على مدار الساعة

بلدية استنبول نموذج للحكامة والتنمية الناهضة

13 مايو, 2018 - 02:31
بقلم: محمد الحافظ الغابد

بلدية استنبول نموذج للحكامة والتنمية الناهضة  تشكل بلدية استنبول، الكبرى نموذجا ملهما، في مجال النجاحات التنموية في نهضة تركيا خلال السنوات الأخيرة وتمثل هذه البلدية، نموذجا متفردا في المنطقة.

 

ويقول مولود أويصال عمدة بلدية استانبول إن حزب العدالة والتنمية حقق منذ وصوله للسلطة قفزات كبيرة، بالبلاد فقد تضاعف عدد المستشفيات عدة مرات، وفي مجال البنية التحتية والطرق بنت الحكومة التركية 20 ألف كيلو متر من الطرق.

 

في العام 2002 كان سكان استانبول 8 مليون نسمة واليوم تضاعف العدد، فهم حوالي 16 مليون نسمة في هذه اللحظة.

 

ويؤكد العمدة أن الخِدمات البلدية شي هام جدا، وأن أي بلد مهما كانت قدراته الاقتصادية، قادر على النهوض وفقا لما لديه من إمكانيات فعندما ننظر للدول والمجتمعات الفقيرة نجد أن الناس يقبلون على الهاتف المحمول وأن كل مواطن مهما كان، يقتني هذه الهواتف ويدفع عنها مقابلا ماليا، كبيرا نسبيا بالنسبة لدخله ولكنه، ينتظر الحصول على الخدمة فيشتريها مما يدل على أن الناس لديهم ما يدفعونه برضى مقابل الخدمات التي يتلقونها، وهذا ما يتيح أمام العمل البلدي فرصا للتمويل والعمل وتقديم خدماته للناس، بشكل مستدام، ويستجيب لحاجات الناس، فما يؤخذ من المواطن، يرجع إليه، وهو الرابح لأن ما يدفع أمام هذه الخدمات بسيط بالنظر لتكلفتها ولكن مهمتنا هي خدمة الشعب والمواطنين المستهلكين لخدماتنا.

 

ويقول أويصال: لقد أدخلنا عنصر المقاولة لتحسين الخدمة لذلك أسندنا الكثير من الخدمات لشركات خاصة تقوم بها مما حد من مركزة العمل وأفسح المجال لقدرات ضخمة في القطاع الخاص لخدمة العمل البلدي.

 

اعتمدنا التخطيط الجيد والضمانات القانونية والشفافية، ولذلك حققنا منافسة أتاحت فرصا كبيرة لتطوير خدمة البلدية عكس ما كان حاصلا في الماضي، إذ تعتبر البلدية مجرد آلية وظيفية تتبع للحكومة يأخذ موظفوها الامتيازات ويجلسون في مكاتبهم دون عمل.

 

لقد حققنا نقلة كبيرة على مستوى مصداقية البلدية فقد كانت نسبة 35%فقط هي التي تدفع الفواتير أما اليوم فإن نسبة الدفع تصل 95% مما يؤكد نجاعة الإجراءات الإصلاحية ونجاح التجربة البلدية.

 

إن التجربة البلدية، تعتمد على مواردها بموجب تحقيق الاستقلالية الإدارية والمالية، طبقا لقيم الحكم الرشيد الذي تتبعه تركيا وهو خبرة إنسانية عالمية، وبالتالي فالبلدية لا تأخذ من الدولة شيئا وهي تعتمد على مداخلها مقابل الخدمات التي تحققها إضافة لتأهيل الأراضي للسكن وتطوير المدن وشبكة الخدمات المتعددة.

 

ويضيف عمدة بلدية استنول إننا مستعدون لنقل تجربتنا في العمل البلدي ليستفيد منها الجميع ولدينا 5 شركات مختصة في المجال وتعمل في العالم على تطوير البلديات في حوالي عشر بلدان منها بلدان أوربية، وما حققناه من نجاح لم يكون وليد اللحظة بقدر ما كان نتيجة تراكم كبير وجهود مضنية بذلناها ومراجعات إدارية ومنهجية وفكرية تمت لتجاوز العقبات التي كانت تقف دون تطور العمل وانطلاقا من ركام هذه التجربة لدينا خبرة وتغذية راجعة قابلة لعلاج الكثير من القصور في العمل البلدي في اكثر من مكان وهذا ما تعمل شركاتنا عليه في العديد من الدول التي أبرمت معها اتفاقيات لتطوير العمل البلدي.