على مدار الساعة

ولد بربص: لولا تخاذل الأحزاب وهرولة بعضها لإرضاء مجهول لكانت نتائج التشاور أفضل (مقابلة + فيديو)

12 مايو, 2023 - 14:16
محمد ولد بربص: رئيس حزب البناء والتقدم

الأخبار (نواكشوط) – قال رئيس حزب البناء والتقدم (حبت) محمد ولد بربص إنه لو تخاذل بعض الأحزاب السياسية، وكون بعضها كان ملكيا أكثر من الملك، وهرولة بعضها لإرضاء مجهول، لكانت نتائج التشاور الذي جرى بين وزارة الداخلية والأحزاب السياسية تحضيرا للانتخابات الحالية أفضل.

 

ورأى ولد بربص خلال حديثه لبرنامج "حزبك في خمسة أسئلة" – والتي تعده وتبثه وكالة الأخبار المستقلة طيلة فترة الحملة الانتخابية – أن إقرار النسبية في البلديات والمجالس الجهوية كان خطوة مهمة لأن هذه المرافق هي الأكثر التصاقا بخدمة المواطن.

 

وأضاف ولد بربص أنه كان بالإمكان لولا تخاذل الأحزاب أن يتم إقرار النسبية في الانتخابات التشريعية بشكل كامل، أو زيادتها على الأقل، معتبرا أن بعض الأحزاب كانت تدافع عن خيارات لا تعرفها.

 

وقال ولد بربص إنه وشهادة لله يؤكد أنهم لم يجدوا من وزارة الداخلية إلا الاستعداد والانفتاح، ولكن العقبة والمشكلة كانت في الأحزاب السياسية.

 

واعتبر ولد بربص أن الغريب – وأقولها بصراحة – إن دفاع أحزاب الأغلبية عن توسيع الساحة السياسية، والاستجابة لمطالب السياسيين، كان أكثر من دفاع الأحزاب الأخرى في المعارضة.

 

وشدد ولد بربص على أنه كان بالإمكان الحصول على أفضل مما تم الحصول عليه.

 

ورأى ولد بربص أن هناك إخفاقا قد يكون سببه عدم قدرة من تم اختيارهم كمستقلين للإشراف على الانتخابات، وكذا عدم قدرة الإدارة على مواكبة هذه العمل، لافتا إلى أن بعض فروع اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات كان يعارض قرارات اللجنة.

 

وقدم ولد بربص حزبه بأنه حزب ولد ليكون شماعة للمواطن وللوطن، وليذود عن حقوق المواطن، ويساعد في التماسك بين مكونات الشعب الموريتاني، مردفا أن لديهم هدفا هو بناء دولة للجميع، مؤكدا أن هذا هو دورهم ودور كل موريتاني وكل مواطن مقتنع ببناء دولة في هذه الربوع.

 

وعن توقعات لنتائج حزبه في الانتخابات التي يجري التصويت فيها السبت القادم، قال ولد بربص إن حزبهم كان يتوق إلى تحقيق نتائج كبيرة، مردفا أن لديهم أملا في الحصول على مقاعد في الدوائر التي ترشحوا فيها، وتحقيق نتائج تضمن تمثيلهم في البرلمان، وفي البلديات، وتضمن للحزب البقاء.

 

وهذه هي الحلقة الثانية والعشرون من حلقات هذا البرنامج الذي استضاف غالبية رؤساء الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات، ويهدف لتعريف الجمهور بالأحزاب السياسية من خلال حديث رؤسائها أو أمنائها العامين.

 

ويجيب الضيف خلال البرنامج على خمسة أسئلة موحدة، تم طرحها على كل الرؤساء، وهي:

- كيف تقدمون حزبكم للرأي العام الموريتاني؟

- ما هي معالم مشروعه المجتمعي وبرنامج الانتخابي؟

- كيف ترون التحضيرات التي جرت للانتخابات الحالية؟

- ما هي خارطة ترشيحات حزبكم؟

- كيف تتوقعون نتائج حزبكم في الانتخابات؟

فإلى نص المقابلة:
الأخبار: كيف تقدمون حزبكم للجمهور وللرأي العام الموريتاني؟
 محمد ولد بربص:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أولا أشكركم على هذه السانحة راجيا لكم التوفيق في مهامكم، نحن حزب البناء والتقدم، ولد حزبنا ليكون شماعة للمواطن والوطن، وأن يذود عن الحقوق، ويقوم بما يمكن من الرقي والرفاهية، ويساعد في تماسك مكونات هذا الشعب.

وقد ارتأينا أن نأخذ على عواتقنا هموم الموريتانيين، وموريتانيا كوطن، راجين أن نكون قد حققنا جزءا من ذلك رغم قصر سن الحزب بالوسطية التي تحلينا بها، وأيضا الهدف السامي الذي لدينا وهو بناء دولة للجميع، ونحن نعتبر أن هذا هو دورنا ودور كل موريتاني وكل مواطن يسعى لبناء دولة لنفسه ولغيره من المواطنين إخوته في الوطن وفي الدين، وفي التوجه العام الذي يبني ولا يهدم.

الأخبار: ماهي معالم المشروع المجتمعي والبرنامج الانتخابي لحزبكم؟
محمد ولد بربص:
نحن في هذا الإطار الذي ذكرت سابقا، نرى أن موريتانيا تحتاج لنظام جمهوري، بمعنى أن تكون الدولة هي الأم وهي الحاضنة، وهي الأهم من كل شيء.

ونظرا لثقافتنا وقرب عهدنا بالبداوة، ونظرا لهشاشة المجتمع، فإن الحاجة قائمة إلى أن تتولى الدولة بعض الخدمات لا سيما الصحة والتهذيب، فهذه لا يمكن علاجها في إطار الخوصصة، لأننا شعب لم نصل بعد من الرقي والثقافة، ما يمكننا من فهم تقاسم الثروة، وتقاسم الأدوار، وأن يقوم كل منا بدوره، وبالتالي فإن الدولة كحاضنة ينبغي أن تكون هذه مسؤوليتها وأن تقوم بها.

فالصحة والتهذيب ينبغي أن توفرهما مجانا للجميع، وأن تقربهما أيضا من الجميع، بالإضافة إلى ذلك التشغيل، لأن أمة لا تزيد على 4 ملايين ولديها ثروات هائلة - وإن كان حقيقة تسييرها ليس جيدا - فإن أن تستجيب لمطالب كافة مواطنيها، فبعض القضايا يجب أن تتوالاها، وأن لا تتركها للخوصصة، لأن ذلك يضعف المواطن، وهو في الأصل ضعيف الدخل، وإمكاناته محدودة، كما أن الدولة لم تضبط بعد تنظيم العديد من المجالات، بحيث يصبح ممكنا أن تكون المنافسة بين المواطنين حسب شهاداتهم.

ثم إن التعددية والديمقراطية التي ننشد، يجب أن يكون لها معنى، وذات محتوى لا أن تكون مجرد شعار، والمواطن قد أحبط، لأن المواطن حين يتنافس ويبذل ما في وسعه من وقت وجهد، وأحيانا إمكانياته، ويكون كل ذلك صوريا فقط، والهدف منه هو تلميع صورة آخرين، فإن ذلك يولد إحساسا بعدم الثقة في الديمقراطية، ولن نبحث عنها ولا نسلك السبل، التي ستمكننا من ترقيتها إلى أحسن المراتب.

وبالتالي فإن العمل على الثلاثي المذكور، وهذا ما نسعى نحن إليه، ودائما ندلي برأينا حوله، فالمواطن يجب أن يكون ويرافق نحو الهدف المنشود، ويزرع فيه أنه جزء من هذه الدولة وعليه بناؤها، وحين يشعر أنه خارج الدولة، أو أنه مجرد ضيف عليها، أو أنها لآخرين غيره، فإن ذلك سيؤدي به إلى التخاذل، ولن يقوم بالدور المطلوب منه، وفي النهاية ينهار كل شيء، وتصبح الدولة عرضة لزوابع لا أحد يعرف مآلاتها.

إننا نكرر بأن حاجتنا قائمة إلى دولة جمهورية، ذات نظام اجتماعي، ذات نظام ديمقراطي من شأنه أن يمكن من تنافس سليم، يتيح ترقية الجميع، وإمكانية أن يرى الكل ذاته في الآخر، ويثق في أن ما قد لا يقوم به هو، سيكمله أخوه في الطرف الآخر.

الأخبار: كيف ترون التحضيرات التي جرت للانتخابات الحالية؟
محمد ولد بربص:
هذا الحوار باعتبارنا حزبا شارك فيه، نعتبر أنه لو لم يعرف تخاذلا من طرفنا كأحزاب سياسية، وكان ضمننا ملكيون أكثر من الملك، ويبحثون عن مجهول، ويهرولون ويتسابقون من أجل إرضائه، لوصلنا لنتائج أكبر من هذه، فالنسبية نعتبرها نتيجة تشكر، لكن على مستوى البلديات والجهات، خصوصا وأنها مرافق قريبة من المواطن، كان يمكن أن نحصل بشأنها على نتيجة أكبر بصفة عامة.

لكن حقيقة، وكما قلت كان البعض يدافع عما لا يعرف، وأقول هنا شهادة لله، أننا لم نلمس من الداخلية إلا الاستعداد، والانفتاح، لكن العقبة تمثلت فينا نحن كأحزاب سياسية، والغريب وأقولها بصراحة، أن أحزاب الأغلبية كانت أكثر دفاعا وذودا عن توسيع الساحة من أجل أن يحصل ما كان يبحث عنه السياسيون، من المعارضة، وهذا نحن لم نفهمه، وقد تكونوا سمعتهم به، لأنه انتشر كثيرا أن الأغلبية كانت أكثر معارضة من المعارضة.

وهذا لا يخدم، لأنه حين تكون الناس المراد منها أن تغير للأفضل والأحسن، وأن تساعد في البناء، هي التي تقوض الجهود، فنسأل الله اللطف.

وعموما كان يمكن أن نحصل على أكثر مما كان، مع إضافة أن ثمة إخفاقا فيما يتعلق بضعف من اختيروا للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، فضلا عن عدم مواكبة الإدارة لنا في هذه العملية، ففروع اللجنة الانتخابية تعارض قرارات اللجنة المركزية، وواجهتنا في التعامل معها كثير المشاكل، ما أثر على سعينا لإيداع اللوائح.

وعلى مستوى الإدارة رغم الجهود، إلا كان بالإمكان القيام بأحسن مما قيم به، من أجل خلق انفراج وتمكين الناس من ترشحات أوسع، فنحن مثلا أضعنا فرص التقدم بعدة لوائح ترشح، لأن الظروف لم تمكنا من ذلك، فليس هناك انفتاح ولا تعامل، ولا قبول بأبسط الأمور، ففي بعض البوادي مثلا يكون مقر اللجنة الانتخابات يقع على بعد 20 كيلومترا، والناس تصطف إلى وقت الإفطار في رمضان يذهب الناس للإفطار ولا يستطيعون العودة، مع أنه كان بإمكان اللجنة التسامح في بعض الجوانب، وهو ما لم يتم، وهذا يعود بالأساس للتجربة.

الأخبار: ما هي خارطة ترشحاتكم في الانتخابات الحالية؟ 
محمد ولد بربص:
نحن كان الهاجس عندنا هو البقاء، لتجنب الحل، الذي بات يوجد قانون يفرض الوصول لعتبة معينة من أجل تفاديه، وبالتالي سعينا للترشح في أكبر عدد ممكن من البلديات، لتجاوز تلك العتبة، وهذا كان هو هدفنا.

ولكننا اصطدمنا بواقع إمكانياتنا نحن المالية أولا، وثانيا لم يسعفنا الامتداد في الحضور في عدد البلديات التي كنا نسعى للوصول إليها، فتوقعنا على الأقل أن نترشح في 100 بلدية، لكننا للأسف في الأخير ترشحنا في 19 بلدية لا أكثر، 8 منها على مستوى نواكشوط، و11 على مستوى الداخل، وجهة نواكشوط، ونحضر الآن اللوائح النيابية، تقدمنا ببعضها والباقي نحضره، من أجل أن نوسع دائرة الوصول إلى من نتقاسم معهم برامجنا وخطاباتنا.

وهكذا فإننا نسعى - بعدما لم نستطع توسيع دائرة الترشيحات - إلى أن نحصل على نتائج معتبرة في البلديات التي ترشحنا فيها، من أجل أن يصبح صوتنا مسموعا، وأن نجتاز ثانيا عتبة 1% التي قد تكون ظلما لكنها أصبحت واقعا يجب التعامل معه، إلى أن يتم تخطيه، أو يأتي قانون آخر، لأن هذا تقويم للتعددية والديمقراطية، وتقويض لسماع الرأي والرأي الآخر لأن الحزب قد لا يكون أصلا راغبا في الترشح، فالحزب مشروع مجتمعي أصحابه متفقون عليه من أجل تحقيق أهداف معينة، وقد يظهر لهم أن الوقت لا يسمح لهم بالترشح، في انتظار أن يتغلغلوا في الساحة، ويصل خطابهم للجميع، وبعدها يقررون الترشح من عدمه، لا سيما أنه بالتجربة كانت هناك أحزاب بالكاد تذكر، ولكنها وصلت مرحلة التصدر، لأنها وجدت الظروف المناسبة لذلك، ولكن لم يقض عليها الوقت، عكس ما يراد الآن للأحزاب، بحيث تصبح بقالات فقط، الرابحة منها تبقى موجودة، وغيرها تغلق الأبواب.

الأخبار: ماهي توقعاتكم لنتائج حزبكم في هذا الاستحقاق؟
محمد ولد بربص:
نحن كنا نتوق إلى نتائج كبيرة لا مستوى في البلديات بكل صراحة، ومع ذلك مازلنا نطمع في أن الدوائر التي ترشحنا فيها على المستوى الوطني بالنسبة للنيابيات، وعلى المستوى الجهوي في نواكشوط ونواذيبو، يمكن أن نحصل فيها على نتائج تمكننا من ولوج البرلمان.

وعلى مستوى البلديات نرى بإمكانية الحصول على نتائج كذلك على مستوى المستشارين البلديين، بما يمنحنا من فرصة للتوغل في الدوائر البلدية بالداخل أكثر مما نحن عليه الآن، وسنشتغل من أجل تحقيق ذلك، لأنه هو الضامن لبقائنا، ونحن لا بد أن نبقى بإذن الله.