على مدار الساعة

للإصلاح كلمة تعليق ملاحظة على تعاليق كثير من المواطنين على خطاب الرئيس بمناسبة الاستقلال

6 ديسمبر, 2022 - 01:59
الأستاذ محمدو بن البار

فعلا يستحق ذلك الخطاب التثمين لما فيه من زيادات رواتب المواطنين المحتاجين فعلا لذلك.

 

ولكن من المؤسف أن أصحاب هذه التعاليق لم يفكروا فى موبقتين جاءتا من الرئيس قبل الخطاب متزامنتين مع يوم الاستقلال، إحداهما تحد وإهانة للشعب الموريتانى، والأخرى تفقير للشعب مع قلة المردودية.

 

أما موبقة تحد الشعب وإهانته، فهي حضور الرئيس بنفسه لاجتماع النفرنكفونية المعروف أنها لإحياء لغة مستعمر عند مستعمراته السابقة. ومعلوم أن أكثر مستعمراته معنا لا لغة لها مكتوبة. وكأننا نحن لا لغة لنا تغنينا عن لغة مستعمرنا.

 

فإن كان هذا الشعب العربي القرآنى المسلم كله لم تحترم له الحكومات العسكرية كرامته وشهامته بعدم تركه للغته وهو بدوي فيحترمون قدسية لغته لأن من مات منهم وهو لا يعرف الجواب إلا برطانة فرنسا فتلك لا مكانة لها بعد الموت. وما ندري ما قيل له في ذلك وليس قطعا مدحا له.

 

وآخر إهانة فى هذه القضية خاصة هو خطاب الرئبس نفسه، وهو يمثل موريتانيا بهذه الرطانة فى اجتماع السنة الماضية، وهذه كارثة دائمة بلاء لموريتانيا لأنه حتى بعض وزرائها أمى فى لغة دستور بلده، وقطعا ليس سبب تقد يسها عندكم أيها الرئيس أن الرطانة هى التى كان أهلكم يناغونكم تسلية لكم بها فى الصغر..

 

وحان للعسكريين أن يفهموا أن جهل لغة البلد هو الذي يجعلها تدور حول فقرها الأول. فغالبية أبنائها كل ما تقدم فى ثقافة لغة المستعمر يتقدم بتلك الثقافة على السرقة والاحتيال على أموال الدولة، فوثائق السرقة كلها فرنسية، فأي مواطن لا يعرف ولا يشارك في لغة محاسن سلوك وطنه فسوف يعمل بسوء سلوك مستعمره الخبيث منه خاصة ويستولى على ما فى وديعته للدولة.

 

والمثال معيش الآن، فالجزائر التى كادت أن تكون فرنسية لطول استعمارها لم ينسها ذلك فى عروبتها وإسلامها. ورئيسها لم يحضر اجتماع لفرنكفوني.

 

أما تونس فصبغتها فرنسا مبكرا فى دينها فهانت عليها خصوصية لغتها بخلافنا نحن فلم يسخف شعبنا بلغتنا، بل لم يستخف بها إلا قادتنا العسكريين والذي لا يجهلها منهم وهو قليل تجاهلها حتى ولو ترأس منهم.

 

ولذا، أطرح هذا السؤال: لماذا كل الأعمال البسيطة الكثيرة فى الدولة بعد ستين عاما من الاستقلال ما زالت تكتب بالفرنسية يعيش بعملها كل من نجح فى مسابقة دخول الاعدادية بالفرنسية. وخريجي الجامعات الاسلامية والعربية من هنا والدول العربية بمراحل تعليمهم كأن أوراق شهاداتهم لإهانة حامليها برؤيتها فقط.

 

وكأنه عربي من كونغو برازفيل أو بنين يحمل شهادة مكتوبة على اليمين مع أن موريتانيا فيها أقلية مسلمة تحب دينها ولغته وكان يمكن تعريبها في السنوات الاولى من الاستقلال.

 

فهذه الجريمة الموصوفة المتلبس بها حان أن تزول قبل انتهاء قرن لها..

 

وتلخيصا للملاحظة أعلاه؛ إن خطاب الاستقلال جاء ختام مسك لا رائحة له لتمثيل موريتانيا من طرف رئيسها في الفراكفونية، وعدم أي تغيير لهذا البلاء المستمر.

 

أما المبيقة الثانية التى تزامنت مع الخطاب فهى تحويل هذه الأموال الكثيرة إلى رواتب وتسيير انتخابات الجفاف التى لا تلد إلا نشر أصوات المنتخببن فى أبواق مكاتب مكان اجتماعهم فلا أهمية مرئية لانتخابهم لا النساء ولاالشباب ولا الجاليات التى سوف يقدم للجميع ميزانية هذه الدولة التى لا تحصل من ثرواتها التى جعلها الله فوق أرضها إلا لتعطيها للأجانب يزيدون بها غناهم ويثبتو ن به فقرنا فوق أرضنا بل ميزانية مهزلة الانتخاب هذه فهي معصورة من البائعات فوق الطوابل وأمثالهم... ورجالنا المثقفون لا يتقنون إلا التفنن فى مدح المترشحين صالحين أو طالحين (لا يهم).

 

فالمهم معرفة كتابة المراسيم التى تعطى الرواتب الكبار لمن لايستحق بل لفضول كثرة القول الهوائي لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر.

 

فأرجو من كل مواطن غيور أن يقارن بين زيادة الرواتب للموظفين الضعفاء، وخلق الرواتب الكبار للمتقاعدين الأغنياء للأشراف على عبث ديمقراطية الدنيا التى هي أقرب مثال علبها عند ما خلقها الغرب قوله تعالى: {الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون} فسيجد أن الراتب الهدر يفوق ما زيد به الضعفاء الجالسين تحت أسعار الموت المتفاوت.

 

وملخص هذا التعليق الأخير أنه كان على الحكومة التفكير فى بديل يحقق العدالة بين المواطنين ولا يفسد الأموال والأخلاق، وأقرب شيء لذلك هو انتخاب كل مقاطعة وكل ولاية لأبنائها منها بكفاءة وخلق معروفة للجميع ويسمى أهل الحل والعقد لينعم الجميع فى الدنيا ويسعد في الآخرة. {وتزودوا فان خير الزاد التقوى}.

 

أما المرسوم الذي كان يشرف المواطن رؤيته والذي أصبح يخيل للموريتانيين أنه هو وحده الذي ارتضاه هذا الرئيس من فعل سلفه، ألا وهو تغيير الدستور فى آخر لحظة من المأمورية العشرية، والتى استبدل فيه الذي هو خير بالذي هو أدنى: استبدل مبدأ "كن للإله ناصرا" إلى آخره.. من كلمات أبرز أساطين هذا الوطن وتلحين سلطان الشعار فيه واستبداله بكلمات مصري وتلحين صوث شبه أعجمي لا شك غير طاهر.

 

ثانيا: استبدال نجم وهلال ولون هو لباس أهل الجنة، والجميع مذكور فى القرآن فالنجم أقسم الله بموقعه، وقال إنه قسم عظيم، والهلال قال إنه جعله مواقيت للناس لتتعامل بمقتضاه ويميز فضل بعضه. واللون الأخضر هو لباس أهل الجنة {يلبسون ثيابا خضرا من سندس} وآية أخرى {عاليهم ثياب سندس خضر}.

 

والجميع زيد بخطوط حمراء إشارة عند العالم أنها للتوقف، أي أن الدولة الموريتانية لا تتقدم، أي قف ممنوع تجاوز الفقر، والعمل بلغة المستعمر فكان الشعب يظن أن أول تغيير فى المأمورية هو إرجاع الدستور وإرجاع راحة المسلمين يوم جمعتهم.

 

فإذا الأمر كأن الصحبة القديمة اشتركت فى فكره.

 

وعلى كل حال، وختاما؛ أقول إن قوله تعالى {اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير (آية محكمة) مثل {يوم ينظر المرا ماقدمت يداه}.