على مدار الساعة

الأعلاف البديلة.. خلقتها حاجة المنمين، فصارت الأغلى سعرًا بموريتانيا!

18 أبريل, 2018 - 07:25

الأخبار (أكجرت/ الحوض الغربي) ـ أمام حدة فصل الصيف وغلاء أسعار الأعلاف وتراجع الثقة في صناعتها، يلجأ المنمّون الموريتانيون إلى البحث عن علف بديل؛ وهو بحث يقودهم في كل حقبة إلى جديد.

 

غير أن الارتفاع لا يلبث أن يلاحق أسعار الأعلاف البديلة لتصير في بعض الأحيان أغلى سعرًا من علف المصانع المعروف محليا بـ "ركل" في وقت كان بحث المنمّين عن سعر أرخص أحد أبرز دوافعهم نحو اكتشافها.

 

تدوير القماش إلى علف

توتو بنت الطيب منمية موريتانية بولاية الحوض الغربي تحدثت للأخبار عن تجربتها في اكتشاف قيمة غذائية في قماش الزي النسائي "الملاحف"، مؤكدة حصول انعكاس إيجابي سريع لهذا القماش على صحة الأبقار التي يقدم لها ضمن طعامها اليومي.

 

 

وتحذر بنت الطيب وهي تقدم وصفتها للمنمّين من أن مواد الصباغة ذات ضرر بالغ على المواشي، حيث تنصح بإطعام الأبقار قماش "الملاحف" ذات اللون الأبيض الأصلي دون غيرها من "الملاحف" المصبوغة.

 

 

وترجع توتو بحث المنمين عن بدائل إلى ندرة الأعلاف وغلاء أسعارها الناجم عن ما أسمته انتهازية التجار، مشيرة إلى أن انتشار الأمراض والنفوق المتكرر بين الأبقار حتّم هو الآخر على المنمين البحث عن بدائل في ظل غلاء أسعار العلف
"ركل".

 

علف الكرتون أغلى

من جهته يقول المنمي محمد الأمين ولد جغدان إن فصل الصيف الجاري رفع من مستوى الإقبال على الكرتون في ظل ندرة أعلاف "ركل" وتأخر البرنامج الاستعجالي الحكومي لدعم المنمين، ما جعل أسعارها في ازدياد مستمرّ، بحسب تعبيره.

 

 

ويضيف ولد جغدان وهو أحد المنمين بولاية الحوض الغربي أيضًا، متحدثا للأخبار، أن سعر كومة ورق الكرتون وصل إلى 10.000 أوقية قديمة، مقابل 7000 لخنشة القمح و6800 لخنشة العلف المعروف محليا باسم "ركل".

 

 

ويعدّ الكرتون من بين الأعلاف البديلة الأقدم والأوسع انتشارًا في أوساط المنمين الموريتانيين، فمع تزايد حدة الصيف والجفاف خلال العقود الماضية لم تعد مكبات النفايات وجهة العلب الكرتونية التي أصبحت ضمن السلع الأكثر تداولا في سوق الأعلاف.

 

بدون قيمة غذائية

ويستطرد محمد الأمين ولد جغدان في حديثه للأخبار قائلا إن المنمين باتوا يلجأون إلى البدائل عن علف "ركل" القادم من المصانع المختصة بفعل تراجع قيمته الغذائية الملاحظ مما أفقده ثقة المنمّين.

 

 

ولد جغدان يؤكد أن تجربته الشخصية كمنمٍّ أثبتت له خلال الأشهر الأخيرة أن القيمة الغذائية لعلف "ركل" باتت شبه معدومة، مشيرا إلى أنه لم يعد يعوّل في إطعام مواشيه سوى على القمح أو أوراق الكرتون.

 

وتُتداول في أوساط المنمين الموريتانيين معلومات تتعلق بانتزاع فيتامينات هامة من مكونات علف "ركل" الذي ينتجه أحد أكبر المصانع بجمهورية مالي قبل تصديره إلى موريتانيا، فيما يحمّل بعض المنمين "تجارًا" موريتانيين المسؤولية عن ما حصل.

 

ومنذ عقود راجت بين المنمّين الموريتانيين أعلاف بديلة عن العشب وعلف "ركل" يستعينون بها كل فصل صيف طعامًا للمواشي والأبقار، من بين أقدم هذه البدائل بقايا الأطعمة المجففة ومسحوق الخبز وقشور الأرز، وغيرها...