على مدار الساعة

نص بيان صمبا تيام حول المقال المنسوب له

23 مايو, 2018 - 16:46
صمبا تيام رئيس حركة افلام.

الآن وبعد أن بدأ الصخب يأخذ في التلاشي، بإمكاني ربما وضع بضع كلمات، حول معنى طلبنا الاعتذار، وسياق المقال، وموقفي من هذه القضية، وتوصياتي للشباب الصادقين والشجعان، من مختلف الأطراف.

 

فبخصوص الاعتذار  الذي بدا للبعض خاطئا، كان موجها للقراء، ومستخدمي الأنترنت لأن ما قدم لهم "كاذب"، وأعني هنا نصا نسب إلي، وألصقت صورتي به، كما لو أنني كنت أنا صاحبه.

 

إنه أمر يشبه السرقة، "سرقة ملكية الفكرية"، لكنه بالتأكيد غير مقصود، ولا يمنعنا من واجب تقديم الاعتذار، احتراما للقراء، ولا أعتذر عن النص أو الأفكار التي عبر عنها، لأنها ليست لي.

 

أما بخصوص سياق النص، فأقول إنما ما حصل كان خطئا في الاتصال من طرفنا (المشرف على موقع افلام نت، وأنا)، حيث توصل بالنص دون اسم كاتبه، واعتقد ـ بحسن نية دون أن يتحقق ـ أن المقال لي، وأنه يستحق المشاركة لأهميته، "أما التوقيت، وهل هو مناسب أم لا، فلا يغير شيئا".

 

وبعدما أعلمت بالخطأ، حاولت مبكرا تصحيحه من خلال "افلام نت، واكريدم" عبر البريد والاتصال الهاتفي، لتوضيح أن ما حصل "خطأ في الاتصال"، وبأن النص ليس لي، وإنما لباحث سنغالي بجامعة الشيخ أنتا جوب، يدعى الشيخ تيجان انداي، والذي على سبيل المثال يحارب اليوم الأطروحة "القائمة على أساس العرق الأسود لمصر الفرعونية" للشيخ أنتا، الذي ينتقد ذاتيتنا كزنوج.

 

لقد كان من الواضح أن توضحينا واعتذارنا لم يكن كافيا لإسكات الجدل الآخذ في الاستمرار، وأنا أفهم بالضبط لماذا ذلك، الحقائق المزعجة لصمبا تيام تجاه السياسة الحالية، المتسمة بالتمييز، والإتنية، والعنصرية، والنفاق العارم، وهو ما يشكل مصدر إزعاج.

 

إن نشر هذا المقال كان هو الذريعة ـ الخبز المبارك ـ لبصق هذا الغضب المتراكم منذ أمد طويل، وهو مصدر هذا الانفجار، وهذا العنف اتجاه شخصي، لكنني لن أصمت، ولن أخلد إلى النوم، لأن بلدي مقلوب الرأس، ولا بد من إعادته للوضعية الصحيحة.

 

فما هو موقفي الآن والذي ينتظره البعض بفارغ الصبر؟

 

إجابتي الأولى، هي أنني أريد أن أكون مفكرا حرا و"التفكير بحرية يعني التخلص من المعاني المباشرة، والتي تمنع فيها الثقافات والدين" (سليمان بشير ديانييه). ويقال إن "الحقيقة ليست دائما ما يود المرأ أن يكون".

 

وفي الأخير، أعتقد أن كل من يصرخون بعنفوان حول هذه المسألة، ليسوا في الوضعية المناسبة، التي تخولهم اقتحام النقاش الجاري على مستوى المتخصصين، والمؤرخين والباحثين ـ إن وجدوا هنا بيننا ـ وبالتالي فالكرة في مرماهم لا أكثر.

 

وفي الختام أشكر الشباب الزنوج الأفارقة، والحراطين، والعرب البرابرة الذين يتسمون بالنزاهة، والشجاعة على موقفهم العادل، وأدعوهم لعدم الاستسلام للإرهاب الفكري والديني، الذي يحصل.

 

 

رمضانا كريما.

 

صامبا تيام.

23 مايو 2018.

 

ترجمة وكالة الأخبار.