"الطموح للوطن" مصطلح دخل عالم السياسة من بابها الواسع عندما كان عنوانا لمشروع مجتمعي اجتمع حوله غالبية الموريتانيين في التاسع والعشرين من يونيو 2024.
فالطموح للأوطان ليس تمن أو رجاء بل فكر استراتيجي يعتمد على التصور الدقيق والرؤية الواضحة والسياسة السليمة، مستندا على التفكير النافع الذي يسعى إلى خلق فرص لا تنتهي، بغية تمكين الدولة من الخروج من حالة التدني والفقر إلى الرفاهية وجودة الحياة.
من هنا جاء مشروع "طموحي للوطن" الذي بشر به فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تجسيدا لهذا التصور وتلك الرؤية والسياسة.
لقد جاءت دعائم "الطموح للوطن" مركزة قوية للمؤمنين بمشروعية الطموح ومتماسكة أمام المتقولين المشككين بإمكانية الإنجاز والتفوق.
وانطلاقا نحو تحقيق ذلك كانت الرؤية واضحة في بناء دولة قوية، ذات حكامة عصرية ناجعة تتبنى مواجهة الفساد وتبديد موارد الشعب (لا مكان بيننا لمن تمتد يده إلى المال العام) "خطاب فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني 1 اغسطس 2024".
نعم، كانت اللغة واضحة في خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بتقرير قطعي لا يحتمل المساومة. واعتراف واضح لا لبس فيه، إن معضلتنا الأساسية هي الفساد.
وعطفا على ما سبق، وفي ترابط واضح بين دعائم الطموح تتحدد الرؤية الاقتصادية المبنية على تثمين مواردنا:
- الاقتصادية، زراعية وحيوانية وبحرية ودعم الصناعات المحلية وحمايتها ضمن برنامج وطني يركز على خلق فضاءات صناعية،
- والبشرية، من خلال الاستثمار في بناء الإنسان الموريتاني الناجح، فكان شعار المرحلة "مأمورية الشباب" استحضارا واستنهاضا لهذه الفئة العمرية، ولما تمثله من أهمية في بناء دولة قوية،
كل ذلك لا يمكنه الوصول إلى النتائج المرجوة دون العمل حثيثا على بناء مجتمع متماسك متضامن تختفي فيه كل مظاهر الصدام الاجتماعي من تمايز طبقي وانقسام مجتمعي وتنبني فيه العلاقات على أسس خدمة الوطن، ويصبح التعليم هو المصعد الاجتماعي الوحيد.
إن التأسيس لإزالة الصدام الاجتماعي والاشتباك السياسي هو اللبنة الاساسية نحو بناء دولة آمنة قادرة على الدفاع عن حوزتها الترابية وحماية مواطنيها وحاضرة في رسم المستقبل ومواجهة التقلبات الجيوسياسية.
وختاما، إن هذه الدعائم الأساسية لتحقيق طموحنا للوطن تحتم علينا جميعا المشاركة بإيجابية في تحقيقها والوقوف في وجه المتقولين المشككين، فلن يسمحوا لنا بالتقدم خطوة واحدة، لذلك يجب علينا ان لا ننساق تجاه المعلومات المغلوطة، والتفسيرات التي يطلقونها وتحمل في طياتها التشكيك، والريبة والاتهام غير المبرر أو غير المستند على شاهد من أجل إفساد ما نطمح إليه.