على مدار الساعة

رسالة مفتوحة إلى الرئيس من أطر مركز الرشيد

12 يونيو, 2017 - 14:03

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم

فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية

السيد محمد ولد عبد العزيز،

 

لقد راهن أطر مركز الرشيد الإداري منذ توليكم السلطة على بعد نظركم وانحيازكم للمظلوم، وقد تجسد ذلك سريعا عندما تدخلتم في أول سنة من حكمكم لإصلاح الخلل في مسار طريق تجكجة - أطار الاستعماري الذي يتجنب المرور بمدينتي لحويطات والرشيد.

 

وقد أثبتم مرة أخرى انحيازكم إلى الكرامة والمقاومة في زيارتكم الأخيرة لولاية تكانت حيث حرصتم شخصيا على الاطلاع على آثار الدمار الذي خلفه قصف المستعمر لمدينة الرشيد المقاومة والصامدة. إن ذلك وغيره من المواقف الشجاعة والنبيلة، والتي يأتي على رأسها طردكم لسفارة إسرائيل من بلدنا، يجعلنا نكتب إليكم هذه الرسالة المفتوحة وكلنا ثقة في أنكم ستتجاوبون معها لحرصكم على مصلحة الوطن والمواطنين. ويتعلق الأمر بالاستعداد لبناء سد احنيكات بغداه حوالي 10 كلم جنوب شرقي تجكجة في أعالي مجرى واد إزيف (واد لكصور) وهو الشريان المائي الأساسي الذي تدور حوله الحياة في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية من تكانت.

 

وسيحبس هذا السد - إن أنجز - الماء الموسمي كليا أو جزئيا عن حوالي 120 كلم تقع عليها مدن تجكجة، لحويطات والرشيد والعديد من القرى الأخرى، كانت قد تأثرت سلبا بالحواجز المائية البسيطة. السيد الرئيس، إن الدراسات التي تهدف إلى إقامة السد تتم بصورة مريبة وغامضة وأبعد ما تكون من الشفافية والتشاركية، ولا نعرف على وجه الدقة الغرض الأساسي منها، لذا فإنه مهما كانت الإيجابيات فإن درء المفاسد أولى من طلب المنافع. لقد أبدى كل الفاعلين السياسيين والجمعويين والساكنة العادية الرفض القوي لهذا المشروع وتم إيصال صوت المنتخبين والروابط التشاركية لتنمية الواحات، والشباب وغيرهم بصورة إدارية وحضارية حرصا على المصلحة العليا للوطن.

 

إننا نتفهم انشغالاتكم الكثيرة التي قد تؤدي إلى حجب بعض التفاصيل عنكم، لذلك نضع تحت أيديكم بعض الآثار السلبية لهذا السد:

- تعريض مدينة تجكجة عاصمة ولايتنا إلى خطر الفيضان بفعل تواجدها في منطقة منحدرة وعلى بعد بضعة كيلومترات فقط من السد.

- هلاك عدد يقدر بمئات الآلاف من النخيل على طول وادي إزيف ومنها واحات تجكجة ولحويطات والرشيد وغيرها.

- تفقير وتهجير السكان والقضاء على الغطاء النباتي وتشجيع الغلو والتطرف ونسف اللحمة الاجتماعية والسلم الأهلي.

 

إن هذه القضية تشغل بال كل السياسيين والناشطين والمهتمين بالمنطقة والسكان المحليين المعتمدين على الوادي اقتصاديا، لذلك نعول على تدخلكم السريع لإيقاف هذا العدوان. والضرب بيد من حديد على كل المتآمرين.

 

سيدي الرئيس،

إننا نطلب تدخلكم المباشر والحاسم لوضع حد لهذا النشاط الذي لا يخدم السلم الأهلي ولا التنمية المحلية وتوجيه تمويله إلى مشاريع لتوفير الماء لمدينة تجكجة وبعض القرى الأخرى.

 

والله ولي التوفيق

عن  أطر لحويطات والرشيد.