على مدار الساعة

الشيخ النحوي: لمقتضيات تنظيمية أجلنا مؤتمرنا لـ26 ربيع الأول

2 ديسمبر, 2017 - 17:48
الشيخ محمد الحافظ النحوي رئيس التجمع الثقافي الإسلامي

الأخبار (نواكشوط) – أكد الشيخ محمد الحافظ النحوي رئيس التجمع الثقافي الإسلامي أن التجمع ولـ"مقتضيات تنظيمية" قرر تأجيل مؤتمره السنوي لهذا العام إلى 26 ربيع الأول / 14 دجمبر.

 

وقال الشيخ النحوي في مقابلة مع الأخبار إن من بين هذه المقتضيات التنظيمة "مشاركة بعض الجهات الأساسية والمهتمة بالجوانب الدعوية ومنها على وجه الخصوص رابطة العالم الاسلامي حيث سيحضر معنا معالي الأمين العام الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، ولذلك دلالة مهمة في سعينا الجاد منذ عقود من الزمن إلى ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال وإلى تعزيز الثوابت المشتركة لنصرة ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم".

 

وأشار الشيخ النحوي إلى أنهم حين شرعوا "في تخليد هذه الذكرى في العاصمة قبل ثلاثة عقود، كان الأمر غريبا وغير مألوف بعض الشيء رغم أن لحواضر بلادنا العتيقة وقراها تقاليد عريقة في إحياء ليالي ربيع الأول، وهذا ما كان عليه سلفنا الصالح من مشايخ وعلماء لكن مدينة نواكشوط كانت شبه خالية من آثار هذا التقليد. واجهنا تحفظا من الجهات الرسمية في بداية الأمر، وواجهنا ممانعة من طرف إخوة لنا يرون في هذا النشاط ما لا نرى".

 

وأضاف: "جاهدنا بحمد اللـه من سنة إلى سنة من أجل أن يكون الاحتفاء بذكرى مولد رحمة اللـه للعالمين أمرا مقبولا على الأقل، وأن يكون محل عناية من الجهات الرسمية، وأن ينظر فيه إلى الأدلة الشرعية التي ساقها كثير من العلماء،وأن ينظر فيه إلى مقاصد المحبين منه، وأن ينظر فيه إلى طبيعة هذا الاحتفاء، وأن ينظر فيه إلى حاجة الناس اليوم إلى كل ما يذكرهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم ويشدهم إليه ويحرك فيهم سواكن محبته ودواعي متابعته. اجتهدنا في أن تكون كل مظاهر الاحتفاء منضبطة بضوابط الشرع".

 

وأشار الشيخ النحوي إلى أن التجمع الثقافي الإسلامي الذي يرأسه كان "بحمد اللـه، أول من اعتمد محامين للدفاع عن الجناب النبوي عندما انتشرت أخبار تلك الإساءة التي أساء بها صاحبها إلى نفسه أولا ولكنه أساء بها أيضا إلى شعبنا كله"، مؤكدا أنهم ما زالوا على موقفهم الأول، ومطالبهم "هي أن يحكم شرع اللـه في أرض اللـه وأن يصغي القضاء إلى العلماء المبرزين المزكين، وأن لا نعطي الدنية في ديننا، وأن لا يهون علينا عرض نبينا الأكرم صلى اللـه عليه وسلم، وأن تتعاون الدولة وكل محبي الجناب النبوي من أجل تجفيف منابع الإساءة إلى النبي الرؤوف الرحيم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم".

 

وتحدث الشيخ النحوي في المقابلة عن تجربة التجمع، وعلق على موضوع ابتعاده عن الشأن السياسي خلال السنوات الأخيرة، مناقشا العديد من المواضيع الأخرى.

 

وهذا نص المقابلة:
 

الأخبار: دأبتم منذ حوالي 30 عاما على تنظيم ملتقى ثقافيا سنويا بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي، لماذا غاب تنظيمه هذا العام مع حلول الذكرى؟

الشيخ محمد الحافظ النحوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين،

بادئ ذي بدء أهنئ موقع وكالة الأخبار المستقلة على دوره في تنوير الرأي العام ودوره  في الإعلام الملتزم المتوازن وأهنئ المشرفين عليه بمناسبة ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم راجيا من الله العلي القدير لنا ولهم التوفيق في كل المهام.

 

أولا، لم يغب الاحتفاء بهذه الذكرى كما ذكرتم، أو بهذا العيد كما يسميه كثير من المسلمين المتشبثين بمدلولات المحبة الموقنين أن مضامين الاحتفاء بعيد المولد النبوي لها تأصيلها الشرعي كتابا وسنة. وهو لا شك عيد عرفي ولغوي، بإجماع كل المسلمين المنصفين على الأقل، أما بالنسبة للذين لا يعتبرونه عيدا ويرون في ذلك نسبة من الابتداع فلا يمكن أن يغيب عنهم أنها ذكرى ومناسبة من مناسبات كثيرة لاستحضار أنعم اللـه وتعبّده بشكرها. وهنا أقول إن احتفاءنا بهذه الذكرى في وقتها لم يغب هذا العام، لأننا نظمنا ندوة في غرة الشهر في رحاب جامع النور بنواكشوط، ولأننا مضينا، كما اعتدنا، على إحياء ليالي ربيع الأول في جميع مساجدنا في نواكشوط وداخل البلاد وفي مساجد وزوايا أخرى خارج الوطن. ما حدث هو أن الندوة أو المؤتمر العلمي الذي اعتدنا تنظيمه واصل سياحته في مساحة الشهر، فقد سبق لنا غير ما مرة أن نظمناه في أول الشهر غير متصل بليلة المولد. ونحن هذه المرة ننظمه بحول الله السميع العليم في آخر الشهر غير متصل أيضا بليلة المولد. أما ليلة المولد فلها من الإحياء ما اعتادت، وإن كان الإعلام اعتاد أن يغطي أساسا فعاليات المؤتمر السنوي ويغطي في هذا النطاق الحفل الختامي الذي صادف في جل السنوات ليلة المولد، وإن كان قد نظم في غيرها في العديد من السنوات أيضا. ومع أن هنالك مقتضيات تنظيمية دعننا إلى تأخير المؤتمر هذا العام إلى 26 ربيع الأول / 14 دجمبر، بما فيها مشاركة بعض الجهات الأساسية والمهتمة بالجوانب الدعوية ومنها على وجه الخصوص رابطة العالم الاسلامي حيث سيحضر معنا معالي الأمين العام الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، ولذلك دلالة مهمة في سعينا الجاد منذ عقود من الزمن إلى ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال وإلى تعزيز الثوابت المشتركة لنصرة ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم. إضافة إلى هذه المقتضيات التنظيمية،  فإن لنا في التأخير النسبي هذا العام رسالة نوجهها إلى المحبين المحتفين وإلى المنكرين للاحتفاء بهذه الذكرى العظيمة معا. رسالتنا هي: كل الأيام مناسبة للاحتفاء بالنبي صلى اللـه عليه وسلم، وأحقها بالاحتفاء به تلك التي جعلها اللـه أحق بمولده. ونحن نريد أن نعطر أيامنا وليالينا جميعا بعطر ذكر الحبيب صلى اللـه عليه وسلم، وما لا يدرك كله لا يترك كله، والسياحة معه عليه الصلاة والسلام في سائر أيام العام هي سياحة ماتعة. وهي في شهر ربيع الأنور كله سياحة أمتع، لما يستدعيه حضور هذا الشهر من مزيد استحضار نعمة اللـه وشهود منته بميلاد نبينا وبعثته عليه أفضل الصلاة والسلام.

الشيخ محمد الحافظ النحوي، الشيخ محمد الحسن الددو، الشيخ حمدا ولد التاه

 

الأخبار: تمت مواجهتكم خلال السنوات الماضية بدعوات علمية وشرعية حاكمة ببديعة الاحتفال بالمولد النبوي، هل ترون أنها تراجعت؟ وما السبب؟

الشيخ محمد الحافظ النحوي: حين شرعنا في تخليد هذه الذكرى في العاصمة قبل ثلاثة عقود، كان الأمر غريبا وغير مألوف بعض الشيء رغم أن لحواضر بلادنا العتيقة وقراها تقاليد عريقة في إحياء ليالي ربيع الأول، وهذا ما كان عليه سلفنا الصالح من مشايخ وعلماء لكن مدينة نواكشوط كانت شبه خالية من آثار هذا التقليد. واجهنا تحفظا من الجهات الرسمية في بداية الأمر، وواجهنا ممانعة من طرف إخوة لنا يرون في هذا النشاط ما لا نرى. وجاهدنا بحمد اللـه من سنة إلى سنة من أجل أن يكون الاحتفاء بذكرى مولد رحمة اللـه للعالمين أمرا مقبولا على الأقل، وأن يكون محل عناية من الجهات الرسمية، وأن ينظر فيه إلى الأدلة الشرعية التي ساقها كثير من العلماء،وأن ينظر فيه إلى مقاصد المحبين منه، وأن ينظر فيه إلى طبيعة هذا الاحتفاء، وأن ينظر فيه إلى حاجة الناس اليوم إلى كل ما يذكرهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم ويشدهم إليه ويحرك فيهم سواكن محبته ودواعي متابعته. اجتهدنا في أن تكون كل مظاهر الاحتفاء منضبطة بضوابط الشرع، فإنا نعلم علم اليقين أن الاحتفاء بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يكون بمخالفته. فكانت طريقتنا في الاحتفاء هي سرد السيرة واستحضار الشمائل النبوية واستخلاص الدروس والعبر من السنة القولية والعملية لأعظم قدوة، ومناقشة قضايا الأمة وجمع المسلمين أيا كانت مشاربهم على ما يجمعهم من ذلك في ضيافة علماء من داخل البلاد ومن خارجها، وتكريم الشعراء والباحثين في شؤون السيرة النبوية وإطعام الطعام فرحاب الرحمة المهداة. وقد لاحظنا أثر ذلك بحمد اللـه فكثير من ضيوفنا الخارجيين الذين حضروا معنا الدورات الأولى عادوا إلى بلادهم بنفس الفكرة وصاروا ينظمون فيها أنشطة مشابهة لأنشطتنا في هذه الذكرى. وكثير من العلماء الأجلاء والأئمة من أهل بلدنا الذين واجهوا مسعانا في البداية بشيء من التحفظ عادوا ليشدوا من أزرنا بحضورهم ومحاضرتهم، وبتأييدهم ومناصرتهم جزاهم اللـه خيرا. ثم إن كثيرا من المساجد والزوايا في نواكشوط وغيرها من مدننا بدأت هي أيضا تحتفي بهذه المناسبة، وعلى نفس النهج من سرد سيرة النبي صلى اللـه عليه وسلم وتدارسها والتغني بشمائله المنيفة. وها هي المدن التاريخية التي حافظت عبر القرون على تقاليدها الحميدة في إحياء ليالي ربيع الأول تعزز تلك التقاليد بالمهرجان الثقافي السنوي الذي أصبحت الدولة ترعاه وتحرص على مزامنته لذكرى المولد الشريف. من هنا نرجو أن يدخل هذا العمل في قول النبي صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين. وبالطبع، ما زال هناك من إخوتنا من يصر على القول ببدعية الاحتفاء بذكرى ميلاد النبي صلى اللـه عليه وسلم، وهم قلة في هذه البلاد وحتى في أرجاء العالم الاسلامي نسأل اللـه أن يرينا وإياهم الحق حقا ويرزقنا كمال اتباعه ويرينا وإياهم الباطل باطلا ويرزقنا كمال اجتنابه.

 

الأخبار: تحرصون دائما على الرعاية الرسمية لنشاطكم السنوي.. ما سبب ذلك الحر؟

الشيخ محمد الحافظ النحوي: نعم، نحرص على الرعاية الرسمية لنشاطنا الرامي إلى غرس محبة النبي صلى اللـه عليه وسلم في القلوب، ومع ذلك نحرص – والشواهد قائمة على ذلك – على إعطاء هذا النشاط زخما شعبيا كبيرا. حين يتعلق الأمر بالنبي صلى اللـه عليه وسلم، ينبغي أن تسقط كل الحدود بين الراعي والرعية، فالراعي أيا كان فرد من أمة النبي صلى اللـه عليه وسلم وهو مدعو للفرح به كسائر المسلمين، بل وأكثر منهم لما تقتضيه مسؤولياته. ورئيس الجمهورية في بلادنا وهي جمهورية إسلامية ينطلق من المقومات الدستورية الثابتة التي تقتضي الاهتمام بكل ما من شأنه المساهمة في إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى وينبغي أن نكون عونا له على ذلك وأن تكون النشاطات التي نقوم بها في هذا المضمار تحت رعايته. ثم إن ما نسعى إليه من الحرص على الرعاية الرسمية – مع التعبئة الشعبية – هو أن نجعل من كل مناسبة يكون النبي صلى اللـه عليه وسلم موضوعا لها وترتبط بظرف زمني شرع اللـه العناية به من منطلق العناية بالحدث الذي وقع فيه {قل بفضل اللـه وبرحمته فبذلك فليفرحوا}، "ذلك يوم ولدت فيه"، "نحن أولى بموسى منهم"... أن نجعل من هذه المناسبة فرصة للنفير العام، لا تستثني أحدا. وقد علمنا النبي صلى اللـه عليه وسلم في سيرته الغراء أن دعوة الحكام هي أسلوب عظيم من أساليب الدعوة، ونحن على ذلك النهج سائرون، خاصة وأن بلادنا بحمد الله هي وذلك ما يريد الله سبحانه وتعالى لها منارة شامخة لنشر رسالة العلم والإيمان ونريد أن نساهم في تعزيز إشعاعها الثقافي والروحي وفي إبراز الطابع الإسلامي لها ولا يتأتى ذلك إلا بالعمل جنبا إلى جنب وبالتعاون الوثيق بين ولاة الأمور والهيئات العاملة في الحقل الإسلامي. ولا شك أنكم تعلمون وتدركون أننا بحمد اللـه نجمع حول مائدة النبي صلى الله عليه وسلم سواء في قصر المؤتمرات أو في ساحة جامع النور أو في غيرهما من أماكن انعقاد الجلسات العلمية ألوان الطيف العلمي والثقافي والسياسي بمختلف مشاربه وهذه نعمة من نعم اللـه نشكر اللـه سبحانه وتعالى عليها.

 

الأخبار: منذ قرابة أربع سنوات تعيش موريتانيا حراكا محموما ضد الإساءة للجناب النبوي، وتصاعد أخير بعد حكم استئنافية انواذيبو.. ما رأيكم في هذا الحكم؟ وما مطالبكم في حق المسيء؟

الشيخ محمد الحافظ النحوي: إن منهجنا في التجمع الثقافي الإسلامي منذ تأسيسه في عام 1982 هو السعي الجاد إلى توفير المناعة اللازمة لشبابنا وأجيالنا أمام تيار العولمة وأمام جبهات الغزو المختلفة من فكر إلحادي وفكر علماني وفكر متشدد وظواهر التطرف والغلو. والسبيل إلى ذلك هو إصلاح القلوب وجمعها على المولى سبحانه وتعالى وعلى محبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ودعم الآليات التربوية المختلفة من خلال مختلف المنابر وبشتى الوسائل من أجل اقتداء شبابنا وفتياتنا واقتداء أجيالنا بسيد الأولين والآخرين عليه الصلاة والسلام وبتوفير شحنة عظيمة من محبته صلى الله عليه وسلم تكون لقاحا نافعا ودافعا أمام ما يصدره لنا الغرب وتصدره لنا الحضارات الأخرى مما لا يلائم معتقداتنا وقيمنا. 

 

وكنا في التجمع الثقافي الإسلامي، بحمد اللـه، أول من اعتمد محامين للدفاع عن الجناب النبوي عندما انتشرت أخبار تلك الإساءة التي أساء بها صاحبها إلى نفسه أولا ولكنه أساء بها أيضا إلى شعبنا كله. وما زلنا على موقفنا الأول. مطالبنا هي أن يحكم شرع اللـه في أرض اللـه وأن يصغي القضاء إلى العلماء المبرزين المزكين، وأن لا نعطي الدنية في ديننا، وأن لا يهون علينا عرض نبينا الأكرم صلى اللـه عليه وسلم، وأن تتعاون الدولة وكل محبي الجناب النبوي من أجل تجفيف منابع الإساءة إلى النبي الرؤوف الرحيم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

 

ولقد أكدنا في بيان نشره الإعلام ونشره موقعكم المميز بعد صدور حكم محكمة الاستئناف وقوفنا جنبا إلى جنب مع علماء بلدنا ومع جماهير النصرة من أجل التأكيد على الضرورة القصوى لأن تكون بلادنا في موقف رائد للتصدي للإساءات للجناب النبوي الشريف ليس فقط داخل بلادنا وإنما كذلك خارج الحدود في الدول الغربية وأينما كانت هذه الإساءة تكون بلادنا من أوائل المبادرين إلى حشد الجهود اللازمة لدرء هذه المفسدة الكبيرة العظمى.

 

الأخبار: ما هي رسالتكم لجماهير النصرة؟

الشيخ محمد الحافظ النحوي: رسالتنا لجماهير النصرة هي رسالة اللـه لكل المؤمنين {إن تنصروا اللـه ينصركم}، {ولينصرن اللـه من ينصره إن اللـه لقوي عزيز}. رسالتنا لجماهير النصرة هي استحضار منهج الصحابة رضوان الله عليهم في وقفة الصديق في وقفة الفاروق في وقفة ذي النورين عثمان في وقفة الإمام علي وغيرهم من الصحابة في محبتهم لرسول الله صلى اللـه عليه وسلم، رسالتنا لجماهير النصرة ولغيرهم هي أن نسعى كل من موقعه للوصول إلى مرحلة "الآن يا عمر" التي خاطبه النبي صلى الله عليه وسلم مؤكدا فيها أن إيماننا لا يتم حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من آبائنا وأموالنا ومن أولادنا ومن كل شيء على وجه الأرض ومن أنفسنا. هذه هي رسالتنا لجماهير النصرة ورسالتنا كذلك لهذه الجماهير أننا منهم وإليهم ومعهم قلبا وقالبا وينبغي أن نسعى جميعا لتجفيف منابع الإساءة فالعبرة ليست بهذه الظاهرة وحدها التي نبرأ إلى الله سبحانه وتعالى من كل ما يمت إليها بصلة. نبرأ إلى الله سبحانه وتعالى من أن يكون لأي مسيء إلى الجناب النبوي وجود في بلادنا ولا حول ولا قوة إلا بالله. وكما ذكرنا في بياناتنا فإنه من الضروري تطبيق شرع اللـه وأن نسعى في المستقبل إلى توفير المناعة اللازمة لشبابنا، وأن نتعاون في ذلك جميعا كل من موقعه والله ولي التوفيق.

 

الأخبار: لوحظ خلال السنوات الأخيرة ابتعادكم عن الشأن العام، وعن الممارسة السياسية بعد أن كانت لكم أدوار سياسية وقيادية بارزة، ما مسوغات ذلك؟

الشيخ محمد الحافظ النحوي: نحن لم نبتعد ولا يمكن أن نبتعد كليا عن الشأن العام، لإيماننا بالحديث المعروف "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن لم يصبح ويمس ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم". لكن مسؤوليات الدعوة والتربية والسعي في منافع المسلمين وجوانب أخرى من رعاية الشأن العام والإيمان بالتداول جعلني شخصيا أتخلى عن بعض الوظائف الرسمية والسياسية التي تصعب مواءمتها مع بعض المسؤوليات الاجتماعية والدعوية الأخرى. كما أنني أؤمن بضرورة إفساح المجال للأجيال الجديدة لتؤدي دورها وتقوم بمسؤوليتها تجاه وطنها.

 

ومع ذلك فإني بإذن الله وفي لوطني وحريص على خدمته وخدمة أمتي من منطلق الثوابت التي تربينا عليها ولن أتأخر في القيام بالدور الذي ينبغي في الوقت المناسب بحول الله السميع العليم خصوصا في ما يجمع الشمل ويوحد الكلمة ويوحد الصفوف ويؤلف بين الجميع.

 

وأسأل اللـه النجاح والتوفيق لمن يقومون بهذه المسؤوليات في جميع المواقع. وأومن بأن التداول سنة من سنن اللـه في الحياة: {وتلك الأيام نداولها بين الناس}.

 

وأدعو بهذه المناسبة جميع الفاعلين حيثما كانوا إلى سعة الصدر وفهم سنة الله سبحانه وتعالى في كونه ومراده من عباده والتحلي بالأخلاق الفاضلة التي دعتنا إليها رسالة الإسلام والحرص الكامل على أمن وأمان واستقرار ووحدة وازدهار بلادنا فحب الوطن من الإيمان. وأدعو الجميع إلى استخلاص الدروس والعبر من ما يجري في هذا الفضاء المترامي الأطراف من عالمنا ومن الجراح العميقة التي تثخن جسد أمتنا في مناطق متعددة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيد إليها الأمن والأمان وأن يحفظ لبلادنا أمنها وأمانها وأن يبعد عنها الفتن والمحن وأعتبر شخصيا أن ما لبلادنا من ثروات وخيرات وأمجاد وأفكار ورجال جدير أن يعينها على حل جميع مشاكل شعبنا بل وعلى مساعدة الشعوب الأخرى ولعل الله سبحانه وتعالى بمنه وفضله يمن بنفحة من توفيقه نستفيد منها جميعا لنظل مثالا للآخرين في حسن التعامل في ما بيننا وفي تطبيق القاعدة المعروفة بشأن اختلاف الآراء إن اختلفت حيث كان الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب وهذا ما يدعونا جميعا إلى حوار مثمر هادف بناء لحماية بلادنا ولضمان الاستقرار والسلم الاجتماعي والتعاون على البر والتقوى بين كافة مكونات شعبنا. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيدينا جميعا إلى ما يحب ويرضى.

 

وأشكر لكم هذه الفرصة من هذا المنبر وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين الإعلاميين على القيام بهذا الدور الهام الذي يجمع ولا يفرق ويبشر ولا ينفر ويصلح ولا يفسد ودمتم بكل خير.