على مدار الساعة

صرف فعل "بَادَرَ" في الانتخابات

24 يوليو, 2017 - 02:19
الشيخ ولد محمد سهيل - الزويرات 24 - 07 - 2017

حين يغيب مفهوم الوطن الكبير خلف أفق النفاق تضيق دائرة الآمال لدى المواطن البسيط والأدهى من ذلك والأمر حين يتم تصديق الشعارات البراقة والخطبة الرنانة من طرف قمة الهرم.

 

هكذا بدون تضييق أو تحذير تبدأ الحملة الانتخابية وتخرج المبادرات من جحورها وتبدأ بالتكاثر والانتشار كالسرطان الخبيث تتلون بأسماء المثقفين والوجهاء والأطر والجهات بل حتى أسماء المناطق والقبائل والأشخاص وتأخذ عناوين مختلفة من لم الشمل ورد الجميل إلى التمسك والوفاء والدعم... إلخ لم تسلم شريحة من عدوى المبادرات والقاسم المشترك هو التضامن والوفاء حتى من من كانوا بالأمس ينتقدون هذا الأسلوب وينصبون أنفسهم أعداء له تراهم اليوم في المقاعد الأمامية يرددون معا إلى الأبد نعم للتعديلات... هذا كله من طرف واحد، يتسابق فيه الجميع لإضفاء الألقاب على رئيس الجمهورية فهو: المخلص والمنقذ وهو رافع التنمية والاقتصاد وهو صاحب الإنجازات العملاقة و الجبارة ورئيس العمل الإسلامي وهو الشريف خادم المصحف الشريف وألقاب لا يلقون لها بالا قد "تهوي بصاحبها سبعين خريفا في النار"... وساعات من البث الرقمي المباشر تارة والمسجل أخرى وكأنه لا شغل لهذا الوطن ولا خبر فيه غير المبادرات ولم تسلم أي قناة من ذلك وحتى المواقع الإلكترونية.. ليبدأ مفهوم صحافة "البشمرگة" يظهر من جديد على أعين "الهابا" بعد أن اختفى تحت إعادة الهيكلة وحرية الإعلام ردحا من الزمن لتنهار دفاعات الخط التحريري أمام قاذفات الجشع وحب المال والمصالح الضيقة التى تبحث عنها المبادرات نفسها والتي قد تكون هي السبب الرئيس في فشل ما سمي حوارا قبل هستيريا المبادرات والذي علق عليه المواطن آمالا كثيرة وانتظره على أحر من الجمر، لتتلاشى تلك الآمال ويصبح الحوار "مونولوج" فبدل أن يكون الأساس هو الوطن والمواطن - من خلال التركيز على الأولويات كان أجل الانتخابات هو الأجل الذي قضى على الحوار وأبقى على الاحتقان و الأزمات التي أقلها أزمة الثقة وكأن المعارضة أحست أن لا ورقة رابحة غير المقاطعة وهو القرار الذي اعتبرته أضعف الإيمان.

 

وبينما يبدأ العد التنازلي للانتخابات العرجاء يقف المواطن بين مطرقة المشاركة وسندان المقاطعة وكأنه هو الوطن الذي ينتظر العاصفة تمر ليبقى مبتسما شامخا يردد: كم مر من أمثالكم وبقيت.