ إشهارية قصيرة خلال الحصص الدعائية المجانية والمدفوعة الثمن بالقنوات التلفزية والإذاعا ت العمومية والخصوصية تندد بكافة آليات أكل أدمغة الناخبين بالباطل وذلك من أجل ترفيع الوعي الانتخابي وضمان أكبر مستوى ممكن من نظافة "صناديق الاقتراعات الخمسة" المقبلة.