على مدار الساعة

الأخبار إنفو: المحروقات توفر 55% من ميزانية الحكومة

30 مارس, 2016 - 13:14

الأخبار (انواكشوط) – كشفت وثائق ومعطيات حصلت عليها صحيفة "الأخبار إنفو" من بينها المقرر المشترك بين عدة وزراء في الحكومة والمحدد لأسعار المحروقات أن الحكومة الموريتانية توفر أكثر من نصف ميزانيتها الحالية من خلال فارق سعر المحروقات في ظل تهاوي أسعارها عالميا،

حيث وصل هذا المبلغ إلى أكثر من 233 مليار أوقية، وذلك من خلال الجمركة، والضرائب المتعددة المفروضة على هذا المادة الحيوية، وكذا الفارق بين سعر شرائه من الأسواق العالمية، وسعر بيعه في موريتانيا.

 

ويشكل هذا المبلغ (233.097.200.000) نسبة 55% من ميزانية الحكومة التي أعلنت عنها للعام 2016، والتي بلغت 422.093.695.000.

 

وتحولت الحكومة الموريتانية من داعم للمحروقات في العام 2009، إلى رابح لأكثر من 230 مليار أوقية منه العام الحالي، حيث كانت في العام 2009 تدعمه بحوالي 100 أوقية من سعر كل لتر، قبل أن يتناقص هذا المبلغ، حيث وصل 47 أوقية 2011، وهو ما أعلنه الرئيس الموريتاني خلال البرنامج الذي كان يقيمه سنويا، والمعروف بـ"لقاء الشعب"، وذلك خلال النسخة المنظمة في قصر المؤتمرات بانواكشوط.

 

وعرفت السنوات الأخيرة زيادات متلاحقة لأسعار المحروقات، بهدف تقليص هامش الدعم الرسمي للمحروقات، قبل أن يتحول الأمر مع تهاوي أسعار المحروقات إلى كسب مالي، يبلغ الآن 233 مليار أوقية، وهو رقم يشكل نسبة 55% من ميزانية العام 2016.

 

236 أوقية من كل لتر

وتربح الحكومة بفارق السعر الحالي 236 أوقية من كل لتر من الكمية التي تستوردها موريتانيا سنويا، والتي تبلغ 850 ألف طن متري من مجمل مكونات المحروقات (يتراوح الطن المتري ما بين 1162 و1176 لترا حسب كثافة المازوت).

 

ويأخذ المازوت "كزوال" حصة الأسد من هذه الكمية، حيث تبلغ نسبته 66% بـ561 ألف طن متري، فيما يشكل الديزل "إصانص" نسبة 27% من هذه الكمية بـ229500 طن متري، ولوقود الطائرات نسبة 4% من هذه الكمية، وهو ما يبلغ 34 ألف طن متري، والمكون الرابع والأخير من هذه الكمية هو للبنزين بنسبة 3% وكمية 25500 طن متري.

 

وتبلغ التكلفة الأصلية للتر 112 أوقية، تضاف عليها 8 أوق للتكاليف البنكية، والتخزين، و106 أوقية للجمارك والضرائب، وأوقية واحدة لدعم لجنة المحروقات، وأوقية واحدة لدعم شركة النقل العمومي، و17.6 أوقية لشركات المحروقات، في حين تمنح كل محطة هامش ربح يبلغ 8 أوقية، وتمنح أوقية لنقله داخل انواكشوط.

 

ويبلغ ربح الحكومة من خلال ضرائب أخرى 130 أوقية من كل لتر ليصل سعر لتر المازوت "الكازوال" وهو الأكثر استهلاكا في البلاد إلى 384.6 في محطات الوقود.

 

وتبلغ نسبة ربح الحكومة من مادة المازوت واحدها 153.844.152.000 أوقية، في حين يصل مبلغ شركة النقل (أوقية واحدة من كل لتر) 987.700.000 أوقية منها 65.188.200 أوقية من مادة المازوت وحدها، والمبلغ ذاته لدعم لجنة المحروقات، أي 987.700.000 أوقية، منها 65.188.200 من مادة الكزوال وحدها.

 

تثبيت للسعر

وأصرت الحكومة الموريتانية على إبقاء الوقود مرتفعة رغم انهيار أسعارها عالميا، وبرر عدد من الوزراء هذا القرار بمبررات عديدة من بنيها أن الحكومة تركز اهتمامها على الفقراء، وهؤلاء لا يتأثرون بارتفاع أسعار الوقود أو انخفاضها كما يقول الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ.

 

وتحدث الوزير خلال مؤتمر صحفي قبل أسابيع إلى أن الحكومة تهتم بالفقراء من خلال توفير المواد الأساسية المتوفرة في حوانيت أمل، كما تحدث في أحد مؤتمراته الصحفية عن رفع بعض الدول الخليجية لأسعار الوقود.

 

ومن الوزراء الذي تحدثوا عن الموضوع وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي، والذي اعتبر أن أسعار الوقود في موريتانيا مثل أسعارها في فرنسا، متحدثا عن امتلاك أشخاص لسيارات لا يدرون من أين حصلوا عليها.

 

"ماني شاري كزوال"

وعرفت الأسابيع الماضية تنظيم عدد من النشطاء لاحتجاجات عرفت باسم حراك "ماني شاري كزوال"، وبدأت بوقفة أسبوعية في ملتقى مدريد وسط العاصمة انواكشوط، قبل أن تتوسع إلى عدد من مدن الداخل بينها انواذيبو، والنعمة، والعيون، والزويرات، ومكطع الحجار، والغايرة.

 

ووصف الناطق باسم الحكومة حراك هؤلاء الشباب بأن "غير نبيل"، مثنيا على اهتمام حكومته بالفقراء، وسعيها في خدمتهم.

 

رفض للبيع

ورفضت عدة محطات للوقود في انواكشوط بيعه مع بداية الأسبوع الجاري، وهو ما أدى لانتشار شائعات حول أزمة في مجال الوقود في البلاد، وأدى لتوقف عشرات السيارات في طوابير أمام محطات الوقود وخصوصا في مقاطعتي تفرغ زينة، ولكصر.

 

وأعلنت بعض المحطات نفاد الوقود فيها، فيما رفضت أخرى بيعه رغم توفره، وهو ما دفع العديد من سائقي السيارات للتساؤل عن سر قرارهم، ودفعهم لملأ خزانات الوقود في سياراتهم تخوفا من وقوع أزمة وقود في البلاد.

 

نفي للأزمة

المدير العام للمحروقات بوزارة النفط والطاقة أحمد سالم ولد التكرور نفى في حديث للتلفزيون الحكومي الموريتاني وجود أي أزمة للوقود في البلاد، مؤكدا أن الوقود متوفر في المخازن في انواذيبو، وفي انواكشوط، كما توجد باخرتان – حسب قوله – على شواطئ انواكشوط لتفريغ حمولتها في مستودعاته.

 

قال ولد التكرور إن أجروا تحريات خاصة بعد الحديث عن نفاد الوقود في بعض المحطات، مشيرا إلى تحرياتهم أثبتت توفره في كل المحطات في البلاد، وخصوصا في العاصمة انواكشوط.

 

وأضاف ولد التكرور: "هذا لا يمنع أن تكون هناك محطة أو محطتان ليس لديها وقود لأنهما لم يتزودا قبل نهاية الأسبوع، وجاءت عطلة الأسبوع ونفدت كميتها قبل بداية الأسبوع الحالي".

 

وأشار ولد التكرور إلى أن البلاد تقتني حاجياته من الحروقات عبر بواخر تصل متسودعات انواذيبو، لتتولى بواخر أخرى نقلها إلى العاصمة انواكشوط، مشيرا إلى تعاقدهم مع شركات مختصة في هذا المجال، يتم إجراء هذا العقد كل سنتين.

 

تجاهل للأسعار

وقد تجاهل التلفزيون الرسمي سؤال الأسعار، خلال استضافته لمدير المحروقات بوزارة الطاقة أحمد سالم ولد التكرور، وذلك بعد طرح عدة أسئلة عليه حول الحديث عن أزمة وقود في البلاد.

 

وبينما نفى ولد التكرور وجود هذه الأزمة، وتحدث بتفاصيل عن توفرها في المستودعات والمحطات، وكذا عن طريق استيرادها وتوزيعها، تجاهل بشكل تام الحديث عن أسعارها، وعن سر الإصرار على إبقائه مرتفعا رغم تخفيضه في العديد من الدول من بينها المغرب والسنغال المجاورتين، واللتين خفضتا أسعاره مرتين على الأقل.

 

أرقام إجمالية:

- حجم استيراد موريتانيا: 850.000 طن لتري.

- نسبة المازوت "كزوال" منها: 66% أي 561.000 طن متري.

- نسبة الديزل "إيصانص" 27%، أي 229500 طن متري.

 

مكونات سعر لتر المازوت "كزوال":

- تكلفة اللتر: 112 أوقية.

- تكاليف البنوك والتخزين: 8 أوقية.

- نسبة الجمركة والضرائب: 106 أوقية.

- دعم شركة النقل: أوقية واحدة (1)

- دعم شركة المحروقات: أوقية واحدة (1).

- هامش ربح شركات المحروقات: 17.6.

- ضرائب أخرى: 130 أوقية.

- النقل داخل انواكشوط: أوقية واحدة (1).

- هامش ربح محطات الوقود: 8 أوقية.

مجموع سعر اللتر في العاصمة انواكشوط: 384.6 أوقية.